«بيومى»: نحتاج لمراجعة معاهدة السلام بما يتيح عودة الحقوق المنهوبة
«الديمقراطية.. هى التى أتت بنا إلى الحكم، وسنسلمها أيضاً بالديمقراطية ومن خلال صندوق الانتخابات والأيام المقبلة ستثبت حسن نوايانا».. بهذه الكلمات، أراد الدكتور رشاد بيومى نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، أن يلخص المهمة التى حملتها الجماعة بعد فوز الدكتور محمد مرسى مرشح الجماعة بالرئاسة، مؤكداً فى حوار مع «الوطن»، أن مرشد الإخوان مواطن عادى ولن يتدخل فى الحكم، وأنه يؤيد تعيين قبطى نائباً للرئيس.
* كيف استقبلت نبأ فوز «مرسى» بمنصب الرئيس؟
- بنوعين من المشاعر.. الأول شعورى بتوفيق الله أنه كان فى جانب دعاة الحق والثورة على الأوضاع الفاسدة التى عمت البلاد طول السنين الماضية وهذا أمر جيد بلا شك، أما الشعور الآخر الأعم، فهو إشفاقى على الدكتور «مرسى»، وإحساسى بعظم المسئولية والتكليف الذى سيتحمله فى المرحلة المقبلة، فقد ورث تركة مثقلة بكل أنواع الفساد، وأسأل الله له العون فى أن يجتاز هذه المرحلة ويستطيع أن يقدم النموذج الطيب.
* بعد 80 عاماً من الاعتقالات وصلت الجماعة للحكم، ماذا يعنى الأمر لكم؟
- قضية الصراع بين الحق والباطل قائمة حتى قيام الساعة، ونحن بفضل الله سبحانه وتعالى كنا دائماً نسعى إلى الخير للناس، ولم نطلب فى وقت من الأوقات أى مغنم خاص، وإلا كانت الصورة اختلفت خصوصاً مع التعذيب والسجون والمداهمات وقطع الأرزاق والمصادرات، كل هذا حدث معنا، لكننا لم نفقد الأمل أبداً وهذا معنى لا بد أن يعرفه الناس جميعاً فى قول الله عز وجل: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾، وأيضاً قوله تعالى: «وَنُرِى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ»، وما حدث هو إرادة ربانية وليست بشرية، أراد الله أن نصل إلى السلطة ومن يتخيل أن ذلك مطامع شخصية، فهو مخطئ بل هى إرادة الله التى أوصلت الجماعة إلى ما فيه الآن.
* هل ثمة تغييرات فكرية وتنظيمية ستطرأ على الجماعة مستقبلاً؟
- هناك قضايا أساسية ثابتة، ليست لنا إمكانية فى تغييرها أو نتحرر منها لأنها ثوابت ربانية، مثل الاحتكام إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله، والتعامل مع الأقباط، وهو من أنواع العبادة، وعلى الجانب الآخر هناك مستجدات لا بد أن نتعامل معها مثل التعامل مع التقنيات الحديثة، والسياسة والأحزاب والاقتصاديات الحديثة، فكلها أمور خاضعة للاجتهاد.[Image_2]
*وفكرة الجهاد ضد الحاكم الظالم، أين موقعها الآن من الجماعة عقب توليها هى الحكم؟
- هذه القضية من الثوابت، أينما وجد الحاكم الظالم لا بد من مواجهته، حتى إن كان هذا الحاكم من الإخوان المسلمين، ولو كان «مرسى» نفسه؛ لأن هذه القضية ليست مرتبطة بالشخص بل مرتبطة بالعقيدة، ولو انحرف «مرسى» عن جادة الصواب، فسنكون أول من يقف ضده.
* ما دور الجماعة فى صنع القرار بعد تولى مرسى الرئاسة؟
- لن يكون للجماعة أى دور فى اتخاذ القرار على الإطلاق لأن الدكتور «مرسى» بفضل الله سبحانه وتعالى إنسان تربى فى جو ملىء بالمعارف والتجارب السياسية، وكل هذه الأمور ساهمت فى نضجه سياسياً، ولديه مشروع أعده الإخوان وأصبح جاهزاً للتنفيذ، ونحن نطالبه بأن يتعامل مع المجتمع كله سواسية، فلا تمييز للإخوان على أحد، فهم فصيل من المجتمع لهم مثل ما لغيرهم، ولا يمكن أبداً أن نرضى لأنفسنا أن نتميز عن غيرنا، كما لا نرضى بأن يكون مرسى رئيساً للإخوان فقط بل لكل المصريين.
