مدير المسجد الأقصى: أطالب القادة العرب بالضغط على الاحتلال لإزالة «البوابات»
الشيخ عمر الكسوانى مدير المسجد الأقصى
طالب الشيخ عمر الكسوانى، مدير المسجد الأقصى، الحكماء من العالم وقادة العرب والمسلمين أن يضغطوا على حكومة الاحتلال الإسرائيلى، التى فرضت سيادتها على المسجد الأقصى المبارك بوضع بوابات إلكترونية على أبواب المسجد، لإزالة هذه البوابات، ولفت إلى أن قوات الاحتلال لا ترحم الشيوخ والنساء والأطفال، وتطلق عليهم جميعاً الرصاص المطاطى والقنابل الصوتية وتضربهم بالهراوات. وأضاف «الكسوانى»، فى حوار لـ«الوطن»، ليس هناك أى مشكلة من أن أصحاب كل الديانات يأتون إلى المسجد الأقصى المبارك، ولكن تكمن الأزمة فى المتطرفين الذين يريدون هدمه وبناء هيكل مكانه، ويخططون لذلك، .. وإلى نص الحوار:
■ اقرأ لنا المشهد الآن أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك؟
- الآن كل الصلوات يؤديها الفلسطينيون خارج أبواب المسجد الأقصى المبارك، ووصل أعداد الذى يأتون من كل مكان لتأدية الصلاة خارج الأبواب لما يقرب من 12 ألف مقدسى وفلسطينى، يتجمعون عند باب الأسباط. وأمس الأول، أدى صلاتى المغرب والعشاء أعداد كبيرة، ولكن بعد صلاة المغرب كان هناك قمع للمعتصمين أمام «باب الأسباط»، واستمر هذا القمع حتى صلاة العشاء، وأسفر عن العديد من الإصابات للمصلين، وبينهم حالات حرجة.
الشيخ «الكسوانى» لـ«الوطن»: اعتصامنا رسالة ضد الظلم.. ولا نريد إراقة الدماء.. وهم يريدون هدم المسجد وبناء الهيكل
■ وما موقف إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس من ذلك؟
- أصدرت إدارة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس تعميماً بأنه إذا لم تتم إزالة تلك البوابات الإلكترونية من أمام أبواب «الأقصى» ستتم تأدية الصلاة فى أقرب نقطة يصل إليها المصلون ناحية المسجد الأقصى المبارك.
■ ولماذا كان يوم الجمعة مميزاً عن بقية الأيام فى أعداد المقبلين إلى المسجد الأقصى؟
- بالطبع يوم الجمعة عادة مميز عن الأيام الأخرى، لأن المسلمين يأتون إلى المسجد الأقصى من عدة أماكن، والأيام السابقة للجمعة كان يتجمع قرابة الـ12 ألف مقدسى وفلسطينى، أما أمس فقررنا الزحف من كل محافظات فلسطين تجاه مسجدنا المبارك؛ لأننا لم نتخلَّ عن «المسجد الأقصى»، ولن نسمح بذلك، ولن تبقى هذه البوابات الإلكترونية، التى تعد تدخلاً فى شئون الأوقاف، والتى تعد أيضاً سيطرة وسيادة على المسجد، كما أن الإعلام العبرى أعلن أن البوابات تدل على سيادة للاحتلال على «المسجد الأقصى»، رغم أن السيادة تابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، نيابة عن الأمة العربية والإسلامية، حتى يتم تحرير المسجد الأقصى المبارك، خاصة أن هناك معاهدات دولية فى هذا الشأن منذ عام 1921 وحتى وقتنا الحاضر، فلذلك يريد الاحتلال الإسرائيلى أن يغير تلك المعاهدات، وأن يحقق السيادة على مسجدنا المبارك، ولذلك فإن رفض وضع تلك البوابات جاء من أجل بقاء السيادة للمسلمين داخل المسجد، عن طريقة إدارة الأوقاف التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.
