رئيس أكاديمية ناصر الأسبق: بدأنا إنشاء «الكبارى العائمة» بعد الهزيمة بيوم
اللواء أركان حرب محمد مختار قنديل
أكد اللواء أركان حرب محمد مختار قنديل، مساعد مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا الأسبق، أحد ضباط القوات المسلحة خلال حروب النكسة والاستنزاف والعاشر من رمضان، أن الجيش المصرى لا يتحمل مسئولية هزيمة «النكسة»، ولكن القيادة «السياسية - العسكرية» التى أهملت الجيش وخططه، وتسليحه.
اللواء مختار قنديل: قائد الجبهة سأل المشير «عامر» وقت النكسة عن خطة الجيش.. فرد: «معرفش»
■ شاركت فى كل الحروب التى خاضتها مصر فى العصر الحديث، ومن بينها «النكسة».. كيف تذكرها فى ذكرى حلولها مع انتصار العاشر من رمضان؟
- «النكسة» كانت درساً قاسياً جداً لمصر، والقيادة «السياسية - العسكرية» المصرية، لأنها اتخذت قرارها بحشد متسرع للقوات فى سيناء دون وجود خطط معينة، فى ظل وجود خطة مسبقة لدى إسرائيل لاحتلال سيناء بدفع من أمريكا؛ فالهزيمة لم تكن بسبب وجود قوات خارج الحدود، أو وجود توتر أو أى شىء آخر، ولكن عدم قراءة القيادة المصرية للنية المبيتة لدى الجانب الإسرائيلى، والأمريكى لاحتلال سيناء.
■ وكيف لم يكن هناك اهتمام بالجيش كما تقول؟
- لم يكن هناك خطط جاهزة، كما أن الطائرات كانت موضوعة على سطح الأرض، مع عدم وجود دشم أو تحصينات عسكرية لحمايتها، ما مكن من ضربها بسهولة، كما أن توزيع القوات بسيناء كان عشوائياً ليحدث ما حدث، ثم حينما كنا فى سيناء جاءت لنا الأوامر بالانسحاب لغرب القناة لعمل «خط دفاعى» تستند إليه القوات.
مقاتلو العاشر من رمضان يروون ذكريات الهزيمة والانتصار
■ حدثت الهزيمة ثم انتقلنا للانتصار.. كيف حدث ذلك؟
- بدأنا إعادة بناء الجيش من أول يوم عقب النكسة، وبدأت الدفاعات تتراكم، وتتزايد غرب القناة.
■ وماذا كانت مهمتك إذن؟
- كنت أعمل على كتيبة كبارى عائمة، وكان معنى ذلك أننا سنعبر القناة لنسترد أراضينا دون تهاون، أو تخاذل.
«السادات» قال لنا قبل «النصر»: «محدش راضى يدينى سلاح وهولع المنطقة عشان أحرك القضية»
■ ومتى بدأتم العمل على إنشاء «الكبارى العائمة»؟
- من أول يوم عقب «النكسة»، ومن هنا تيقنا جميعاً أن مصر لن تترك سيناء لتكون مرتعاً لإسرائيل، وأننا سنقتحم «القناة» فور استعدادنا لذلك، وهنا أؤكد أن القوات المسلحة المصرية ليس لها ذنب فى الهزيمة لأنها لم تكن مستعدة؛ فرغم وجود نحو 50% من الجيش فى اليمن، كانت هناك تصرفات يمكن اتباعها لمواجهة أى عدوان على سيناء بتلك القوات المتوافرة حينها.
وأتذكر قول الفريق أول عبدالمحسن مرتجى، قائد جبهة سيناء وقت النكسة، حين قال إنه ذهب للمشير عبدالحكيم عامر، وزير الحربية، وسأله: «إيه مهمتى»؛ فرد: «معرفش»، وهذا كان معناه أن القائد نفسه لا يعرف خطة الدفاع أو الهجوم، كما كان هناك تخبط فى القيادة.
■ وماذا حدث بعدها؟
- أخذنا نتدرب لمدة 6 سنوات، وكان تحدياً رئيسياً لنا تعوّد القوات على العبور من الكبارى العائمة، فالدبابة حين تمر على الكوبرى تحدث ما يشبه الموجة، ما يعنى أنه كان على القوات التعود على هذا الأمر، مع جهود قواتنا المسلحة فى جميع الأفرع حتى انتصرنا.
■ وبحكم وجودك فى مقر قيادة الجيش الثانى الميدانى وقت الحرب.. هل تتذكر موقف للقادة وقت الحرب؟
- أتذكر أن الرئيس الراحل أنور السادات جاء لنا، وقال إن البعض لا يريدون أن يعطونا السلاح، وأنه «هيعمل حريقة» فى الشرق الأوسط بالإمكانيات المتوافرة، حتى يحرك القضية، ويسترد سيناء، وهو ما نجحنا فيه.
■ أخيراً.. هل تسليح مصر يجعلها قادرة على صد أى عدوان عسكرى جديد منظم؟
- يقيناً، نعم، لو حدث؛ فنحن لدينا تسليح حديث، ونسبق العدائيات المحيطة بنا حتى لا نكون خائفين من أى طرف.