* ألم يحن الوقت لتقنين أوضاع الجماعة بعد وصولها للحكم؟
- فى ظل قانون الجمعيات السابق الذى كان يسمح لوزير الشئون الاجتماعية أو المحافظ بأن يلغى أى جمعية ويغلقها فى أى وقت مثلما حدث مع نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة الذى يمثل النخبة، واتخذت وزيرة التأمينات قراراً بحله، ومن ثم رفضنا أن نؤسس جمعية للإخوان فى ظل هذا القانون، كما أن الأمر الآخر أن الإخوان قائمة قانوناً ولم يصدر أى قرار بحلها قضائياً، وأنا أكثر الناس معايشة للمسألة، ففى يناير 1954 حُلت الجماعة شفاهة من جمال عبدالناصر، وبعدها بحوالى شهر أعيدت مرة أخرى، وذهب عبدالناصر إلى حسن الهضيبى المرشد آنذاك فى بيته واعتذر له، ثم زار قبر الإمام حسن البنا لقراءة الفاتحة، وبناءً عليه فإن الجماعة قائمة قانوناً، ولكى يتوقف هذا الحديث، فإنه عندما يوضع قانون منضبط يعطى الحريات المنضبطة أيضاً والمتفقة مع الأصول القانونية فى البلد سنكون أول من يتقدم بتأسيس جمعية الإخوان.
* وماذا عن تمويل الجماعة وما يثار دائماً حول الملايين التى تنفقها على الانتخابات والمقرات وغيره؟
- لا يستطيع أحد أن يثبت تلقينا تمويلاً من أى جهة من الجهات طوال السنين الماضية، ولو حسبناها بالورقة والقلم فالحكومة قالت إن عددنا 750 ألفاً، وهناك من قال إن عددنا مليونان أو 4 ملايين، ولو كل إخوانى دفع فى المتوسط 20 جنيهاً فى الشهر، فسنجمع ملايين شهرياً، ونحن مكتفون بجيوب إخواننا ومنهم من يسر الله له الحال ويدفع أكثر من ذلك ابتغاء مرضاة الله.[Quote_1]
* وكم العدد الفعلى للجماعة؟
- يرد مبتسماً.. لا أعرف ولم نجرِ هذا الإحصاء.
* مبايعة الرئيس «مرسى» للمرشد.. كيف ستكون بعد وصوله للرئاسة؟
- مسألة البيعة منتهية والمرشد أعلن أنه يحل «مرسى» من بيعته، والمسألة «مش محتاجة كلام كثير»، ونحن ملتزمون أمام المجتمع بأن يكون الرئيس لكل المصريين وليس للإخوان فقط، ومن هنا أقول له: «حل بيعتك للمرشد العام خصوصاً أنه طلب منك ذلك».
* ماذا عن مصطلح «دولة الإخوان» التى تمثل النموذج الإيرانى ويكون فيها سلطة المرشد سلطة أعلى من الرئيس؟
- أرفض تماماً عبارة «دولة الإخوان» أو «دولة المرشد» بل هى دولة المصريين، وما أريد التأكيد عليه أنه ليس فى الدولة الإسلامية ما يسمى «حكم الملالى أو رجال الدين»، وهذه أمور تعتبر من الشذوذ فى سيرة التاريخ الإسلامى، وهذه القضية خاصة بالشيعة وليست فى حكم السنة على الإطلاق، والمرشد العام شأنه شأن أى فرد عادى موجود فى المجتمع، له حقوق ما لأى أحد وعليه واجبات مثل أى مواطن عادى.
