معاقل الرعب بالصعيد فى قبضة «الداخلية»
القضاء على البؤر الإجرامية في الصعيد
تغرب الشمس، ويسدل الليل ستائره فى الأنحاء، تغرق ذوائب الجبال ورمال الصحارى وقيعان الوديان فى الظلام، تعوى الذئاب، وتسود الوحشة.. ويحل الرعب ثقيلاً ويطبق الصمت.. هناك فى صعيد مصر.. الذى تحول فى الآونة الأخيرة -وللدقة منذ أمد بعيد- إلى مرادف للجريمة والجموح والشطط فى الإجرام والخروج على القانون، هناك كما يقولون تشكلت البؤر الإجرامية، المحصنة بالأسلحة الثقيلة وتحولت إلى أساطير هى وأصحابها.. «النخيلة.. عزت حنفى.. الخط.. البلابيش.. حمرادوم.. إلخ» هكذا كان الوضع وهكذا استمر حتى وقت قريب.
اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، كان له رأى آخر، لا يقبل الرجل بأنصاف الحلول، ولا بانتهاك القانون وبالفعل وبأقصى سرعة عقد اجتماعات متلاحقة مع مساعديه وبدأ فى توجيه حملات متلاحقة يقودها اللواء جمال عبدالبارى مساعد وزير الداخلية للأمن العام، كانت تعليمات الوزير صارمة ومحددة وهى استمرار ومواصلة جهود الأجهزة الأمنية فى ملاحقة وضبط العناصر الجنائية الخطرة، ومداهمة البؤر الإجرامية التى تؤوى تلك العناصر، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية للحد من الجرائم من خلال استمرار الحملات الأمنية المكبرة التى تستهدف التشكيلات العصابية والخطرين وتنفيذ الأحكام القضائية.
قوات الأمن تدك بؤر الإجرام وأوكار السلاح والمخدرات فى 11 محافظة
وهو ما نفذته الأجهزة الأمنية بحذافيره على مدار الأشهر الماضية، حيث تمت مداهمة ما يقرب من 90% من البؤر الإجرامية الحصينة فى قلب الصعيد وضبط ما لا يقل عن 4 آلاف قطعة سلاح وضبط جميع المتهمين الخطرين بما لا يقل عن 150 عنصراً خطراً بخلاف إبادة ما يزيد على 70 فداناً مزروعة بالبانجو، وضبط عشرات الأطنان المعدة للبيع وتنفيذ ما يقرب من 100 ألف حكم قضائى.
فى هذا الملف رصدت «الوطن» تفاصيل خريطة البؤر الإجرامية فى الصعيد، وكيف نجحت الداخلية فى القضاء عليها.