أجلس منفردا أمام حاسوبى النقال أكتب إليك ما بداخلي، فقد حاولت الكتابة على الورق لكن سرعان ما انهمرت الدموع فأفسدت ما كتبت، اشتد علي المرض لليوم الثالث، وبالرغم من إرهاقي وتعبي الشديد إلا أننى عندما أذكر ما تمرين به من إعياء ومرض أنسى تعبي وآلامي ولا أتذكر غيرك، فأشرع بالبكاء والاستغفار، وأدعو الله أن يخفف عنك ما تجدين، الكثيرين يدعون لي بالشفاء العاجل، لكنهم يجهلون أن شفائي يوم عودتك.
أعلم أنك لا تحبين أن يكتب أحد عنك، لكنني لا أستطيع التوقف، وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها لا أعلم إن كنت سأنشر ما أكتبه أو أن أرسله إليك من الأساس، فأنا متعب ولا أستطيع التنفيس عن نفسي إلا بالكتابة وإفراغ ما بداخلي على الأوراق، أعلم أيضا أنك لا تفهمين الشعر ولا تحبينه، لكنك مهووسة بقراءة الروايات، لهذا اخترت أن أكتب لك نثرا لا شعرا.
ما يؤلمني حقا أنني لا أستطيع رؤيتك قريبا، وما يكسرني أن الفرصة أتيحت لي لمرة واحدة منذ غيابك، لكن المرض يمنعني من الحركة في الوقت الحالي. القليلون يعرفون قصتنا؛ فيدعون لي بالشفاء مما حل بي، ويدعون لي بالشفاء منك، هم لا يعلمون أنك إن كنت مرضي فياحبذا المرض، وإن كنت جنوني فإن جنتي في مستشفى الأمراض العقلية.
يعايرني أحدهم بعدم اهتمامك و تجاهلك لمشاعري الملتهبة، فأبتسم فى وجهه وأخبره أني أحببتك لأنك تستحقين الحب، فسواء كنت معي أو لا فلن يتغير من أمر عشقي لك شئ.
أحيانا أشعر أن حبك ابتلاء لاختبار مدى صبري على الدلال والتمنع، وأحيانا أخرى يخبرني طيفك أنك عقاب من الله لقلوب تعلقت بي أوعشقتني ولم ألتفت لها، فإن كنت إبتلاء أما يكفيك ما مررنا به من فترات تقارب وتباعد، وإن كنت عقابا فما أجمله من عقاب، أدعو الله أن يبتليك به فتعشقيني كما أعشقك، وتسهري الليل مشغولة بطيفي، فالحياة دوارة وكما تدين تدان.
وعلى كل فأنا أعتبرك هدية من السماء، أعادت إلى قلبي نشاطه وحيوته، فعاد ينبض بالحياة وكان قد توقف منذ زمن، فشكرا لعينيك اللتين أسرتا قلبي وعقلي، وملكتا زمام أمري.