* ما موقف الإخوان من المجلس العسكرى والإعلان الدستوري؟
- نحن نطالب بحق الشعب وهو ليس حق الإخوان، وليس من الضرورة أن أقف وجهاً لوجه فى موقف عدائى ضد المجلس العسكرى، وإنما ما نؤكد عليه هو أننا لن نسمح لأى فصيل بأن يتحكم فى مصلحة البلد ومقدراته، خصوصاً فيما يتعلق بالإعلان الدستورى وحل مجلس الشعب، وبفضل الله سبحانه وتعالى انتهت قضية الضبطية القضائية، ونرجو أن تنتهى كل هذه الرواسب والذيول حتى نبدأ صفحة بيضاء، والمفترض أن يعود الجيش إلى ثكناته ويلغى الإعلان المكمل، وأن يعود مجلس الشعب بالثلثين وهذا هو الأصل.
* كيف ترى أزمة حلف اليمين الدستورية؟
- المشاورات حول هذا الأمر لم تصل بعد إلى نقطة اتفاق، ونرجو أن يؤدى اليمين فى المكان الذى يرضى الشعب أولاً وليس المجلس العسكرى، وإن شاء الله نجد حلاً قريباً وتخرج المشاورات إلى حل يرضى الشعب.
* نسب للرئيس «مرسى» ضرورة عودة العلاقات مع إيران.. هل تشجع ذلك؟
- لم يحدث ولم يصدر منه هذا الكلام على الإطلاق وهو نفى ذلك، بل رفض تهنئة السفير الإيرانى له وأكد له رفضه لمساندة بلاده لنظام بشار الأسد فى سوريا؛ لأن ما يحدث هناك مأساة بكل المقاييس ولا بد أن نعيها تماماً، ونحن الآن فى موقف محدد نتحدث من خلاله، وهو موقف إيران من سوريا، ولذلك يجب أن يقف منه أى إنسان مسلم عربى موقفاً جاداً جداً؛ لأن المجازر التى تحدث هناك لا يرضى عنها إنسان، وإيران مع الصين وروسيا تكون ثلاثياً يدعم هذه المجزرة ونحن ضد هذا الأمر تماماً.
* هل تؤيد مراجعة معاهدة السلام مع إسرائيل؟
- نحن نحترم المعاهدات والقوانين، ولن يأتى يوم نقول فيه إن هذه المعاهدات كأنها لم تكن، لكن نحن سنتعامل مع هذا الموضوع بموضوعية وحكمة وقانونية ودستورية، ووفقاً للقانون الدولى، فإنه من حق أطراف المعاهدة أن يعيدوا النظر من فترة إلى أخرى، وهنا أقول، أين نحن من معاهدة السلام، ومن الذى نكص على عقبيه، ومن الذى انحرف عنها، فهذه الأمور لا بد أن تراجع، ونحن نقر بأن هناك معاهدة حدثت، لكن الشعب الفلسطينى المقهور والمغلوب على أمره، لا بد أن تتضمنه أى اتفاقية، ومن ثم فإن مراجعة المعاهدة ليست مع إسرائيل فقط، بل أيضاً الوضع الدولى بكل نقائصه لا بد أن يراجع.
* هل أنت مع تولى الدكتور محمد البرادعى رئاسة الحكومة الجديدة؟
- نحن احترنا؛ لأن هذا الكلام سمعته من «اللى اسمه إيه ده إبراهيم عيسى»، يقول المفروض إن الجماعة تشكل حكومة من داخلها، «ولو عملنا حكومة من الإخوان بكره يقولوا يرغبون فى السيطرة والاستحواذ»، نحن نريد أن يتحمل كل مصرى المسئولية معنا، وبذلك ننادى بحكومة ائتلافية، تُمثل فيها كل أطياف المجتمع وكل الاتجاهات والتيارات، وسنقدم لهم برنامج الدكتور مرسى وهو مشروع النهضة، ونرجو أن نتعاون جميعاً فى تنفيذه، ومن كانت لديه أفكار أفضل يمكن إضافتها للمشروع وليس لدينا مانع على الإطلاق، ولا أتحدث عن أشخاص، فلا أعرف البرادعى ولا أستطيع أن أقول كلاماً بشأنه، وأترك الأمر للرئيس؛ لأنه أدرى بمن يستطيع أن يتولى منصب رئيس الحكومة.[Quote_2]
* وهل تؤيد تولى حسن مالك وسعد الحسينى حقائب وزارية؟
- بشكل قاطع، الأكفأ هو الأولى بمنصب الوزير سواء من داخل الجماعة أو من خارجها دون تحديد أشخاص.
