القصة الكاملة لـ"معركة الجفري ومنتصر" بسبب "تنصير اللاجئين"
الجفري ومنتصر
ترصد "الوطن" القصة الكاملة للانتقادات التي نشبت بين الدكتور خالد منتصر، والداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، بسبب مقال كتبه الأول بعنوان "الجفري وهلاوس التنصير وجزاء سنمار".
واتهم منتصر، الجفري بأنه قدم نفسه للمجتمع المصري ولأوساط الشباب على أنه ممثل الوسطية والتسامح والاعتدال، وتم التسويق له حتى وصل إلى أعلى الجهات الرسمية كسفير للحوار الهادئ، ومبعوث لنبذ العنصرية والكراهية، قائلًا: "لكن للأسف كلما راهنت على وسطية داعية خسرت الرهان".
واتهم منتصر، الجفري في المقال، أنه سرد حكايات عن تنصير اللاجئين في أوروبا أقل ما توصف بها أنها من قبيل الهلاوس والأوهام، وتنم عن المكنون الذي كان مختفيًا تحت الجلد ومتواريًا خلف الابتسامة الناعمة والصوت الهادئ الرخيم.
ورد عليه الجفري، قائلًا: "منتصر أعقب زعمه بتهجّم لا يليق بشخص يقدم نفسه مفكرًا وكاتبًا متحررًا يلتزم المنهج العلمي في التحليل والنقد، ومن يتابع الحلقة يدرك فقد الدقة والأمانة في النقل"، ومن أمثلة ذلك :-
(1)
كان الحديث عن كنائس معينة ومنظمات تنصيرية حادت عن التعاليم الأخلاقية للسيد المسيح عليه السلام، كما فعلت تنظيمات إسلامية بالحيدة عن الهدي النبوي الشريف وليس عن دولتي ألمانيا واليونان ولا عن عموم إخوتنا المسيحيين.
(2)
كان الحديث عن استغلال حاجة اللاجئين وظرفهم الحرج على نحو غير إنساني وليس عن الإجبار الحكومي.
(3)
كان الحديث مقترنًا باستغلال الحاجة إلى المعونات وتوظيفها على نحو غير إنساني، وليس عن حرية اختيار الدين، وكان الحديث عن منظمات معينة من اليمين الغربي المتطرف وليس عن عموم الإخوة المسيحيين، وتم في نفس الحلقة قبل الاستشهاد محل النقاش بدقيقة واحدة ضرب المثل بالتنظيمات الإسلامية السياسية.
(4)
كان الحديث ضمن سلسة بعنوان الإنسانية قبل التدين تناولت رفض الكراهية ودافعت عن حق إخوتنا المواطنين المسيحيين في المواطنة الكاملة، وأثبتت بالأدلة الشرعية انحراف المعتدين عليهم عن الهدي النبوي الشريف، واعتبرت الدفاع عن الكنائس في بلاد المسلمين نوعًا من الجهاد، وذكرت أن المرجو لمن يُقتل من الشرطة في الدفاع عن الكنائس أن يكونوا من الشهداء، وذكرت أن المسيحيين في مصر تحملوا ما لا تحتمله الجبال، وأشادت بوطنية غبطة البابا تواضروس ورفضه التدخل الخارجي وقوله: "لو أن جميع كنائسنا أُحرِقت لصلينا مع إخوتنا المسلمين في مساجدهم".
(5)
إذا كان الدكتور يرفض أي نقد يوجه إلى الغرب، ويعتبر كل ما جاء منه في عداد المسلمات، فما الفرق بينه وبين من يرفض نقد الخطاب الإسلامي المعاصر ويعتبر كل ما جاء من الإسلاميين في عداد المسلمات؟!
أين التنوير والنقد وقبول الرأي والرأي الآخر يا دكتور؟!
وإذا كانت هذه هي بضاعة العلمانيين العرب في الحوار فهو إشهار إفلاسٍ في الحجة والمنطق والأخلاقيات، غير أننا لا نعمم على الجميع فلنا من العلمانيين أصدقاء يرتقون بمستوى الاختلاف عن هذه المهاترات.
وختم حديثة قائلًا: "أكرر توجيه الخطاب للدكتور المحترم بأن نرتقي في مستوى خلافاتنا عن المهاترات والتعالي والطعن لتكون وسيلة للتنوع المرجو في الانتهاض بأوطاننا، والارتقاء عن مستوى الثارات الثقافية إلى تَحمُّل المسؤولية المشتركة تجاه ما نعانيه وتعانيه منطقتنا، فلا المتدين سيتخلص من العلماني ولا العلماني سيقضي على المتدين، والصراع على البقاء يؤدي إلى الفناء، والعالم يتسع لنا جميعًا لولا ضيق الصدور".
ورد الدكتور خالد منتصر، على البيان الذي دونه الشيخ الحبيب الجفري للرد على ما كتبه منتصر، وانتقاده حديث الجفري حول تنصير اللاجئين في ألمانيا.
وقال المنتصر: "الشيخ الحبيب الجفري منزل بيان بيرد به على ما كتبته عنه وانتقدته في كلامه عن تنصير اللاجئين في ألمانيا، والذي كان يخفي غرضاً يفضح أفكاراً تحض على كراهية الآخر وأوهاماً لا توجد إلا في أذهان من يتخيلون أن الدنيا تتآمر علينا نحن المسلمين والحقيقة أننا نحن الذين نتآمر على أنفسنا".
وأضاف منتصر، خلال تدوينه له على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك"،: "المنظمات والكنائس الألمانية لا تغلق أبوابها أمام من يريد تغيير دينه والدخول إلى المسيحية كما أنهم هناك يسمحون لأي شخص بالدخول في الإسلام أو أي ديانة أخرى لكنهم لا يتآمرون لإدخال أحد في دين ما لأن الدولة علمانية بلا دين".
وتابع منتصر: "أرجوه أن ينتقد الحفلات التي تقام في دول الخليج وغيرها برعاية رسمية من الحكام لتكريم الداخلين في الإسلام، وصرة المال التي تنفح لكل منهم !! وإذا كان عنده دليل من تلك الأوراق التي يوقع عليها اللاجئ السوريين للتنصير فليظهرها ولا يعتمد على مواقع مشبوهة أو حكايات نميمة لا تتفق مع مكانة رجل الدين".