لا أستطيع أن أبرر لكل من: حمدين صباحى ومحمد البرادعى وخالد على صمتهم الذى يشبه صمت القبور فى عدم كتابة تويتة على تويتر أو بوست على الفيس بوك، أو عمل مؤتمر صحفى، أو الإدلاء بتصريحات إعلامية واضحة وصريحة.. لإدانة ورفض العمليات الإرهابية التى تستهدف المواطنين المصريين سواء من كانوا من المدنيين أو من رجال القوات المسلحة أو من رجال الشرطة، لا يفرق معهم سواء كان شهيداً واحداً أو عدة شهداء.
يتعامل هؤلاء الساسة الافتراضيون مع العمليات الإرهابية الغادرة.. على اعتبار أنها تحدث خارج نطاق الحدود المصرية، وليس لهم بها شأن أو اهتمام.. لا نسمع لهم صوتاً سوى فى المناقشات الجدلية التى تمنحهم فرصة الوجود الإعلامى المكثف.. فهى مصدر قوتهم الوحيد للوجود سواء فى الداخل أو فى الخارج، لا أستطيع أن أبرر منطقهم فى عدم الدفاع عن حياة الإنسان المصرى.. و(الاستماتة) فى الدفاع عن قضية جدلية مفتعلة للتعبير عن وطنيتهم، و(المزايدة) على النظام المصرى فى الدفاع عن أرضه وحمايتها.. رغم كونه أمراً لا غبار عليه ولا خلاف حوله على مر التاريخ. ولكن يظل المواطن المصرى وحياته هى الأولوية القصوى فى الأمن القومى المصرى.. فالنظام الحالى يتعامل بتقدير مع حياة الإنسان المصرى ويثمنها.. خاصة فى مواجهة الإرهاب والتطرف بحسم أمنى وعسكرى.. دون تهاون أو تراخ.
لا نتجاوز إذا تحدثنا عن توجه تلك النخبة الافتراضية التى لا ترى سوى المشكلات ولا تتفاعل سوى مع الأزمات دون أن يكون لها أى موقف إيجابى مع أى إجراء أو إنجاز، وعلى سبيل المثال لم نسمع لتلك النخبة صوتاً أو كلمة فى توجه النظام المصرى بتشكيل لجنة العفو الرئاسى التى يتولى رئاستها د. أسامة الغزالى حرب، التى أسهمت إلى الآن فى خروج ثلاث دفعات.. أغلبهم من الشباب.. رغم كونهم روجوا إعلامياً للظلم والقهر الذى تعرض له العديد من الشباب المصرى الذى تم القبض عليه.
إنه صمت القبور الذى يجعلنا نشك فى المواقف الوطنية لتلك النخبة الافتراضية، لا أفضل تخوينهم أو اتهامهم بالعمالة.. بقدر ما أشك فى (حساباتهم) السياسية، وهو أمر يثير العديد من الالتباس عن مدى تفاعل تلك النخبة مع الشارع المصرى، وهل يقتصر ذلك التفاعل على تأجيج مناخ الاحتقان بسبب رفع سعر البنزين أو غيره؟
صمت القبور الذى تتسم به الشخصيات المذكورة.. هو موقف يعبر عن توجه سياسى من جانب، ولكنه يعبر أيضاً عن رؤية إنسانية لما يحدث فى مصر من جهة أخرى، إنه موقف لن ينساه التاريخ المصرى لساسة افتراضيين.. ليس لهم وجود سوى فى عالم الفضاء الإلكترونى.
نقطة ومن أول السطر..
هل لدى الشخصيات السياسية الافتراضية المذكورة القدرة على اتخاذ قرار مشاركة أهالى الشهداء حزنهم وآلامهم بزيارتهم وحضور جنازاتهم؟ أم يكفيهم الظهور الإعلامى على شاشات الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعى؟!