خير اللهم اجعله خير.. نمنا وصحينا وجدنا مجموعة من الأخبار السارة على غير العادة، الاحتياطى النقدى اللى بيتاكل من شهور ارتفع -بقدرة قادر- إلى 100 مليون دولار «إيه خلاه يزيد؟»، البورصة المصرية زادت أرباحها «طيب إزاى تزيد بعد ساعات من أحداث العباسية؟»، المعاشات حتزيد 30% مش 10% بس «طيب إيه السر؟»، حتى الثانوية العامة طبّق المجلس «الموقر» عليها شعار «سنة واحدة تكفى». وسوف يصب هذا فى دخل الأسرة المصرية عملاً بفضيلة «ليه تدفع أكتر ما دام ممكن تدفع أقل»، وبالتالى ليه تدفع دروس خصوصية لسنتين ما دام ممكن تدفع دروس لسنة واحدة. الله! يعنى الحكومة والمجلس الحاكم والمجلس الشعبوى عايزين يبلوا ريق الناس اللى نشف طوال الشهور الماضية. هو فى إيه؟ الثورة نجحت -لا سمح الأشكيف- ولاّ حاجة؟!
بسيطة أقول لك.. الموظفون فى «شركة عموم المحروسة» يستعدون الآن لاستقبال المدير الجديد، مفهوم طبعاً أننى أقصد الرئيس الجديد. وأى «مصلحة حكومية» يعنى «مؤسسة» عادة ما تقف على رجل -بكسر الراء- بمجرد الإحساس بأن مديرا جديدا سوف يشرّف. «الكسلان يشتغل»، والمواطن يفوز بلقب «سيد»، وقد يتوقف «التهليب» و«التقليب» و«تعليب» المشاكل. مع المدير الجديد «المستخبى يبان» و«المايل يتعدل» والدنيا «تظبط». ولا يستمر ذلك إلا أياما معدودات إلى أن يتم جس نبض الوافد الجديد، ثم تعود كل حاجة إلى أصلها، لترجع «المصلحة» إلى «المصلحة». ولست أدرى فى أى عصر من العصور ولا من هو ذاك الشيطان العبقرى الذى أطلق على المؤسسة اللى بيشتغل فيها وصف «مصلحة»، ليعبر عن الشغل كمكان يمصلح النفر منه!
الكل يستعد إذن لاستقبال الرئيس الجديد، تماماً مثلما يستعد أى أب وأم لاستقبال مولود جديد بـ«الكوافيل أو البامبرز على حسب ذات اليد». لازم الرئيس الجديد ييجى يلاقى الأمور «فينو» مش «بلدى»، وإلا فسوف يجد نفسه مضطراً للتعامل كرئيس ثورى فيطوح هذا من منصبه، ويقدم ذاك إلى القضاء، ويبدأ التفتيش فى دفاتر شركة عموم المحروسة ويحل على الموظفين بوجع «القلب والأنف والأذن والحنجرة». الموظفون من الآن يرسلون -على الهواء مباشرة- «إس.إم.إس» لأى مرشح سيفوز بأن السعد بدأ يهل على «ريحه»، وإن الخير فى عموم المحروسة كتير، ليدخل القصر الجمهورى «متاخد» فى أهلا وسهلاً، والبس البدل الجديدة يا زعيم، وقف قدام الكاميرات وغرد بحلو الكلمات وترنم بأعذب النغمات، وانس اللى فات، لأن اللى فات مات، ساعتها يتوهم المواطن أنه «نشن ونشانه صاب» لتمر الأيام ويعود «التمصلح» إلى «المصلحة»، والرئيس إلى «التريش والأنتخة»، ويظهر من جديد المواطن اللى بيكلم نفسه فى الشارع ويقول «نشنت يا فالح»؟!.