* ما حقيقة أن الرئيس فى مأزق وحائر بين أوامر المرشد العام وتعليمات المجلس العسكرى؟
- هذا الكلام ليس صحيحاً، فالدكتور مرسى رئيس لكل المصريين، ولا يتلقى أوامر لا من المجلس العسكرى أو مرشد الإخوان، بل هو إنسان عنده ذهن متوقد وعقلية ناضجة بفضل الله سبحانه وتعالى، ولديه إحساس كبير بالمسئولية، وقادر هو ومن حوله من مستشاريه أن يكيف الأمور بصورة مستقلة.
* وما دور المهندس خيرت الشاطر فى العملية السياسية الآن؟
- يجيب بنبرة قوية وصوت جهورى.. «ولا حاجة، ظلمتم هذا الرجل»، وهو ليس له أى دور، فقد كان مريضاً فى منزله، واتصل بى أحد الإعلاميين يسألنى: «خيرت بيعمل إيه دلوقتى»، فرددت عليه: «اختشى على دمك الراجل عيان، وإحنا بنطلبه مبيردش؛ لأنه نايم فى السرير».
* إذن، ما ردك على من يقول إن الدكتور مرسى فاز بالكرسى والشاطر هو الرئيس؟
- كلام فارغ لا يستحق الرد عليه.
* وماذا عن الحالة الصحية للدكتور مرسى، وما إذا كانت العقاقير التى يتعاطاها تؤثر على حالته الذهنية؟
- الدكتور مرسى يعانى من شوية سكر، وكان جاله ورم خارج الجمجمة، حاجة هايفة عملية عملها وخلاص على كدة وصحته ذى الحديد وزى البمب ومفيش فيها أى كلام على الإطلاق ولا يأخذ أدوية سوى لمرض السكر.
* بِمَ ترد على ما يقال إن الإخوان لن يتركوا الحكم ولو بعد نصف قرن؟
- وأنا أقول إن غداً لناظره لقريب، وكما استلمنا السلطة بالديمقراطية وحرية إرادة الناخب، سنسلمها أيضاً بالديمقراطية، ومن خلال صندوق الانتخابات والأيام المقبلة ستثبت حسن النوايا.
* إلى أى حد يمكن أن يمثل الإسلاميون عقبة أمام الرئيس، خصوصاً المطالبين بتطبيق الشريعة؟
- فى كل فئة، توجد نتوءات متشددة، فهناك المتحررون الذين يريدون تحرراً كاملاً، وهناك عدد من الإسلاميين يريدون التشدد، إنما الأغلبية يرون أن هذه المسائل مرحلية، ولا يمكن أن تأتى أبداً فجأة، ورب العزة عندما حرم الخمر كان على مراحل، إذن القضية هى تصيد أخطاء، وأحسب الإسلاميين من الوعى والإدراك بأنهم يشعرون أنه لا يمكن تغيير المجتمع بين يوم وليلة، وطبيعة النفس البشرية والمجتمعات الإنسانية لا يمكن أن يكون التعامل معها بالأوامر العسكرية.
* يعنى ذلك أن تطبيق الشريعة يحتاج إلى وقت؟
- بالضرورة.. وهذا هو الأصل وهذا ما تعلمناه، فرسول الله عليه الصلاة والسلام أمضى 13 سنة، وهو يربى وكان بمقدوره أن يدعو الله سبحانه وتعالى بأن يهدى الناس فى دقائق.
* لكن قمة الكمال من وجهة نظرك، هو تطبيق الشريعة وهو المأمول؟
- تطبيق شرع الله يضمن الأمن للناس جميعاً مسلماً ومسيحياً، والشارد والمتمرد، ويأتى على مراحل وليس قسراً.
* وفقاً للقاعدة الفقهية التى يؤمن بها الإخوان بأنه لا ولاية لغير المسلم على المسلم، فكيف يمكن فهم ذلك فى إطار تعيين نائب قبطى للرئيس؟
- هذه المسألة تعالج بطريقة دبلوماسية سليمة، ولن نصل إلى هذا الأمر، وأنا مع تعيين نائب قبطى؛ لأن الولاية تعنى الرئيس وليس من هو تحته، وثبت لنا فى التاريخ الإسلامى أن الحكام والخلفاء كان لهم مستشارون ومقربون من المسيحيين واليهود، والحكمة كما قلت أن يأتى الاختيار بوضع الشخص المناسب فى المكان المناسب.
