ليبيا واليمن والمالديف وموريشيوس يعلنون قطع العلاقات مع الدوحة
ليبيون يتظاهرون ضد أمير قطر
على خطى السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطعت حكومة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، صباح أمس، علاقاتها الدبلوماسية مع إمارة قطر، متهمة الدوحة بدعم المتمردين الحوثيين المناصرين لإيران ودعم جماعات متطرفة فى اليمن، كما قرر التحالف العربى الذى يقاتل «الحوثيين» فى اليمن إنهاء مشاركة قطر فيه.
وأعلنت ليبيا أيضاً قطع علاقاتها مع قطر، وقال وزير الخارجية فى الحكومة المؤقتة، المنبثقة شرعياً عن مجلس النواب، محمد الدايرى، لـ«سكاى نيوز عربية» إن بلاده قررت قطع علاقاتها مع دولة قطر تضامناً مع أشقائنا فى مملكة البحرين والسعودية والإمارات ومصر، وأضاف الوزير: «سجل قطر فى اعتداءاتها المتكررة والعديدة على كرامة الشعب الليبى بعد ثورة 17 فبراير لطالما أغضب قطاعات عريضة من الشعب الليبى». وأعلنت الخارجية الباكستانية، أمس، أن إسلام آباد لا تعتزم قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر فى الوقت الراهن، على غرار ما فعلته كل من السعودية ومصر والبحرين والإمارات، جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية نفيس زكريا، الذى قال: «فى المرحلة الراهنة، لا ننظر فى اتخاذ خطوات ما فى الملف القطرى، وسنصدر بياناً فى حال وقوع أى تغيرات». كما أعلنت دولة جزر المالديف قطع علاقتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وذلك وفق ما قالت قناة «العربية».
واشنطن تدعو دول الخليج للحفاظ على وحدتها وتعرض المساعدة.. والصين تأمل فى تسوية النزاع
يأتى هذا فيما دعت الولايات المتحدة الأمريكية، صباح أمس، دول الخليج إلى الحفاظ على «وحدتها» والعمل على تسوية الخلافات بينها، وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون فى مؤتمر صحفى بالعاصمة الأسترالية سيدنى تعليقاً على قرارات قطع العلاقات بين كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع الدوحة: «بالتأكيد نشجع الأطراف على الجلوس معاً ومعالجة هذه الخلافات». وأضاف «تيلرسون»، حسبما أفادت قناة «الحرة» الأمريكية، أن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة وحث أطراف هذه الأزمة الدبلوماسية على طى صفحة الخلافات.
وأعلنت السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية، أمس، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وإغلاق حدودها أمام رحلاتها، متهمة الدوحة «بدعم الإرهاب»، بما فى ذلك تنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان».
وأضاف وزير الخارجية الأمريكى: «إذا كان هناك أى دور يمكن أن نلعبه لمساعدتهم على ذلك، فأعتقد أن المهم لمجلس التعاون الخليجى أن يحافظ على وحدته»، وتابع أنه لا يتوقع إطلاقاً أن يكون لهذه الأزمة تأثير كبير أو أى تأثير على المعركة ضد الإرهاب فى المنطقة والعالم، مؤكداً أن «كل هؤلاء الأطراف الذين ذكروا بدوا متحدين تماماً فى المعركة ضد الإرهاب وضد تنظيم داعش وعبروا عن ذلك مؤخراً فى قمة الرياض»، ويأتى هذا الزلزال الدبلوماسى بعد 15 يوماً على زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الرياض، التى طلب فيها من الدول الإسلامية التحرك بشكل حاسم ضد التطرف الدينى.
وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن فى مجلس الاتحاد للبرلمان الروسى فيكتور أوزيروف، أمس، إن موسكو تدرس بعناية المعلومات التى تتحدث عن دعم الدوحة المزعوم للإرهاب، مشيراً فى لقاء مع «سبوتينيك» إلى أنه لن تطرأ أى تغيرات فى العلاقات بين روسيا وقطر، وقال «أوزيروف»: «بالطبع سندرس بعناية كل المعلومات، التى تدعيها مصر والسعودية، والدول التى انضمت إليهم بأن قطر ترعى الإرهاب الدولى». فيما قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، خلال مؤتمر صحفى مع نظيره البيلاروسى، أمس، حول قرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر: «هذا شأنهم»، مضيفاً «هذا شأنهم، وهذه علاقات ثنائية بين الدول. ونحن لا نتدخل فى هذه القرارات، على الرغم من أن العالم يعتقد أن روسيا تقف وراء كل حادثة فى العالم، ولكن أود أن أؤكد لكم أنها ليست كذلك». وتابع: «نحن مقتنعون بأن أى خلافات يمكن أن تحدث، نحن لم نفرح أبداً من الصعوبات التى تنشأ فى العلاقات بين بلدان أخرى. نحن مهتمون بالحفاظ على علاقات طيبة مع الجميع، خصوصاً فى المنطقة التى أهم شىء فيها الآن هو تركيز جميع الجهود لمكافحة الخطر المشترك للجميع، خطر الإرهاب الدولى».
وحثت الصين، أمس، الدول العربية على الحفاظ على وحدتهم وترابطهم لتحقيق الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط، وفى تصريح لها خلال مؤتمر صحفى بمقر وزارة الخارجية الصينية حول التطورات الأخيرة فى المنطقة العربية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشان يينج: «إن الصين تابعت قرار الدول الأربع قطع العلاقات مع قطر وأنها تأمل أن تستطيع البلدان العربية تجاوز خلافاتها والتوصل إلى تسوية لأى نزاعات فيما بينها». كما أعلنت موريشيوس مقاطعتها لدولة قطر.
فى المقابل، حذر مسئول إيرانى رفيع المستوى من أن قرار بعض الدول الخليجية ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لن يساهم فى حل الأزمة بالشرق الأوسط. وكتب حميد أبوطالبى، نائب مدير مكتب الرئيس الإيرانى حسن روحانى، فى تغريدة على حسابه فى موقع «تويتر» أن «قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود ليس طريقاً لحل الأزمة.. كما قلت فى السابق، العدوان والاحتلال لن يأتيا بأى نتيجة باستثناء زعزعة الاستقرار». وسبق لإيران أن امتنعت عن التعليق على الأزمة الخليجية القطرية بشكل رسمى، إلا أن وسائل إعلام إيرانية نشرت العديد من التحليلات حول التوتر فى العلاقات بين الرياض والدوحة، باعتبار أن الأزمة تأتى فى سياق سعى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى للسير فى نهج مستقل عن السعودية وتحويل بلاده إلى مركز قوة إقليمى.