أبرز رسائل الانتحار التي كتبها المشاهير قبل موتهم
مارلين
يُقدم الكثيرون على الانتحار بعد مواجهة تحديات ومشكلات كبيرة في الحياة تجعلهم لا يستطيعون استكمال حياتهم، فيتخذون هذا القرار الخاطئ دون التفكير في عواقبه، لم يقتصر الأمر على أشخاص عاديين، بل وأيضا يمتد إلى المشاهير الذين يتركون بجانب جثثهم رسائل كتبوها قبل الانتحار، فبعضها تكون واضحة وأخرى تحمل كلمات أو دلالات لا يفهمها إلا المقربون من هذا الشخص.
وترصد "الوطن" بعض من المشاهير الذين انتحروا وتركوا رسائل لهم.
- المصور كيفن كارتر:
اشتهر المصور كيفن كارتر بشجاعته، إذ كان أحد المصورين الذين ذهبوا إلى جنوب إفريقيا لتوثيق المجاعة التي تمر بها بعض البلاد بالصور، تلقى كارتر جائزة بوليتزر بعد التقاطه صور نسر يقف بجوار طفل ينتظر موته ليأكله، حظي كارتر بشهرة عالمية ولكن عانى كثيراً من ضميره حتى انتحر بسم أول أكسيد الكربون بعد تكريمه بأشهر قليلة تاركاً رسالة بها كلماته الأخيرة:
"أعتذر، ولكن ألم الحياة يفوق متعتها لدرجة أني لا أرى متعة في الحياة مطلقاً.. مكتئب، بلا هاتف، مال للإيجار، مال للعائلة، مال للديون.. المال، أنا مطارد بذكريات حية للقتل والجثث والغضب والألم، أطفال جائعون ومتألمون.. مجانين يعشقون القتل، أغلبهم من الشرطة، والجلادين".
- مارلين مونورو:
ممثلة أمريكية أبهرت العالم لأجيال بجمالها، انتحرت في أغسطس عام 1962 بجرعة زائدة من الحبوب المنومة والكحوليات الزائدة، وجدوها عارية وبجوارها رسالة "لدي إحساس عميق بأنني لست حقيقة تمامًا، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة وكل إنسان يشعر في هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكني أعيش هذا الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحيانا أنني لست إلا إنتاجًا سينمائيًا فنيًا أتقنوا صُنعه".
- فرجينيا وولف:
هي أديبة إنجليزية اشتهرت رواياتها بالنزعة الإنسانية، وتعد وولف من أهم كتاب الأدب الإنجليزي في القرن العشرين، من أعمالها رواية "السيدة دالواي" ورواية "الأمواج"، انتحرت وولف في هدوء وتركت رسالتها الأخيرة لزوجها وتُعد من أشهر رسائل الانتحار في العالم:
"عزيزي، أنا على يقين بأنني سأجن، ولا أظن بأننا قادرون على الخوض في تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما لا أظن بأنني سأتعافى هذه المرة، لقد بدأت أسمع أصواتًا وفقدت قدرتي على التركيز، لذا سأفعل ما أراه مناسبا، لقد أشعرتني بسعادة عظيمة ولا أظن أن أي أحد قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الاثنين سويا إلى أن حل بي هذا المرض الفظيع، لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أنني أفسد حياتك وبدوني ستحظى بحياة أفضل، أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ، جُل ما أريد قوله هو أنني أدين لك بسعادتي، لقد كنت جيدا لي وصبورا عليّ، والجميع يعلم ذلك، لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذني فسيكون ذلك أنت، فقدت كل شيء عدا يقيني بأنك شخص جيد، لا أستطيع المضي في تخريب حياتك ولا أظن أن أحدًا شعر بالسعادة كما شعرنا بها".
