عمر عبد الرحمن.. "مفتى الإرهاب" في انتظار نجدة الرئيس مرسي
سنوات من التجاهل والتعتيم، زادت من معاناة، أحد قادة الجماعة الإسلامية، الشيخ عمر عبد الرحمن، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في كلورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك 1993، واليوم جاءته النجدة، على لسان أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة يناير، بعد ذكر اسمه على وجه الخصوص، بين الذين تعهد الرئيس الدكتور محمد مرسي بالعمل على الإفراج عنهم، إلى جانب المعتقلين السياسيين فى مصر.
عبد الرحمن الذي فقد بصره، بعد ستة أشهر من ولادته، في مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية عام 1938، التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة وتخرج منها في العام 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وعين في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيداً بالكلية مع استمراره بالخطابة.
وصدر قرار باعتقال الشيخ الأزهري المثير للجدل، في سبتمبر 1981، ضمن من شملتهم قرارات التحفظ الشهيرة، لكنه تمكن من الهرب، حتى قبض عليه في أكتوبر 1981 وحوكم في قضية اغتيال الرئيس السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين، وسافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليقيم في ولاية نيوجرسي.
الشيخ عمر، المعروف بمعارضته الشديدة لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، المحبوس حاليا في سجون أمريكية، ترى الجماعة الإسلامية أن حبسه جاء بناء على مكيدة ومؤامرة دبرها الرئيس المخلوع مبارك بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، حيث كان الرجل صاحب عدة فتاوى جدلية، تستحق وبجدارة وصف "القنابل الموقوتة"، إذ كان من بينها ما صدر عنه في ثمانينيات القرن الماضي بجواز قتل الأقباط والاستيلاء على أموالهم وفرض الإتاوات عليهم بهدف دعم الدعوة الإسلامية ونشرها والجهاد في سبيلها، وبعدها انتشرت موجة قتل الأقباط، ونهب محلات الذهب المملوكة لأقباط الصعيد.
ولم تقتصر فتاوى الشيخ على قتل الأقباط فقط، وإنما امتد تطرفه إلى إباحة قتل المفكرين المسلمين الذين يخالفونه أفكاره، وكان على رأسهم منّظر الدولة المدنية فى مصر الكاتب والمفكر الراحل فرج فودة، الذي قتل بالرصاص في العام 1992، بعد فتوى عمر عبد الرحمن نفسه، بإهدار دمه.
وتكرر الأمر نفسه، مع أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، حيث كانت فتوى عمر عبد الرحمن سببا وراء محاولة اغتيال محفوظ، عام 1994، إلى جانب عدد كبير من الفتاوى المتطرفة ضد النظم السياسية وشركات السياحة، لأن "السياحة حرام ومصر لا تحتاج للسائحين كي يتكسب الناس من ورائهم"، حسب نصوص فتاويه.
محمد، نجل الشيخ المسجون، قال إن أسرة الشيخ تلقت اتصالين هاتفيين من والده، أكد خلالهما وجوب التصويت لصالح الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، فى انتخابات الرئاسة، وحذر من اختيار الفريق أحمد شفيق.
واليوم، حلف الرئيس المنتخب، الذي أيده الشيخ عمر عبد الرحمن، اليمين الدستورية بالميدان، ويقترب من تولى مهام منصبه، وذكر الشيخ بالاسم، ضمن من يسعى للإفراج عنهم، رغم احتجاز الشيخ بالسجون الأمريكية، لا المصرية، فهل يفعلها الرئيس المنتخب، وكيف؟