عندما تسمع لحناً وطنياً حماسياً قوياً، فأنت تسمع لحناً لعمرو مصطفى، وعندما تسمع لحناً يحمل عشقاً وغراماً بأصوات مهمة متربعة على القمة، فلا بد أن يكون الملحن هو عمرو مصطفى.
عندما تطرب للحن مطرب يونانى أو تركى، وتشعر بأن لموسيقاه مساً شرقياً وخلطاً جينياً محبباً للأذن وللقلب معاً، فأنت أمام نوتة ألحان عمرو مصطفى، التى عبرت إلى أوروبا والغرب واقتبس منها الكثيرون شرقاً وغرباً لقوة تأثيرها وتميزها.
وليس القلب والوجدان فقط من يتأثران بموسيقاه وأفكاره اللحنية ومفاجآت أنغامه، بل إن التأثير يمتد إلى أن يرقص جمهوره وغير جمهوره، عابثاً بأجهزتهم العصبية ليهتزوا مع اهتزازات أوتار ألحانه فى ربوع الأرض، أو يخرج المذيعون الإخباريون من الجدية والوقار إلى الطرب والاستهتار، سواء كانوا عرباً أم أجانب، فالألحان لا جنسية لها ولا توجه.
وبالرغم من هذا، هو لديه توجه وقناعات ومبادئ، يعلنها صريحة ولا يخشى على جماهيريته أو تأثر عمله كفنان بآرائه ورؤيته، لا يخشى العواقب ولا من كافأ ومن عاقب. حتى إن اضطره الأمر أن يكون واقفاً ضد التيار وحده، بل إن معدنه الأصيل ونفسه الطيبة، تطوعان له ذلك التيار، فلا يعود يقف ضده.
يسأل بالبرامج عن أى شأن عام أو خاص، فينطلق بالإجابة دون تردد أو حسابات، صريح لدرجات بعيدة، يحكى ويفسر ويعلل ويروى ببساطة وانطلاق دون خبث أو رياء.
بدأ فنه المميز بتلحين الكتب والأناشيد المدرسية، ونصوص النثر العادية غير الشعرية ولا علاقة لها بالشاعرية!!! طوع الكلمات غير المغناة بريشة جيتاره، وسكب معها روحاً عاشقة مع قدر كبير من المحبة والإخلاص والاجتهاد، فنجح وتميز ولمع نجمه بسن صغيرة، وخلال مشواره الطيب هذا لم يتقاعس أو يتراجع، بل كان، وما زال، سابقاً للتوقعات، مجدداً ومتجدداً بعالم الموسيقى والألحان.
شكل عمرو مصطفى ثنائيات رائعة، سواء مع مطربين أو شعراء أغانٍ، فأصبح اسمه خِتماً عظيماً لجودة المنتج الفنى وضمان نجاحه، ضامناً لنفسه وبجدارة أن يتعرف المستمع على أى لحن مميز وعبقرى وغير مطروق بأنه لحن لعمرو مصطفى.
هو فنان وإنسان به احترام وخير كبير، برمضان الماضى ومن خلال لحنه المبهج جعل من إعلان مستشفى سرطان الأطفال إعلاناً للأمل وزرع الحياة بدلاً من اليأس واجترار الألم، والأجمل أنه جعلنا نسمع صوت أصالة بطريقة مختلفة وجديدة، بجمل موسيقية قصيرة ومؤثرة.
لا يكون الأمر مريحاً كثيراً عندما تكتب عن معارف أو أصدقاء، لكنه أمر محبب أيضاً أن تعطى كل ذى حق حقه وأن تقول للمميزين الناجحين والعلامات المضيئة، شكراً لأنكم بعالمنا هذا ولأنكم تضيفون للدنيا نكهة خاصة وبهجة ملموسة تعيننا على الأيام. شكراً يا صاحب الألحان الأعذب وفخر بلادك، وننتظر منك المزيد دوماً.