ق.ط.ر المعزولة
صورة أرشيفية
«دويلة صغيرة بشهية كبيرة».. هكذا توصف «الدويلة» التى فتحت ثورات «الربيع العربى» شهيتها لحصد النفوذ أينما كان بالإمكان.. فى مصر تدعم الإخوان أملاً فى وصولهم إلى الحكم للسيطرة على أكبر دولة فى الشرق الأوسط.. ولا مانع من دعم «الحوثيين» الشيعة فى اليمن ما دام الهدف سيتحقق فى النهاية.. وبالطبع لا غضاضة من دعم «أنصار الإسلام» الأكراد ما دامت الغاية هى المنتهى.. لم تكد الثورات تندلع فى دول «الربيع العربى» حتى بدأت «الدوحة» فى رسم مخططاتها.. فى مصر سيكون الحشد الإعلامى من خلال منصة «الجزيرة» وسيلة لإيصال الإخوان إلى الحكم وبعدها سنتحكم فى الجماعة فتكون «الغلبة» للقطريين.. وفى ليبيا لا سبيل للوصول إلى الغاية سوى دعم الإرهاب والجماعات المسلحة والمتشددة، أملاً فى انتصار زائف على جثث الليبيين يصلون به إلى الحكم، وفى النهاية تكون قطر هى المتحكم أيضاً من وراء الكواليس.
لم يبق لها سوى إيران وإسرائيل وتركيا والإخوان
قبل ما يزيد على 3 سنوات بأشهر معدودة، وقع الخلاف الأول بين قطر ودول الخليج.. وقتها أعلنت السعودية والإمارات والبحرين أنها اكتفت من تحركات «الدوحة» المعارضة لمصالح دول الخليج والمعادية لها.. ولم تكد تمر أشهر معدودة حتى أعلنت الدول الثلاث حل الخلاف مع قطر بعد اجتماع فى «جدة» بوساطة كويتية.. آنذاك، أجمع المحللون الغربيون على أن ما حدث هو مجرد «مسكنات» لم تُنهِ الأزمة وإنما دفعت بتأجيلها إلى وقت لاحق، لتتفجر من جديد قبل أيام للأسباب نفسها.. لم يعد بالإمكان احتمال تحركات «الدوحة» المتعارضة مع المصالح المشتركة لدول الخليج.. ولم يعد بالإمكان تحمل تحركاتها الداعمة للجماعات الإرهابية بما يتعارض مع أمن المنطقة.. ولم يعد أيضاً بالإمكان تحمل علاقاتها مع إيران بما يتعارض مع مصالح دول مجلس التعاون الخليجى. اليوم تتفاقم الأزمة لتعلن الدول الثلاث ومعها مصر وليبيا واليمن وجزر المالديف ومورشيوس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع «الدوحة» وإغلاق المجالات البحرية والجوية والبرية معها، ليعود الخلاف الخليجى إلى السطح مرة أخرى بعد ركود دام سنوات معدودة، لتعود الأسرة الحاكمة فى قطر إلى الواجهة من جديد مع تبديل طفيف فى الوجوه، ففى الأزمة الأولى كان حمد بن خليفة لا يزال يحكم من وراء الكواليس.. وفى الثانية نجله تميم بن حمد، فرغم اختلاف الوجوه لم تتبدل السياسات.. وبقيت «الدويلة» تسعى إلى صدارة المشهد بقوة، حتى وإن كان بما يتعارض مع مصالح العرب المشتركة ومصالح الخليج بشكل عام، فهل تنجح ضغوط الخليج ومصر أخيراً فى إجبار «الدوحة» على التراجع والتوقف عن معاداة مصالح العرب المشتركة وتفضيل مصلحتها الشخصية على الجميع؟