«فريد النقراشى»: «من ساعة ما وعيت على الدنيا ورمضان أبهج شهر فى السنة»
فريد النقراشى
«مفيش أى فرق بينى وبين أى شخص مصرى مسلم فى التعامل مع شهر رمضان، حتى فكرة الصيام نفسها، لأننا بقالنا نحو 5 سنين، صيام المسيحيين بيتزامن مع شهر رمضان، فتجد الكل فى حالة صوم، مشاركات طقسية، ومشاركات حياتية، حتى من ناحية الدراما والبرامج الرمضانية، الحياة فى مصر عموماً بيكون لها شكل تانى فى رمضان». مجموعة من الحقائق يبدأ بها الفنان فريد النقراشى حديثه لـ«الوطن» عن شهر رمضان وما يمثله للمسيحيين فى مصر. يعتقد الفنان أن تزامن الصيام فى الآونة الأخيرة بين المسيحيين والمسلمين هو إشارة من السماء لتذكير المصريين بأنهم شعب واحد وجسد وروح واحدة، وأن لهم رباً واحداً: «أعتقد أنه من الصعب أن تفرز مسيحياً عن مسلم فى شهر رمضان، فالكل سواء، وعندما يتزامن الصيام فى توقيت واحد من السنة فهى إشارة قوية من السماء على أننا واحد، وأفعالنا واحدة، واهتماماتنا وطقوسنا واحدة».
أما علاقة رمضان بالطفل فريد فلها عمق مترسخ منذ زمن بعيد «من ساعة ما وعيت على الدنيا وأنا أرى أن أبهج شهر فى السنة هو شهر رمضان؛ اللعب طول الليل.. الأضواء والزينة فى الشوارع.. اتربينا على فكرة الفوازير، ومسلسلات رمضان وكل الحاجات الجميلة دى.. بالإضافة لنظام الأكل (الطرشى والتمر هندى) من علامات شهر رمضان، حتى اكتشفت أن لدى نفس الثقافة الموروثة عند المسلمين فى شهر رمضان».
علاقته المتينة بـ«رمضان» ترجع، حسبما يقول، إلى منطقة «شبرا» التى لم تعرف الطائفية وما زالت محتفظة برونقها القديم الأصيل من قيم التعايش وقبول الآخر: «إحنا متربيناش على التمييز، ويمكن أنا حظى كان أحسن من ناس كتير، فطول فترة المدرسة والجامعة محصلش أى مشكلة معايا، بسبب دينى، ويمكن ده اللى خلانى اتصدمت لما وجدت مثل هؤلاء الناس الذين يكرهون الآخر ويرفضونه، فشبرا التى ولدت وتربيت بها لا تعرف هذا الكلام، وكذلك حى مصر القديمة وحى الزيتون، أمثلة لمناطق التعايش الآمن بين المصريين بمختلف دياناتهم، لأنها مناطق أصيلة، ومحتفظة بالرونق الرائع ده من التعايش». الفنان القبطى يرى أن أجواء رمضان ثقافة مصرية خالصة لم يجدها فى أى مكان آخر بالعالم: «هذه الروح وهذه الأجواء لا يمكن أن تجدها إلا فى مصر، لأننا كمصريين لدينا جينات مختلفة عن أى شعب، ولدينا قدرة رهيبة على قبول الآخر، وكل ما نسمعه من أصوات كراهية لا يدوم».