القوات الإسرائيلية لم ترحم الشيوخ والنساء والأطفال.. والسيادة على «الأقصى» للمسلمين فقط.. و«اليونيسكو» أكدت أنه حقنا
■ هل ستكون هناك خطوات تصعيدية من جانبكم فى الأيام المقبلة؟
- سنبقى نصلى كلنا، المقدسيون والفلسطينيون، من كل مكان، أمام المسجد الأقصى، فى تجمعات كبيرة، فى رسالة واضحة وهى أننا لا نريد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلى ولا نريد إراقة الدماء، ونريد فقط أن يخلى الاحتلال بيننا وبين مسجدنا، وندخل بحرية وسلام دون إراقة دماء، فالعدو يريد أن يفشل كل هذه الخطوات الناجحة السلمية التى أثارت العالم كله، والتى كانت عبارة عن اعتصامات سلمية، وصلاة وعبادة خارج أبواب المسجد الأقصى، فهى بالفعل رسالة للعالم أجمع بالظلم الذى يقع على المسجد الأقصى وعلى الشعب الفلسطينى، ومن حق كل المسلمين فى أنحاء العالم أن يأتوا إلى المسجد الأقصى الذى تُشد إليه الرحال، دون أن يمروا من خلال هذه البوابات المهينة لكرامة الإنسان، وأيضاً من حقنا أن ندخل إلى مكان عبادتنا بكل حرية وأمن وأمان دون أن يكون هناك جنود مدججة بالسلاح على الأبواب تفتش أبناءنا وتهين بناتنا، ويجب إزالة هذه البوابات الإلكترونية إذا ما أراد الاحتلال أن يهدئ الأمور فعلاً حتى لا ينفجر الشارع الفلسطينى فى وجهه، لأن الوضع لا يحتمل، ونحن نحمّل الحكومة الإسرائيلية المحتلة كامل المسئولية عن تبعات وضع هذه البوابات الظالمة.
■ وماذا قصد الاحتلال الإسرائيلى باعتقال مفتى القدس، الشيخ محمد حسين، وأيضاً الاعتداء على خطيب «الأقصى»، الشيخ عكرمة صبرى؟
- الاحتلال لا يحترم عالماً أو شيخاً أو امرأة، ولا يرحم شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة، وأنا تمت إصابتى أيضاً. واعتقال مفتى القدس والاعتداء على الخطيب له دلالة، وهى أن الاحتلال يريد قمع مسيرتنا، وهو يطلق القنابل الصوتية والرصاص المطاط، ويستخدم الهراوات، دون تمييز، على كل من يوجد من المعتصمين عند باب الأسباط، وهذا الاعتصام اعتصام سلمى، كما أنه رسالة للعالم أجمع بالظلم الذى يقع على الشعب المقدسى والفلسطينى.
■ هل كان إغلاق المسجد ومنع الصلاة فيه رداً طبيعياً على عملية القدس الأسبوع الماضى؟
- الاحتلال الإسرائيلى استغل الحدث وبالغ فى رد الفعل للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، ولكن جاء رد الشعب الفلسطينى ولم يقبل السيطرة والسيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، إلا للمسلمين فقط، وهذا قرار ربانى منذ 1400 عام، من الله سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء، وأيضاً قرار «اليونيسكو» الذى صدر حديثاً يبين أن المسجد الأقصى هو حق للمسلمين وحدهم ولا شأن للاحتلال الإسرائيلى بالمسجد الأقصى، بما فى ذلك حائط البراق.
■ أليس من الممكن أن تتسبب تلك الأحداث فى انتفاضة فلسطينية جديدة؟
- نحن نتمنى أن يخاطب حكماء العالم هذه الحكومة العنصرية المتطرفة التى تريد أن تجر المنطقة إلى العنف، فنحن لا نحب العنف ولا نريده، ولكننا نريد أن ندخل إلى مسجدنا بأمن وأمان دون تدخل فى شئوننا من جانب الجيش والحكومة الإسرائيلية، والاحتلال يريد أن يفرض وضعاً وواقعاً جديداً، فهو يريد وضع حواجز حديدية، وأن يحدث للمسجد الأقصى مثلما حدث مع المسجد الإبراهيمى، فالموقف خطير جداً، ونحن نحمّل الحكومة الإسرائيلية كامل المسئولية عن تبعات وضعها وتعنتها بوضع هذه البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، وإذا استمر الوضع على ذلك فلن تصبح هناك أى سيطرة للأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى.
■ وما تعليقك على الموقف العربى والإسلامى؟
- للأسف، لم يرتق الرد العربى والإسلامى إلى خطورة الموقف الذى لا يتعلق بالفلسطينيين أو الأردنيين وحدهم، وإنما كل الأمة العربية والإسلامية، ولذلك يتحتم على جميع الحكام والشعوب نُصرة الموقف الفلسطينى، ونحن لا نريد إلا إنصاف المسجد الأقصى بإزالة هذه البوابات من أمامه، والمسألة بسيطة جداً إذا كان هناك عقلاء فى العالم والدول العربية، فلا بد أن يخاطبوا الحكومة الإسرائيلية بكل جدية لتسمح للمسلمين بالدخول بحرية للمسجد لأداء الصلاة دون «التفتيش» المهين الذى يفرضونه على كل مسلم يأتى إلى المسجد، فلا شأن له بداخل المسجد، وليخرج منه ويحل مكانه حراس من المسجد الأقصى المبارك.