سيدات يجمعن العائلة بالمقابر أول يوم العيد: هذا ما وجدنا عليه أمهاتنا
صورة أرشيفية
يرتدون الملابس الجديدة كمعظم المحتفلين بالعيد، ويؤدون الصلاة وسط حشد كبير من المسلمين بمنطقتهم السكنية، وبينما يذهب البعض إلى الملاهي والبعض الآخر للمتنزهات، حيث الأماكن الاعتيادية لقضاء يوم سعيد، يذهب آخرون إلى وجهة مخالفة بقضاء أول يوم للعيد مع الراحلين في المقابر.
طفلة شبّت وشابت على رؤية والدتها تحضر لها ملابس العيد لترتديها وتذهب بالأسرة إلى المقابر، لقضاء أول يوم العيد، وهو ما تكمله "سميرة محمد" مع أبنائها وأحفادها الآن.
كل عام اعتادت السيدة الستينية تحضير "سَّبَتين" واحد لـ"الرحمة" والآخر لـ"الطعام": "اتعودت من أمي أحضَّر أكل وشرب العيلة كلها في اليوم ده"، فهو اليوم الوحيد الذي تجتمع فيه العائلة من مختلف مناطق سكنهم، يتجمعون عند المقابر لرؤية بعضهم البعض في تلك المرة الوحيدة في العام كله "معندناش بيت عيلة والكل بيروح هناك نشوف بعض"، بينما يحضر الرجال "الشيشة" ليكتمل احتفالهم مع أحبائهم الراحلين.
تستأجر "سميرة" سيارة "ميكروباص" تجمع فيها ذويها وتذهب بـ"السَّبت" الأول يضم "القُرَص" التي تُخرجها رحمة عن الميتين، والآخر به طعام العائلة "قرايبنا كلهم بيعملوا كده"، بحسب قولها.
عن طريق المواصلات دون تأجير سيارة مخصوصة، اعتادت جمالات مصطفى على جمع أخواتها وابنتها الكبرى فقط، لتذهب بهم إلى المقابر في أول يوم للعيد "الميتين حقهم يفرحوا بجمعتنا"، هذا هو المبدأ الذي تجرعته من والدتها، ولم تكف عنه رغم تخطيها عامها الثمانين.
ميادة أحمد، صاحبة العشرين عامًا، تعتزم إكمال مسيرة والدتها بالذهاب إلى المقابر في هذا اليوم، فهي الوصية والعادة التي تتوارثها أجيال بعض العائلات، وتحرص السيدات بشكل خاص على تنفيذها كل عام.