* أى دولة ستطبقها جماعة الإخوان.. الدينية أم الإسلامية؟
- ليس فى الإسلام ما يسمى دولة دينية، والإسلامية شىء والدينية شىء آخر، فالدولة الإسلامية تعنى المرجعية للكتاب والسنة وهذا هو الصحيح، وإنما الدولة الدينية بأن الذى يحكم يعتقد أنه يأمر باسم الله فهذا ما نرفضه، وما أريد أن أقوله إن مصر دولة ديمقراطية حديثة ولا يوجد فى الأصل الإسلامى ما يسمى دولة دينية.
* ماذا عن قضية المصالحة.. ستكون مع من وماذا وكيف تحدث؟
- المصالحة مع كل المجتمع، وفيما يتعلق ببقايا الحزب الوطنى هناك نوعان، الأول له جذور عميقة فى الحزب، والآخر أفراد، فمثلا لم يكن تعيين عمداء الكليات إلا لأعضاء الحزب الوطنى، ومن هنا لا بد من الفرز بين الاثنين، إنما النوعيات التى ساهمت وشاركت فى إفساد البلد، فليس هناك أى مجال سوى للمحاسبة وليس للمصالحة.
* هل تتفق على ضرورة إعادة محاكمة الرئيس السابق ورموزه؟
- لا شك أن المحاكمة شابها الكثير من القصور، وأنا لا أتهم القضاء فيها، لكن أتهم الذين أخفوا الأدلة، وهذا واضح من كلام القاضى نفسه، وإذا استطعنا أن نقدم الأدلة بأن نعطى كل ذى حق حقه، فهذا ممكن، وأنا مع إعادة المحاكمة فى حالة ظهور أدلة جديدة تعطى كل ذى حق حقه.
* ما الموقف من الفريق أحمد شفيق وأنصاره، خصوصاً بعدما تردد عن هروبه خوفاً من الانتقام؟
- لا ننتقم من أحد ولو كنا نريد الانتقام، لكنا انتقمنا من فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة السابق، ولكن أمره عند الله، وسيكون حسابه بقدر ما ارتكبه من إثم، وكان من أكثر الناس الذين عذبونى فى السجن، وأجرم معى إجراماً لا يمكن أن تتخيله، ولكن نحن أعلى وأسمى من أن نقف موقف المنتقم.[Quote_3]
* من هذا المنطلق، ماذا تقول لشفيق وعمر سليمان اللذين تركا البلاد عقب صعود مرسى للحكم؟
- أقول للفريق شفيق وعمر سليمان، إن كان عليكما ما يدينكما باعتباره حقاً من حقوق المصريين، فلا بد أن تواجهاه، إنما ليس بيننا وبينكما أى نوع من العداء الشخصى على الإطلاق، ولن ننتقم من أحد وليس هذا «ديدننا»، ده فؤاد علام قتل كمال السنانيرى يعنى مفيش أكتر من كده، ولا نسعى للانتقام منه، وحسابه على الله بقدر ما ارتكب من إثم.
* جماعة الإخوان لا تزال متهمة بتعطيل كتابة الدستور جراء رغبتها فى الاستحواذ على الجمعية التأسيسية؟
- نحن الآن استغنينا عن رئاسة الجمعية وكذلك النواب ومنصب الأمين، والمسألة واضحة، هناك مجموعة معينة تمثيلهم محدود جداً ومع ذلك يعطلون عمل التأسيسية بالصوت العالى، وأحسب أن المستشار الغريانى «ربنا هيوفقه ويكتب الدستور الجديد».
