صحف عالمية: قطع العلاقات يُدخِل قطر فى دائرة «التضخم» التى تقود لـ«تغيير القيادة»
اهتمام كبير من الصحف العالمية بأخبار «المقاطعة الخليجية» لقطر
سلطت وسائل الإعلام والصحف العالمية، أمس، الضوء على تطورات أزمة قطع 8 دول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، حيث أشارت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إلى أن السبب الرئيسى لتلك الخطوة هو علاقة «الدوحة» بجماعة الإخوان الإرهابية، بالإضافة إلى العلاقات مع إيران، التى تعد أكبر خصوم دول مجلس التعاون الخليجى. وقالت المجلة إن «التوترات بين قطر وأشقائها فى الخليج برزت لعدة سنوات، إلا أنها بلغت ذروتها فى الأسابيع الأخيرة، نظراً للتصريحات المثيرة التى أدلى بها (تميم بن حمد) وأثارت غضب القادة والزعماء العرب، حيث انتقد موقف الدول العربية إزاء بلاده ودعاهم إلى تحسين علاقاتهم بإيران».
«رويترز»: العزل الدبلوماسى القطرى يهدد مكانة قطر الدولية التى تتمركز بها أكبر قاعدة جوية أمريكية
وأضافت المجلة أن «الغموض يكتنف مصالح قطر فى دعم جماعة الإخوان التى تعتبرها الدول العربية والخليج منظمة إرهابية، كما أن قناة الجزيرة تنتقد السلطات السعودية والمصرية بصفة دائمة، لكن التوترات كانت تبرز بين قطر وجيرانها لسنوات عدة وبشكل رئيسى بسبب قنوات الاتصال المفتوحة بين الدوحة وإيران المنافس الجيوسياسى للرياض».
فى الوقت ذاته، أبدت صحيفة «نيويورك تايمز» مخاوفها من تأثير قطع العلاقات مع قطر على التحالف الأمريكى العربى الذى ينوى «ترامب» تكوينه ضد إيران، وقالت إن «قطع العلاقات يلقى بظلاله على الائتلاف الذى يحاول الرئيس الأمريكى تشكيله ضد إيران»، وأضافت أن «المشكلة تكمن فى أن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط، التى تتولى قيادة الحملة الجوية التى تقودها الولايات المتحدة على تنظيم داعش، وعلى هذا النحو، فإن الخلاف بين الخليج قد يلقى بظلاله على عمليات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة، والجهود المبذولة فى المنطقة لمواجهة إيران».
وأكدت الصحيفة أن «إيران ستتلقى ضربة قوية فى حال استجابة قطر للضغوط الإقليمية وقطعت علاقتها بطهران»، مضيفةً أن «مساعى الولايات المتحدة لاحتواء الأزمة وحل الخلافات ينبع من أمل الإدارة الأمريكية فى الحفاظ على جهود ترامب لخلق تحالفات واسعة ضد إيران والجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط».
كما يهدد استضافتها لمونديال كأس العالم 2022.. و«سى. إن. إن»: عضوية قطر فى «التعاون الخليجى» مرهونة بتقديم اعتذار للعرب.. وأضرار بالغة تهدد الأمن الغذائى فى «الدوحة» بسبب الحصار
من جانبها، أكدت شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية أن «تلك الإجراءات تهدد عضوية قطر وبقاءها فى مجلس التعاون الخليجى»، وقالت «إن بقاء قطر فى مجلس التعاون مرهون بتقديمها الاعتذار لأشقائها العرب»، وتطرقت الشبكة فى تقريرها إلى تأثير الإجراءات على الأمن الغذائى القطرى، قائلةً «إن أضراراً بالغة بدأت تلوح فى الأفق قد تلحق بالإمدادات الغذائية فى قطر»، وأضافت «قد يكون للقرار انعكاسات على الأمن الغذائى فى قطر. خاصة أن الدولة الخليجية تعتمد على الواردات الغذائية من السعودية، وخاصة الألبان والدواجن التى تنقل عبر البر والجو، كما أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير على الطيران القطرى والعلاقات الدبلوماسية والتحالفات العسكرية للدوحة».
ووصفت شبكة (سى. إن. بى. سى) الأمريكية التحرك العربى بـ«المنسق»، وقالت إن «هذا التحرّك المُنسّق يُصعّد الخلاف الدائر حول دعم قطر للإخوان ويؤكد الاتهامات بشأن دعم الدوحة لأجندة إيران فى المنطقة»، وقالت إن «هذه الخطوة هى محاولة واضحة لضبط تصرفات قطر كى تكف عن دعم إيران والإخوان»، واعتبرت الشبكة هذا القرار بأنه يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للدوحة».
أما وكالة «رويترز» الإخبارية فقد ركزت على تأثير تلك القرارات على استضافة قطر لكأس العالم 2022، وقالت إن «القرار أثار خلافاً كبيراً بين الدول العربية، ومعظمهم أعضاء فى مجلس التعاون الخليجى»، وأضافت أن هذه الإجراءات أكثر صرامة عن سابقتها فى 2014، عندما سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة، فلم يغلق المجال الجوى آنذاك ولم يُطرد القطريون، وأكدت «رويترز» أن «العزل الدبلوماسى القطرى يهدد مكانة قطر الدولية التى تتمركز بها أكبر قاعدة جوية أمريكية، كما يهدد استضافتها لمونديال كأس العالم 2022».
وركّزت هيئة الإذاعة البريطانية (بى. بى. سى) على تداعيات الأزمة، وقالت إن «قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ستكون له تداعيات كبرى على عدة أصعدة من بينها الخطوط الجوية، والأمن الغذائى، والإعمار، والعِمالة فى قطر، الأمر الذى ربما يُدخِل البلاد فى دائرة التضخّم وارتفاع الأسعار، وهو ما يمكن أن يقود إلى حشد شعبى يضع مزيداً من الضغوط السياسية على الأسرة الحاكمة، فى محاولة إما لتغيير القيادة أو تغيير السياسة».
أما صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فرأت أن هذه الخطوة تعزل قطر عن العالم الخارجى بشكل فعّال، وقالت «إن مثل هذا الإجراء يمكن أن يكون له أضرار اقتصادية أبدية»، وربطت بين قرار قطع العلاقات الدبلوماسية، وبين الأزمة الخليجية مع الدوحة بعد القرصنة «المزعومة» لوكالة الأنباء القطرية، التى نشرت على أثرها تصريحات نسبتها للشيخ تميم بن حمد آل ثانى، هاجمت فيها دولاً مثل مصر وأمريكا والسعودية والبحرين.