محلل سياسى إماراتى: إيران ستكون سبب دمار قطر.. وعليها أن تنتبه لصفعة الدول العربية لها
ضرار الفلاسى
قال الكاتب والمحلل السياسى الإماراتى ضرار الفلاسى إن مقاطعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين لقطر قرار تأخر كثيراً ولكنه قرار حازم، مشيراً إلى أنه على قطر أن تنتبه إلى نفسها، وتعلم أن إيران لن تكون يوماً حليفاً لها، لأنها لم تكن يوماً حليفاً للعرب، وستكون سبباً فى دمار قطر. وأضاف «الفلاسى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن قطر تشق الصف، وأن الأمريكان لديهم ملفات تدين قطر فى دعمها للإرهاب، وبدأوا يتحدثون عنه وإلى نص الحوار:
ضرار الفلاسى: «الدوحة» تسير عكساً.. و«عقوبات أخرى» تنتظرها إذا استمرت
■ فى البداية، كيف ترى دلالة توقيت اتخاذ القرار لقطع العلاقات مع قطر؟
- أولاً، التوقيت يتركز على شىء واحد وهو أن هذه المرة نفد الصبر، ودول الخليج ومصر يتحدثون عن 15 سنة وهم يتحملون قطر باستمرار وكل مرة تقدم الوعود والتعهدات ولكن دون فائدة ولا أى التزامات، والجميع يتفق فى القمة أن إيران دولة إرهابية، وتخرج بعدها قطر لتقول إن إيران دولة مسلمة ودولة صديقة، وفى كل مرة هم من يخرجون ويشقون الصف، وكان هناك بعد القمة اتصال على مستوى رفيع بين قطر و«قاسم سليمانى»، والجميع يعلم من هو الإرهابى قاسم سليمانى، وهذه مؤشرات أنها تسير عكس الاتجاه، فكيف توقع اتفاقية مع إيران تسمح للبحرية الإيرانية بالدخول للمياه القطرية، فهذا مؤشر آخر، فضلاً عن أن بموجبها يتم التنازل عن حقل الشمال، وهو من أكبر حقول الغاز الطبيعى، هناك مؤشرات كانت تثير الريبة. وهناك حديث أيضاً عن أنه فى الاجتماع مع قاسم سليمانى، كان الاتفاق على منح إيران قاعدة فى قطر، وهذه مؤشرات خطيرة جداً، ونأمل من الشعب القطرى، والحكومة القطرية العودة إلى رشدها، وإيران لن تقف فى صفهم، بل بالعكس، إيران ستكون السبب فى دمار قطر.
■ وهل ترى علاقة بين القمة الأمريكية العربية الإسلامية وعدم التزام قطر بتوصياتها؟
- فى قطر لم يحترموا كافة الأعراف والبروتوكولات فى هذه القمة، فبعد القمة نشروا كاريكاتيراً سخر من ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسى بـ«الجزيرة»، وهذه تجاوزت كل الحدود والأعراف، وقاموا بحذف الكاريكاتير بعدها، ولا ننس دور قطر فى الفوضى الخلاقة بالاستمرار فى التطاول على مصر والتدخل فى شئونها الداخلية، والتدخل فى الشئون الداخلية للبحرين والإمارات لاحتوائهم العديد من العناصر الإرهابية، وعلى رأسهم القرضاوى، وآخر تقرير ذكره وزير الدفاع الأمريكى السابق، أنهم ضمن التحقيقات اكتشفوا أن خالد شيخ محمد، العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر، كان موجوداً فى قطر، وعندما طلبه الأمريكان اختفى، وأين؟ فى مزرعة وزير الداخلية.
على قطر الرضوخ والقبول وتنفيذ الالتزامات والتعهدات.. أما من يحكمها «فهذا شأن داخلى».. لو صرفت قطر 10% من أموال دعم الفوضى فى الدول العربية على نفسها لكانت جنة
■ هل تتوقع أن يستخدم الأمريكان هذه الملفات ويتخذوا موقفاً تجاه قطر فى ظل التقارب الأمريكى الخليجى؟
- فى الوقت الحالى الأمريكان قالوا: «ننتظر»، ولكن الأمريكان لديهم توجههم، ولديهم ملفات وأدلة واضحة على دعم قطر للإرهاب، وبدأوا يتحدثون عنها، وهذا يدل على أنهم يعملون على ملف الإرهاب، وتقاريرهم تدين قطر بتمويل الإرهاب، وأيضاً وجود عناصر قطرية تدعم الإرهاب مثل عبدالرحمن بن عمير، وهذا معروف حجم المبالغ التى موّلها، وهناك أيضاً حديث عن تعاونهم مع الحوثيين على الرغم من أنهم كانوا معنا فى التحالف، وتمرير المعلومات أدى إلى استشهاد عدد من الجنود، فالخيانات مستمرة، ويصعب حصرها للأسف.