- الشاعر منير رمزي:
وُلد الشاعر منير رمزي في مدينة الإسكندرية عام 1925، وكان أول من كتب في فن النثر الذي لم يكن معروفاً حينها، إذ أنتج مجموعة شعرية بعنوان "بريق الرماد" وغلب عليها النظرة الرومانسية الحزينة المتشائمة، وفي عام 1945 مر منير بحالة حب فاشلة، وأنهى حياته بإطلاق الرصاص على نفسه تاركًا قصيدة نثرية باسم "آلام وأحلام".
"أنا ما أنا؟ لا شيء
مخلوقٌ تتجاذبهُ الأحزانُ وترتطمُ على صخرِ قلبهِ آلامٌ وأحلامٌ
إنني أفنى أفنى فناءً عنيفًا هادئًا"
- الفنانة داليدا:
هي فنانة ومغنية إيطالية- مصرية، وُلدت في شبرا لأبوين مهاجرين أصولهما من جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا، انتحرت داليدا سنة 1987 بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، وتركت رسالة قصيرة تحمل الكثير "سامحوني.. الحياة لم تعد تحتمل" ودفنت داليدا في مقابر المشاهير في باريس.
- الفنان التشكيلي ثروت فخري:
وُلد الفنان التشكيلي في محافظة الفيوم عام 1949، وكان ثائراً على كل القيود وعبَّرت لوحاته عن القيود بشكل عام، أنهى الفنان التشكيلي ثروت فخري حياته بطريقة مختلفة إذ ألقى مزحة في الأتيليه الخاص به أمام أصدقائه قائلاً "سأموت غدًا" ضحك الجميع ولم يبالوا وفي اليوم التالي تحديدًا في 5 يوينو 1973 فوجئوا بـ"فخري" ميتاً بعد أن تناول سيانيد البوتاسيوم.
- الأديب أحمد العاصي:
وُلد أحمد العاصي في عام 1903 بمحافظة دمياط، درس الطب ثم انتقل لكلية الآداب بعد إصابته بمرض في صدره، ويعتقد البعض أنه أول أديب عربي في العصر الحديث، رغم حياته القصيرة إلا أنه قدم أعمالا أدبية كثيرة، منها ديوان من جزئين بعنوان "ديوان المعاصي" ورواية "غادة لبنان".
سئِم العاصي من العالم في عام 1930 خاصة بعد تدهور حالته الصحية والنفسية، فقرر أن ينهي حياته في منزله بالقاهرة وترك قصاصة كتب فيها "جبان من يكره الموت، جبان من لا يرحب بذلك الملاك الطاهر، إنني أستعذب الموت، وهو لي كالعطر".
- الرسام فان جوخ:
رسام هولندي يُعد من أشهر فناني التصوير التشكيلي، تميز بلوحاته التي لها طابع خاص به، إذ تعد لوحاته الأغلى حول العالم، يذكر أنه عانى من نوبات متكررة من المرض العقلي وكثرت الأقاويل حولها ولكن له حادثة شهيرة وهي قطع جزء من أذنه اليمنى، وفي آخر خمس سنوات في عمره رسم أكثر من 800 لوحة زيتية، وأنهى حياته منتحراً تاركاً لأخيه "ثيو" رسالة طويلة، الجزء الشهير منها:
"إلى أين تمضى الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة.. شيئان يحركان روحي: التحديق في الشمس، وفي الموت.. أريد أن أسافر في النجوم وهذا البائس جسدي يعيقني! متى سنمضي نحن أبناء الأرض، حاملين مناديلنا المدماة.. الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي، للرمادي احتمالات لا تنتهي: رمادي أحمر، رمادي أزرق، رمادي أخضر، التبغ يحترق والحياة تنسرب، للرماد طعم مر بالعادة نألفه، ثم ندمنه، كالحياة تمامًا: كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقا بها... لأجل ذلك أغادرها في أوج اشتعالي.. ولكن لماذا؟! إنه الإخفاق مرة أخرى، لن ينتهي البؤس أبدًا.."