لعلكم تتقون..كانت تلك هي العبرة والعلة من الصيام في رمضان، ليس للشعور بالفقراء كما تربينا وعهدنا في صغرنا كلما تساءلنا عن جدوى تلك العبادة.
التقوى التي يمنحها السمو الإنساني بالترفع عن الطعام والشراب والشهوة الجنسية الطبيعية في محاولة لمشابهة الله وملائكته، محاولة للسمو والروحاني بالتخلص من الماديات التي علقنا فيها وبها.
لم يفرض صيام رمضان من أجل رمضان، وإنما للإعداد الروحاني لباقي شهور العام.
إذا فشلنا في معسكر الإعداد فشلنا في الأداء، أداء حياة متوازنة بين احتياجاتنا الروحية والمادية، لا تصح الحياه بالانغماس في المادية، ولا بالاستغراق في الروحانيات، النعيم بالحياة والاستمتاع بها يأتي دوما بالتوازن بين احتياجاتنا وطرق تلبيتنا لها..
في استقبالنا الليلة للعيد أقتبس من صديقي (كايفي أمين) قوله "العيد هو يوم عادي تماما يشبه جميع الايام الاخرى باستثناء شيء واحد وهو ان مجموعة بشرية معينة تقرر مع بعضها و تحدد ذلك اليوم على انه يوم للاحتفال و لأداء طقوس محددة.
ما يمنح العيد سمته الاحتفالية هو جماعيته و اجتماعيته و مشاركة الأفراد في سلوك جماعي، نحن البشر كائنات اجتماعية ونشعر بالسعادة عندما نتشارك الأفراح معا كان بمقدور البشرية أن تتشارك شروط السعادة باستمرار، لكننا بدلا من ذلك نعيش في منظومة تدفعنا إلى التنافس والتصارع ضد بعضنا البعض لأجل تحقيق سعادتنا الشخصية على حساب الأخرين، وفي هذا المكان من التاريخ ووسط هذا التناحر بين البشر نختار أيام محددة نتشارك الأفراح فيها في ظل نفس الشروط من عدم المساواة والمعاناة التي خلقناها، أنها أفراح وسط بحار من الحزن، لذلك فهي ستبقى ناقصة غير مكتملة.
السعادة و الافراح لا تكتمل سوى عندما نتشاركها."لهذا وذاك نهنئ بعيد الفطر البشرية جمعاء، نتشارك عالما واحدا بطموحات عالية للعيش المشترك.نتشارك معا كل الأعياد والمناسبات، نتشارك سعادة بشرية. كل عام وكل حي بخير وصحة وسلامة وسعادة هانئة دائمة بلا صراعات ومنغصات.احتفلوا كما ينبغي الاحتفال..