■ نعم تفاقم دورها ففاق حجمها وقدراتها، ولكن لم تتمادَ يد الشر فيها للمنطقة من خواء أو من قرار شخصى لمن يحكمها. فمنذ قاعدة العديد العسكرية الأمريكية التى انطلقت منها ضربات الجو الأمريكية فى حرب الخليج الثانية فيما عرف بحرب الكويت، أو عاصفة الصحراء عام 1991، إلى انقلاب الابن «حمد» على والده فى منتصف التسعينات فيما عرف بـ«الانقلاب التليفزيونى»، إلى قناة «الجزيرة» المنشأة برعاية المخابرات الأمريكية والخاضعة لإدارة الخارجية القطرية، لتمويل وإيواء عناصر التطرف والإرهاب فى المنطقة العربية، إلى علاقات مباشرة وخفية مع تل أبيب، كل هذا وغيره كان «شأن أمريكى»، كما قال الأمريكان للشيخ زايد آل نهيان، حاكم الإمارات، حينما حرّك الطائرات لرد الابن العاق عن الانقلاب على أبيه حتى لا تصبح سابقة فى الخليج. وبما أنه بدأ كـ«شأن أمريكى» فإنه مستمر كذلك لتكون قطر منتجاً منفذاً بأموال القطريين لخطط الغرب الحاكم.
■ نعم ما أصدرته الدول العربية المعلنة لقرار المقاطعة الشاملة مع قطر «مصر - السعودية - الإمارات - والبحرين» قرارات عادلة تتناول وقف تمويل وإيواء وتصدير الإرهاب بجميع مظاهره قولاً وفعلاً. ولذا تتعجب من تقرير «هيومان رايتس ووتش» الذى يتحدث عن أن مطلب إغلاق «الجزيرة» يخالف حقوق الإنسان وحرية الإعلام! دون أن تتوقف ذات المنظمة عند انتهاكات حقوق الإنسان فى قطر التى لم تتناولها «الجزيرة» على سبيل المثال لا الحصر! وتتعجب مع تفاوت الموقف القطرى ذاته من المطالب بين تسريبها والإعلان عن كونها غير قابلة للتنفيذ، ثم الإعلان عن الرد عليها خلال المهلة الممنوحة لها بعد دراستها! مسكين هذا الشقيق الذى بات كفأر مذعور يظن حمايته فى دعم أمريكى يسرب إليه عبر أسلاك الهاتف بعيداً عن أعين الآخرين، متناسياً نصيحة مَن غدر به الأمريكان من قبله، حينما انتهت حاجتهم منه «المتغطى بالأمريكان عريان».. وأى عُرى يا سادة؟
■ منذ يونيو 2013 وأنا أرفع تساؤلى دون حاجة لإجابة أعلمها وأراها بيقين: ماذا سيفعل مَن خانوا بلادى فارتضوا أن تكون «الجزيرة» منصة إعلان الخيانة لأرضهم، حينما تضيق السبل على قطر وجزيرتها فيكون قرار طردهم أو إجلائهم؟ كيف سيَرون العودة إلى بلادهم وقد لفظهم أهلها؟ ولا تقل لى إن هؤلاء معارضون عارضوا بحرية ما رأوه مخالفاً لمبادئهم.. ودعنى أسألك إن كنت تتحدث عن حرية الرأى، وماذا عن قضايا قطر فى رشوة «الفيفا» لتنظيم كأس العالم 2022؟ وماذا عن فساد العائلة الحاكمة القطرية المعلن فى كل وسائل الإعلام الدولية؟ ثم هل من المنطق أن تهاجم بلادك من خارجها وتتحصل على أموال مقابل ذلك ليكون راتبك مقابل الإساءة لها؟ أتفهم كونك معارضاً تحمل المنطق وتطالب بما تراه من بلدك، ولكن أن يكون ذلك مصدر عيشك؟! أفلا يتساوى ذلك وبيع الشرف؟
■ ويكون السؤال: هل تقبل قطر قائمة المطالب؟ وتكون الإجابة: كيف تقبلها وقد منحتنا مقدمات تؤكد التصعيد باستقدام حرس ثورى إيرانى وقوات تركية منحها الأمير الشجاع قيادة الجيش القطرى وإصدار الأوامر لا لحماية القطريين، ولكن لحماية الأمير من الانقلاب عليه من قبائل الجزيرة. تدفع قطر بالمنطقة إلى تصعيد درامى بمعاونة إيران، محرك الألعاب الأمريكى منذ مجىء نظام الخمينى عام 1979، ومشاركة تركيا عضو «الناتو» ومنفذ سياساته فى المنطقة منذ 1951. فقطر بلا ذراع من دون بوقها الإعلامى، وقطر بلا سلاح من دون منظماتها الإرهابية، وقطر سترفض مراجعة ومراقبة موقفها كل ثلاثة أشهر، ويبقى القول الفصل لأهل قطر.
■ تضرب كفاً بكف حينما تعلم أن تعداد الجيش القطرى ثمانية آلاف فرد، معظمهم من المجنسين الوافدين، بينما تعداد القوات الأمريكية فى قطر عشرة آلاف فرد؟! وتضحك من البكاء حينما تعلم أن قطر ظنت أن شراءها صفقة طائرات إف 15 بقيمة 12.5 مليار دولار من «واشنطن» سيحميها من تخلّى الأمريكان.
سيرة قطر.. مؤلمة.