* ما موقف الجماعة من المعارضين لها، هل يعتمد على الثأر وغلق الصحف ومحاكمة إعلاميين مثل توفيق عكاشة؟
- هناك فرق بين النقد المرحب به، والسب والشتم وقلة الأدب، والتجاوز، والقضاء هو الذى يحكم بيننا، وتوفيق عكاشة اتهمنى بأننى أخذت 173 فدانا على طريق مصر إسكندرية الصحراوى، ومن خلال كلامه يقول إننى استوليت عليها من خلال عقد موثق مع هيئة التنمية الزراعية، فكيف أستولى عليها وهناك عقد موثق، أيوه، أنا اشتريت 500 فدان مع مجموعة من الناس من هيئة التنمية الزراعية، والفدان صرفنا عليه 13 ألف جنيه، واضطررنا لبيع هذه الأرض التى حصلنا عليها بعد أن «طلعت مباحث أمن الدولة عنينا وبعناها بتراب الفلوس»، وهى أراضى «دينا المعداوى» كانت ملكى ومجموعة من إخواننا وبعنا الفدان بـ25 ألف جنيه، والآن سعر الفدان هناك مليون جنيه، وأى إعلامى يتجاوز حدود الأدب، فالقانون بيننا وبينه، إنما لا يتخيل أحد أننا سنضرب أحدا أو نسجنه، فهذا ليس من شأننا أو سلوكنا.
* ما أسس دولة يحكمها فرد من الإخوان؟
- أصل هذه الدولة هو العدل والمساواة، وهذه أصول ديننا وهذا ما تعلمناه، وسيدنا عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز، قدما نماذج تُدرس فى العالم كله لحماية العدل والمساواة، ونرجو أن يوفق أخونا محمد مرسى فى أن يكون نموذجاً لهذه الأمور.
* ما الموقف من الأقباط الذين أعلن أغلبهم دعمهم لشفيق، إلى حد أن البعض الآخر اتهم من يدعم الفريق بأنه خائن للثورة؟
- نرفض ذلك ونؤكد أن الأقباط شركاء فى هذا الوطن، وهم مواطنون من الدرجة الأولى، ومفيش حاجة عندنا اسمها مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية، هم مواطنون لهم ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات، وطوال 14 قرناً كانت مصر نموذجاً لحسن التعامل بين المسلمين والأقباط، إنما الحكام السابقون هم من كانوا يثيرون هذه الفتن ونريد أن نمحو هذا الشريط الأسود من تاريخنا حتى نستطيع أن نعبر إلى المستقبل.
* هل من الممكن ظهور نموذج من رجال أعمال الإخوان كأحمد عز، مثل الشاطر وحسن مالك؟
- لا أعتقد أن يكون هذا «ديدننا»، إذا كنا نرفض مثل هذه الأمور والمجتمع الإسلامى به التجار ورجال الأعمال حتى فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، والمسألة طالما الإنسان يتقى الله ويعمل فى حدود الأصول والتشريع الإسلامى يفعل ما يشاء ومن هنا لا أحسب أن يظهر نموذج أحمد عز داخل جماعة الإخوان مجدداً، فقد كان عز رجل أعمال وفى الوقت نفسه يسيطر على الحكومة، ولو عرضت على الشاطر منصبا فى الحكومة، فسيرفضه تماماً، وربما يكون مستشاراً للرئيس؛ لأن من حق الرئيس أن يستشير من يشاء، وأقول لو ظهر نموذج «عز» داخل الإخوان، فسنرفضه تماماً لأننا نرفض هذا المبدأ.
* كيف يمكن التعامل مع ظهور جماعات إسلامية ربما تطالب بالجهاد؟
- ما دام القانون ينفذ وبحكمة دون تمييز، فلا نخشى على البلد من هذه الأمور، فنحن نطالب بدولة القانون، ونسعى بكل جهدنا لأن يحكمنا القانون.
* ما التحديات التى تواجه «مرسى» من وجهة نظرك؟
- تحديات كثيرة، فهو وارث ميراثاً ثقيلاً جداً سواء الجانب الاقتصادى أو الأمنى أو البطالة، وهذه الأمور ربنا يعينه عليها.
* وهل المجلس العسكرى يقف عقبة أمام حصول مرسى على صلاحياته؟
- سنحرص على أن تكون الشعرة التى بيننا وبين المجلس العسكرى ممتدة أياً كان الأمر، ونرجو أن نتعاون بحيث إن كان هناك نوع من الخطأ نقوّمه، وإن كان هناك صواب نسدده، ونسعى جاهدين سوياً أن ندعم مسيرة الديمقراطية.
* فى النهاية لو كان الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس الإخوان بيننا فى 2012 وهو يشاهد وصول الجماعة إلى الحكم، فبماذا كان سينصح؟
- كان سينصحنا بتقوى الله فى هذا البلد وفى أبنائه.