■ وما سيناريوهات الفترة المقبلة فيما يخص هذه القضية؟
- بالطبع يجب على قطر الالتزام فى الفترة المقبلة، ويجب أن يكون هناك ضامن لهذا الالتزام، وسبق أن وقّعت قطر اتفاقية فى عام 2014 وتعهدت، ولكنها لم تنفذها وتملصت منها، ولا بد أن يكون هناك ضامن لهذا الاتفاق، وسننتظر وسنرى إلى أين ستذهب الأمور، أنا لا أعرف ما إذا كان فى نهاية النفق نور بالنسبة لقطر، فقطر ليس لديها خياران، يجب عليها الرضوخ والقبول وتنفيذ الالتزامات والتعهدات التى وقّعوا عليها، وهى إغلاق قناة الجزيرة وإسقاطها، والمواقع الإخبارية التابعة لها، وطرد الإرهابيين الموجودين فى قطر، ووقف دعم الإخوان المسلمين نهائياً، وعدم التدخل فى شئون الآخرين، وهم الإمارات ومصر والبحرين والسعودية، ولكن متى ستنفذ قطر هذا؟ ونحن لا نتدخل فى شئون الآخرين، ولكن نتمنى أن يكفوا أذاهم عنا.
■ هل تعتقد بإمكانية استئناف العلاقات فى ظل استمرار «تميم» على رأس الحكم؟
- نحن لا يخصنا فى تميم شىء، الشرط الذى نتمناه ونرجوه منهم هو الالتزام بكافة الاتفاقيات وتنفيذها، ولكن من يحكم قطر هذا شأن داخلى، فتنفيذ الاتفاقيات هو الأهم.
■ وما الضمان الذى يجب أن تتخذه الدول الخليجية ومصر من قطر؟
- أعتقد أنه لا بد أن يكون هناك ضمان قوى، نرى أن هناك مساعى من الكويت، ولكن لا بد أن تكون هناك دولة كبيرة ضامنة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لا بد أن تقدم ضماناً على قطر، وأمريكا بنفسها تتحدث عن أنها فقدت الثقة فى تعاون قطر معها.
■ هل تتوقع نقل القاعدة الأمريكية فى قطر بعد هذه التوترات؟
- الأمريكان تحدثوا عن نقل القاعدة بالفعل، لأن ما الهدف من أن تعطى الأمريكان قاعدة والإيرانيين قاعدة، ما الهدف من هذا، الحمد لله على انضمام الإمارات، السعودية، مصر، البحرين، المالديف، ليبيا، اليمن إلى المقاطعة، أعتقد أنه بعد 48 ساعة العدد سيزيد إذا لم تتحرك قطر، هناك دول فى انتظار ماذا سيحدث بعد الـ48 ساعة، والأمر أصبح مكشوفاً «يا تكون معايا يا ضدى».
■ بعد عزلة قطر فى المنطقة.. هل تتجه «الدوحة» إلى إسرائيل وإيران، خاصة بعد المؤشرات الأخيرة فى العلاقات بينهم؟
- الاحتمال هنا إيران، أما إسرائيل فإنها بعيدة عن قطر وليس هناك منفذ إليها، ولا يوجد طيران مباشر الآن بينهم، فالنسبة للإسرائيليين الاحتمال صعب، أما إيران فهذا احتمال وارد، ولكن ماذا ستأخذ إيران من قطر فى المقابل وماذا أخذت حتى الآن؟ إذا هم انتبهوا سيعلمون أن إيران لن تكون حليفاً، لأن إيران لم تكن يوماً حليفاً للعرب.. فأن ترتمى فى أحضان إيران شىء صعب ولا يمكن تقبُّله. وأعتقد أن العقوبات التى وجّهتها لها الدول العربية صفعة قوية جداً، والكرة الآن فى ملعب قطر، فهل هم سيفيقون من هذه الصفعة؟ أتمنى أن ينتبهوا لأنفسهم لأن وضعهم سيئ جداً، ولا يوجد أى أحد يقف معهم مثلما تفعل الدول العربية.
■ وما دوافع قطر فى لعب هذا الدور «السيئ» فى المنطقة؟
- قطر تلعب دائماً دوراً أكبر من حجمها، دائماً يحاولون أن يقللوا من شأن مصر وشأن المملكة السعودية، ويحاولون لعب الدور القائد، دور القائد فى المنطقة معروف، بين السعودية ذات العمق الاستراتيجى الإسلامى، وبين مصر بعمقها الاستراتيجى العربى، أما قطر فدائماً تحاول أن تلعب دوراً أكبر من حجمها. وقد أُعطيت قطر من قبَل الإدارة الأمريكية السابقة فى عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، دور الثورات العربية وإثارة الفوضى الخلاقة عن طريق دعمهم للإخوان، فبدأوا يلعبون هذا الدور، دور الدولة القوية ذات السيادة بالأموال التى لديهم، والتى أغرتهم على الوصول لدرجة «جنون العظمة»، وأيضاً الغاز الطبيعى. لو صرفوا 10% من الأموال التى صرفوها على الفوضى فى الدول العربية فى قطر لكانت قطر تحولت إلى جنة، ولكنهم يتاجرون بهذه الأموال بالإضرار بالدول، على سبيل المثال سوريا، فكم قُتلوا، وكم شُردوا، وكم لاجئ، وكم مصاب، وكم يتيم، بسبب بعض الحماقات ودعمهم لبعض الفرق كالإخوان وجبهة النصرة، وبقية الجماعات الإرهابية فى سوريا، لا نقول إن بشار الأسد ملاك، ولكن أنت خلقت دماراً أعتقد أنه يحتاج إلى مئات المليارات لإعادة سوريا إلى ما كانت عليه، وقطر تلعب دوراً أساسى فيما حدث فى الشام وليبيا وتونس واليمن، فضلاً عن دعمهم للحشد الشعبى فى العراق، والحوثيين أيضاً.