أصحاب المعارض بـ«شارع عبدالرحمن»: «لا فيه بيع ولا شرا»
شارع عبدالرحمن بدمياط
تحول شارع عبدالرحمن بمحافظة دمياط، الذى طالما اشتهر بكونه أكبر سوق لبيع الموبيليا كاملة التشطيب ونصف التشطيب لـ«خرابة»، فلم يعد هناك بيع أو شراء، حيث يتوافد العرسان من كافة أنحاء الجمهورية والبلدان العربية للشراء، إلا أن الموسم هذا العام له طابعه الخاص، حيث تراجعت حركة البيع حتى تراوحت النسبة من 5 إلى 20%.
«البلامونى»: بعض المعارض أغلقت لعجز ملاكها عن سداد الإيجار.. ونطالب بتسعيرة محددة للخامات
ويعد الشارع قِبلة العرسان الجدد، حيث اكتسب شهرته الواسعة نظراً للأثاث الراقى المعروض به، وتنوع الأسعار لتناسب كافة المستويات، ويعد سوقاً متكاملة لتأثيت الشقق والفيلات، فيوجد به موبيليا وأنتيكات وتحف وإكسسوارات تحتاجها الشقق السكنية، ويرجع تاريخ الشارع لستينات القرن العشرين، حيث بدأ بعدد محدود من الورش ليتطور عقب ذلك ليصبح أكبر سوق لمعارض الموبيليا.
بوجه حزين جلس «فكرى البلامونى» 50 عاماً، مالك أحد المعارض بجوار نجله يتحدثان معاً عن الوضع الاقتصادى وتراجع حركة البيع، وقال لـ«الوطن»، إن «ارتفاع سعر الدولار كان سبباً مباشراً فى ارتفاع أسعار الخامات 300%، ما أدى لتراجع حركة البيع والشراء على الأثاث لنحو 20%».
وتابع «البلامونى»: «الأسعار بقت نار، وأوضة النوم التى كانت بـ20 ألفاً بات سعرها يتراوح من 30 حتى 40 ألفاً، مما دفع الزبون للتراجع عن الشراء أو عدم شراء أثاث شقته كاملاً»، مضيفاً أنه على الرغم من الشهرة الواسعة التى اكتسبها شارع عبدالرحمن بكونه أكبر سوق لبيع الأثاث فى مصر، إلا أن «الشوارع فاضية وباتت زيارة الزبون عزيزة».
وأضاف: «نحو 80% من المعارض بشارع عبدالرحمن تأثرت بحركة البيع حتى بات كل معرض لا يفتح أكثر من 5 ساعات يومياً لعدم العمل»، مرجعاً سبب الأزمة لارتفاع أسعار الخامات دون أدنى تحرك من المسئولين، مطالباً بتدخل الجهات المعنية حتى لا يصبح العاملون فى المهنة فريسة للتجار والسوق الحرة، التى باتت تتحكم فى رفع سعر الخامات يوماً تلو الآخر، وبوضع تسعيرة محددة للخامات أو التدخل لخفض الأسعار بطرح المواد الخام من خلال جمعيات تابعة للدولة وبيعها للصناع بأسعار مناسبة، وقال: «مدينة الأثاث حال عملها على تطوير صناعة الأثاث فنحن معها، أما لو كانت سبباً فى غلق المعارض فلا نريدها» على حد قوله.
ويلتقط محمد محمد عيد، مالك أحد المعارض، طرف الحديث، قائلاً: «ارتفاع سعر الدولار أثر سلباً علينا، وتراجعت حركة البيع والشراء لنحو 5%»، متابعاً «ارتفاع سعر الخامات أدى بشكل مباشر لرفع سعر الموبيليا لنحو 75% بالنسبة للأنتيكات وحتى 150 و200% بالنسبة لأطقم الموبيليا»، متابعاً: «مادة كالخشب الزان الذى يستخدم بشكل أساسى فى صنع الموبيليا ارتفع سعر المتر من 4000 حتى 9000 عقب تحرير سعر الصرف»، معتبراً إقامة المعارض الداخلية غير مجدية.
وطالب «عيد» بفتح الباب أمام حركة التصدير والتنسيق مع الملحق التجارى بالدول الأخرى، مشيراً إلى غلق عدد من المعارض لعجزها عن سداد الإيجار فى الوقت الذى تراجعت حركة البيع والشراء بصورة واضحة.
ويضيف محمد البليسى، 47 عاماً، مالك معرض أثاث، قائلاً: «الحال واقف لا فى بيع ولا فى شراء، وذلك على الرغم من كوننا فى موسم البيع الذى ننتظره من العام للآخر لإقامة حفلات الزواج والارتباط فى الأعياد» معتبراً ارتفاع أسعار الخامات 300% سبباً مباشراً فى غلاء أسعار الأثاث.
وأضاف «البليسى»: «ما يقام من معارض داخلية لصغار صناع الأثاث والعارضين لا يستفيد منها سوى الكبار من رجال الغرفة التجارية وليس الصغار»، معتبراً مدينة الأثاث ليست الحل للأزمة الحالية للصناعة، مضيفاً: «مفيش واحد هيترك معرضه أو ورشته عشان ينتقل للمدينة»، مطالباً بتولى الدولة مسئولية استيراد الخامات وتوفيرها للصانع بسعر مناسب.