«الخامات».. كلمة السر فى تعطيل المنتج المصرى
المنتج المصرى
«ادعم منتج بلدك»، جملة تتردّد بلا انقطاع، يقابلها المواطن المصرى بصفة يومية، عبر التليفزيون فى صورة إعلانات تُمطره بحجم الصادرات المصرية ومدى جودة المنتج المصرى، تحملها عشرات المعارض التى ترفع شعار «صُنع فى مصر» ويرددها مسئولو الدولة، فى محاولة لمطالبة الشعب بالاستغناء عن منتجات «الخواجة».
مستثمرون وصناع وهواة.. الكل يشكو من «الندرة والغلاء»
عشرات التدابير من أجل دعم هذا المنتج جرى اتخاذها رسمياً وشعبياً، حملات لدعم كل ما هو مصرى وقوانين تمر بأطوار الصدور، مروراً بمناقشات ومشاريع وأفكار تبدو واعدة، لكن جولة بسيطة بالأسواق كفيلة بإحباط صاحبها إلى حد بعيد، حيث لا تبدو أسعار المنتج المصرى بعيدة عن ذلك المستورد، بل إن الكفة تُرجّح فى بعض الأحيان ناحية المستورد، بالمقارنة بين جودة الخامة والسعر، مسألة لا تصدم المصرى كـ«زبون» فقط، لكنها تُنغّص عليه حياته كـ«مستثمر» و«صانع» و«عامل» أو حتى «هاوٍ»، حيث تبقى كلمة السر فى «الخامات» التى عادة ما تضع المنتج المصرى وأنصاره فى أزمة حقيقية بين رغبتهم ومطالبات الحكومة لهم بمنتج وطنى سعره معقول، وبين خامات مستوردة بأسعار فلكية تنتهى بالمنتج المنشود إلى خانة «الصفر»، حيث يبقى «زيد» كـ«عبيد».