«بن جاسم»: الجميع ارتكب أخطاء فى سوريا بمن فيهم أمريكا واكتشفنا أن بعض الجماعات لها أجندات وتوقفنا عن التعامل معها
من حوار «بن جاسم» على قناة «بى بى إس» الأمريكية
لجأ أمير قطر تميم بن حمد إلى حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، رئيس مجلس الوزراء القطرى ووزير الخارجية السابق، لمواجهة دول الخليج وقرارات المقاطعة بعد خروجه فى مقابلة صحفية ودفاعه عن سياسات بلاده، التى تعكس أن «الدوحة» لن تتراجع عن سياساتها التى أغضبت جوارها، وفق مراقبين.
سفير الإمارات فى «واشنطن»: «الدوحة» آوت مدبر هجمات «11 سبتمبر».. وتوفر ملاذاً آمناً لـ«الإخوان وحماس»
وقال «بن جاسم»، فى حوار مع برنامج «شارلى روز» المذاع على قناة «بى بى إس» الأمريكية، مساء أمس الأول: «إن هناك اتهامات بعلاقات خاصة مع إيران وبأنها تمول الإرهاب»، مضيفاً أنه من الناحية التجارية فإن تعامل قطر التجارى مع طهران لا يساوى سوى نسبة واحد بالمائة قياساً بعلاقات بقية دول الخليج التجارية مع إيران.
وقال الوزير القطرى السابق: «إننا نختلف مع إيران فيما يتعلق بالحرب السورية وموقفها من بشار الأسد»، مشيراً إلى أن «وجود علاقات طبيعية مع إيران، يأتى لأنها دولة جارة ونشترك معها فى حقل للغاز ووجود هذه العلاقات لا يعنى إننا ضد حلفائنا وإخواننا فى مجلس التعاون الخليجى».
البنوك القطرية ترفع أسعار الفائدة على الودائع الدولارية لمواجهة نقص السيولة
وفيما يتعلق بتهم الإرهاب الموجهة لقطر، قال «بن جاسم» إن «قطر شريك للولايات المتحدة الأمريكية فى مكافحة الإرهاب بعد 11 سبتمبر، وقمنا بتسهيل قدوم القوات الأمريكية قبل أن يكون لها قاعدة فى قطر». وأضاف «كلنا نتذكر تصريحات أسامة بن لادن من أنه يتوجب على أى دولة إسلامية ألا تستضيف قوات أمريكية ومع ذلك استقبلنا جميع القوات الأمريكية فى ذلك الوقت ومنذ ذلك الوقت أصبحنا شريكاً لأمريكا التى تقاتل فى أفغانستان والعراق واليمن وأماكن أخرى». وقال «بن جاسم»: «الجميع ارتكب أخطاء فى سوريا بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، ومع مرور الوقت اكتشفنا أن بعض الجماعات لها أجندات أخرى وتوقفنا عن التعامل معها». وطالب وزير الخارجية القطرى السابق بأن «يقف القانون الدولى أمام تجاوزات الدول التى قامت بحصار ومقاطعة قطر».
