«القليوبية»: حالة «غير مسبوقة» من غياب أبسط قواعد الأمن والأمان
مزلقانات عشوائية على خطوط سكة حديد القليوبية
هنا فى القليوبية أصبح الإهمال والفوضى هما العنوان الرئيسى لمزلقانات المحافظة التى تشهد حالة غير مسبوقة من غياب أبسط قواعد الأمن والأمان، ما زالت نسبة كبيرة منها تدار يدوياً، وعن طريق العمال من خلال أسلاك وجنازير دون وجود صفارات إنذار أو رجال مرور يعاونونهم فى مهمتهم.
القليوبية بها 36 مزلقاناً ما بين رئيسى وفرعى، تقع على خط القاهرة- الإسكندرية «الطوالى» بطول الطريق الزراعى، وخطوط «القاهرة- شبين القناطر- الزقازيق»، و«القاهرة- القناطر الخيرية- المنوفية» المار بقليوب «الشرق»، وكلها تعانى حالة من الإهمال والتردى غير المسبوق، بل الأخطر أن كثيراً منها تحولت لأسواق عشوائية احتلها الباعة الجائلون، معرضين حياتهم وحياة المواطنين للخطر.
نائب دائرة قليوب تقدم بطلب إحاطة لمجلس النواب بسبب الظاهرة.. و«العمال»: نتعرض لظلم كبير فى تحمُّل مسئولية الحوادث لتهالك المزلقانات
وعلى الرغم من تطوير الهيئة لعدد من المزلقانات بالمحافظة، فإنها لم تتعد عدد أصابع اليد الواحدة، وهى الأخرى لم تسلم من الإهمال، وفق ما أكده مواطنو المحافظة، حيث تتسبب فى مشاكل كثيرة بسبب عدم قدرة العمال الموجودين على تشغيلها إليكترونياً وظهور عيوب كثيرة بها رغم أنها دخلت الخدمة منذ عدة شهور.
ويُعد مزلقان «ميت نما» بقليوب على الطريق الزراعى فى اتجاه «القاهرة- بنها» من أشهر المزلقانات غير المطورة والذى يشهد حوادث بالجملة، حيث لا يخلو شهر واحد من وقوع حادث تصادم عليه أو وقوع ضحايا يصدمهم القطار خلال محاولات كسر الجنزير والتعدية أثناء مرور القطار.
«سالم»: السقوط تحت عجلات القطار أمر مألوف.. و«خليل»: نقص عمال المزلقانات يخلق حوادث كثيرة.. و«سليمان»: الباعة الجائلون يفترشون مزلقانات قليوب
أما الكارثة الكبرى على أرض القليوبية فهو مزلقان «شبين القناطر» الرئيسى الذى حوّله الباعة والإهمال إلى سوق للموت كما لقّبة المواطنون، حيث يقع السوق على قضبان السكة الحديد وسط صمت من المسئولين.
يقول محمد سالم، من أهالى شبين القناطر، إن الباعة فى شبين، خاصة يوم الأحد، «يوم السوق الأسبوعى» للمدينة، يجلسون على شريط السكة غير عابئين بمصيرهم حتى أصبح مشهد الهرب من أمام عجلات القطار عند اقترابه من الباعة أو المواطنين مشهداً مألوفاً والسقوط تحت عجلاته أمراً عادياً.
يضيف أحمد خليل، من شبين القناطر، أن «المشكلة الأكبر ليست فى المزلقان الرئيسى فقط، حيث يقع على بعد أمتار منه مزلقان آخر هو مزلقان تل اليهودية، وهو مزلقان بدائى بمعنى الكلمة، فهو يقع فى منطقة المحاجر، وهى منطقة مظلمة جداً وسط الزراعات والمنطقة الجبلية، ومساحته صغيرة ويقع على طريق (شبين القناطر- الخانكة)، وهو طريق فردى ولا يسع لمرور سيارة واحدة، وبسبب رعونة السائقين وعدم وجود عمال المزلقان فهو مفتوح ليلاً ونهاراً دون إنذار وقد شهد حوادث كثيرة». أما فى قليوب، فأكد أحمد سليمان، أنه فى سوق الاثنين الأسبوعى يحتل عدد من الباعة المزلقان، حيث يشكل ذلك خطورة بالغة، فهم يفترشون ببضائعهم شريط السكة الحديد وهو ما يمثل خطورة بالغة على الباعة والزبائن فى ظل تركهم يمارسون البيع والشراء وسط الخطر الداهم. وأكد النائب حسين عشماوى، نائب دائرة قليوب، أنه تقدم بطلب إحاطة لمجلس النواب بسبب ظاهرة مزلقانات الموت أشار فيه إلى سوء حالة المزلقانات بالمحافظة، ما يتسبب فى أضرار جسيمة للمواطنين، مطالباً بضرورة تطوير مزلقان قليوب، واصفاً إياه بـ«مزلقان الموت».
«عمال المزلقانات» فى محافظة القليوبية أكدوا أنهم يتعرضون لظلم كبير فى تحمُّل مسئولية الحوادث والمشكلات التى تتسبب فيها المزلقانات المتهالكة، مشيرين إلى أن نسبة كبيرة من المزلقانات متهالكة وأجهزتها معطلة فى الوقت الذى يعمل الواحد فيهم أكثر من 12 ساعة يومياً دون وجود استراحة نظيفة للإقامة فيها تحميه من البرد والحر تلائم عملهم الصعب.
واشتكى مجموعة من العمال على المزلقانات فى نطاق القليوبية من عدم وجود أى خدمات معاونة لهم، حيث يمارسون كل المهام من غلق وفتح المزلقان وتنظيم المرور لهم فى ظل نظام ورديات غير منصف، حيث تصل مدد العمل لعدد كبير منهم إلى 24 ساعة ما يتسبب فى إرهاقهم ووقوع الحوادث التى لا ذنب لهم فيها.
وطالب العمال بوصول خطة التطوير لكل المزلقانات حتى يتم تزويدها بالإشارات الإلكترونية والاستغناء عن السلسلة الحديدية للحد من الحوادث التى تقع بشكل يومى، لأن السلسلة الحديدية تمنع مرور السيارات فقط، فيما لا تمنع أصحاب الدراجات البخارية من العبور، كذلك لا تمنع قفز المواطنين، خاصة الطلبة والأطفال، وهو ما يعرضهم للموت تحت عجلات القطارات.
وأكد المهندس مصطفى عباس، السكرتير العام المساعد لمحافظة القليوبية، أنه بالرغم من عدم ولاية المحافظة على معابر السكة الحديد أو المزلقانات فإنها تقوم بجهود واسعة بالتنسيق مع هيئة السكك الحديدية فى شن الحملات على الأسواق المخالفة على خطوط القطارات حفاظاً على أرواح المواطنين، وفى الوقت ذاته يتم تنفيذ خطة لتطوير المزلقانات على طول خطوط القطارات بالمحافظة لتحقيق الأمن والأمان للمواطنين، مشيراً إلى وجود 34 معبراً غير قانونية على مستوى المحافظة تدرس هيئة السكك الحديد إعادة تطويرها حالياً.