اسمحى لى سيدتى أن أنحنى لأقبّل يدك الكريمة الطاهرة.. اسمحى لى أن أجلس تحت قدميك.. أن أتعلم أكثر فى مدرستك.. أن تربتى على كتفى.. أن تضمّدى جراحى.. أن تمسحى بأناملك الحانية دمعة تتدحرج على خدى خوفاً على وطنى.. الآن وأنا أجلس تحت قدميك لم أعد خائفاً.. فكيف أخاف على وطن خرجت نساؤه بالحجاب والنقاب والسفور ليقُدن أعظم ثورة فى التاريخ؟!
جسدى يقشعر وأنا أسمع هتافكِ الذى يزلزل الأرض فى ميادين مصر: تحيا بلدى.. تعيش مصرى.. شدى حيلك يا بلد.. صوتكِ يا أمى يصم آذان المستبدين.. يغرّد فى ربوع الأرض بأغنية «الكرامة والحرية».. فهل يضام شعب تقود المرأة ثورته لأول مرة فى التاريخ؟!.. صوتكِ يا أختى المصرية عبَر المحيطات واجتازَ الجبال، رسم للعالم صورة ومعجزة للمرأة المسلمة والمسيحية.. للمرأة المصرية التى رفضت الظلم والظلام، فغطّى هتافها على زئير الرجال.. المرأة التى أذهلت الجميع بنضالها ضد رئيس فاشل وجماعة فاشية.. فحين اعتقدوا أنهم وضعوا مصر فى خزانة المرشد.. خرجت نساء مصر وبناتها ليثبتن أن أرحامهن لا تنجب الأطفال فقط، وإنما تلد ثورة سوف يسطرها تاريخ البشرية بأحرف من نور..!
قالوا عنكِ سيدتى «عورة».. فكان ردك «ثورة».. أرادوا جسدك لـ«المتعة» الحرام.. فانتفض عقلك وقلبك لـ«العيشة» الحلال.. أنا بنت مصر يا سَفَلة.. يا متأسلمين.. يا تجار الدين.. أنا الإسلام.. أنا المسيحية.. أنا المشروع الإسلامى.. أنا فى الميدان.. لن أعود إلى بيتى إلا بـ«الحرية والكرامة».. وضعت لأبنائى الأكل فى الثلاجة ولن أعود إلا بعد أن أحرر بلدى.. سأموت هنا.. وسيعيش أبنائى يتامى ولكن مرفوعى الرأس.. سأموت هنا لتحيا بلدى.. ارحلوا قبل أن أدوسكم بأقدامى الطاهرة.. أقدامى التى تشققت سيراً وراء أنبوبة البوتاجاز ورغيف العيش وفى جنازات «الشهداء».. من أنت يا «مرسى» لترفع إصبعك مهدداً نساء مصر؟ من أنت يا «مرشد» لتضعنا فى «حرملك» نسائك؟ نحن سنضعك فى مكانك الطبيعى.. قف مكانك واضرب تعظيم سلام للشعب المصرى.. إنه الإنذار الأول والأخير من أعظم امرأة فى العالم..!