فى المقابل، قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة فى «واشنطن» يوسف العتيبة، مساء أمس الأول، إنه لن يكون هناك أى إجراء عسكرى ضد قطر بسبب الأزمة مع الدول الخليجية. وأوضح «العتيبة»، فى مقال له بصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أنه جرى التأكيد للولايات المتحدة أن الخطوات المتخذة لن تؤثر فى عمليات «قاعدة العديد» فى قطر. وأضاف أن «لائحة بالأمور المطلوبة من قطر، سيتم تسليمها إلى الولايات المتحدة عما قريب». وأكد الدبلوماسى الإماراتى أن المزيد من الضغط الاقتصادى قد يُفرض على قطر إذا لم يتغير موقفها أو سلوكها السياسى. وقال «العتيبة» إنه «لا يمكن لقطر أن تستفيد من السلوكين معاً. عليها أن تقرر إذا كانت منخرطة تماماً فى الحرب على التطرف والعدوان أم لا». وأشار «العتيبة» إلى ما قاله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الجمعة، من أنه «حان الوقت لمطالبة قطر بالتوقف عن دعم التطرف، نقول لقطر، نريدك أن تعودى إلى صف الدول المسئولة». وأضاف «العتيبة» أن «قطر دعمت المتطرفين وآوتهم لسنوات. ففى منتصف التسعينات، آوت الإرهابى الشهير خالد شيخ محمد، الذى أصبح فيما بعد العقل المدبر لهجمات الحادى عشر من سبتمبر، والآن تستضيف وتروج للزعيم الروحى للإخوان يوسف القرضاوى، ولخالد مشعل زعيم حماس، وهى منظمة مصنفة إرهابية فى أمريكا». وقال «العتيبة» إنه «لا يمكن لقطر أن تملك حصصاً فى مبنى (إمباير ستيت) و(لندن شارد) وتستخدم الأرباح فى كتابة شيكات للتابعين لتنظيم القاعدة». وتابع: «لا يمكنها أن تضع اسمها على قمصان كرة القدم، بينما وسائلها الإعلامية تروج لشعارات المتطرفين. لا يمكنها أن تكون مالكة لمحال هارودز وتيفانى آند كو، بينما توفر ملاذاً آمناً لحماس والإخوان».
من جهته، قال عضو مجلس الشورى السعودى السابق الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «تصريحات بن جاسم تعكس بكل تأكيد أن قطر لا تريد أن تتراجع عن سياساتها التى تهدد استقرار المنطقة وتنشر الاضطرابات». وأضاف: «لا شك أن التصعيد ضد الدوحة سيستمر حتى تتوقف عن تلك الممارسات».
وعلى الصعيد الداخلى القطرى، قالت مصادر، لوكالة «بلومبرج» الأمريكية، إن بعض البنوك فى قطر اتجهت نحو رفع أسعار الفائدة على الودائع المقومة بالعملة الأجنبية بهدف تعزيز أرصدتها، لمواجهة أزمة السيولة الدولارية التى تعانيها منذ قرارات المقاطعة لها. وذكرت «بلومبيرج» أن البنوك القطرية تقدم سعر فائدة يزيد بمقدار 100 نقطة أساس عن سعر الفائدة على التعاملات بين البنوك فى «لندن» (الليبور)، بهدف جذب الدولارات من البنوك الإقليمية، فى حين كان سعر الفائدة يبلغ 20 نقطة أساس فقط فوق سعر «الليبور» (متوسط سعر الفائدة الذى تقوم عنده البنوك بإقراض واقتراض الأموال من بعضها البعض) قبل تفجر الأزمة فى 5 يونيو الحالى. وأضافت الوكالة أن «البنوك القطرية تتعامل مباشرة مع البنوك الإقليمية بدلاً من اللجوء إلى الوسطاء وهو ما يتيح لهذه البنوك تحديد أسعار الفائدة اعتماداً على حجم الودائع المقررة». من جانب آخر، أعلن محفوظ ولد الوالد، المعروف بـ«أبوحفص الموريتانى»، المفتى السابق لتنظيم «القاعدة»، عن مساندته لقطر، وندد «الموريتانى» فى حسابه عبر «تويتر» بشدة بقرار المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية الذى اتخذته السعودية والإمارات والبحرين ومصر تجاه قطر، ووصفها بـ«الحصار الجائر». وفى إطار جهود تسوية الأزمة، أكد الرئيس السودانى عمر البشير «استمرار السودان فى سعيه لتفعيل الحلول الدبلوماسية وبذل الجهود السياسية المكثفة لإيجاد الحل للأزمة الخليجية»، خلال لقائه فى «الخرطوم» مع وزير الدولة للشئون الخارجية القطرى سلطان بن سعد المريخى، وفق وكالة الأنباء السودانية.