"إسلام".. عاد من "الغربة" لتكتب "الإتاوة" نهايته بيد بلطجي الصعيد
القتيل اسلام عبد الجواد
الخوف يسيطر على الأجواء، ورائحة الدم تفوح في المكان، ولوحة القلق رسمت على وجوه الأهالي في مركز القوصية بمحافظة أسيوط، بعد أن سيطر عليهم المجرم "بدر. م. ت"، وشقيقه "مصطفى"، وعاثوا في مركز القوصية فسادًا، من جرائم سرقة بالإكراه وقتل.
آخر تلك الجرائم كانت قتل الشاب إسلام عبدالجواد مصطفى، ابن مركز القوصية، البالغ من العمر 24 سنة، والحاصل على بكالوريوس في التجارة.
يروي والد إسلام، الحاج عبدالجواد مصطفى تفاصيل مصرع ابنه لـ"الوطن"، ليبدأ حديثه بصوت متحشرج، قائلًا إن الأمر بدأ عندما طلب هؤلاء البلطجية من أخيه "إتاوة" بأسلوب "البلطجة والفردة"، وقامو بإطلاق النار على منزله، فأسرع الحاج عبد الجواد لتقديم مذكرة في وزارة الداخلية، وعندما علم بذلك المسجل القاتل، قام بتهديده بالقتل.
وأكمل "عبدالجواد" أن إسلام كان يعمل في الكويت، وعندما علم بالأمر نزل للوقوف بجانبنا من أجل حل المشكلة، وفور وصوله علم المجرم بحضوره، فقام بالتعرض له في أثناء ركوبه "توكتوك"، وأطلقوا عليه النار ليلقى إسلام مصرعه إثر إصابته بـ8 طلقات في الصدر، كما أصيب سائق الـ"توكتوك" وتم نقله إلى المستشفى.
"احتسبته عند الله".. كلمات واسى بها والد القتيل نفسه، مؤكدًا أنه فور الحادث وصلت الشرطة وبحثت في الأمر، بعد أن اتهم "ب ت" وشقيقه بقتل ابنه، وأضاف بصوت مختنق "ومن ساعتها لحد دلوقتي محدش اتحرك في القضية، وحاسس إن دم إبني هيروح هدر".
وبلهجة غاضبة، أشار الحاج عبدالجواد إلى أن ما حدث هو شيء ليس بالجديد على المجرم وشقيقه، الذي اعتاد على ارتكاب تلك الجرائم، دون أدنى تدخل من السلطات، بل ووصل الأمر إلى حد التطاول على رجال الأمن، حيث قتل والد وكيل نيابة طهطا، كما أطلق النار على رئيس النيابة العسكرية، فضلًا عن حرقه لسيارة معاون مباحث القوصية.
وأكمل بصوت اختلط بدموع محبوسة "أنا راجل غلبان ومش عايز أخسر حد تاني من عيالي، لما هو بيعمل كده مع الكبارات دول أمال معانا إحنا هيعمل إيه.. عايز آخد عيالي وأسيب البلد، عشان هو ممكن يقتلنا في أي وقت ومش هيفرق معاه، مش هيتعدم مرتين".
كما عبر حسام عبدالجواد شقيق القتيل، عن حزنه مما حدث، قائلًا إن قتل إسلام ليست الجريمة الأولى من نوعها، فمنذ فترة ليست بالبعيدة قتل المجرم شابا على طريق السراقنة لمجرد أنه رآه خلال ارتكابه أحد الجرائم، كما قام بذبح عامل يعمل بمخبز "الناس هنا خايفة ومرعوبة ومحدش قادر يتكلم، والحكومة مش قادرة عليه".
وأكد حسام لـ"الوطن"، أن المجرم سرق هاتف القتيل، ويهدده من خلاله بقتله إذا تحدث في الأمر "بيقوللي عربيتك شبه عربية الظابط اللي ولعت فيها"، مشيرًا إلى أن المجرم يظهر في الشارع، والشرطة تقول أنها تجد صعوبة بالغة في البحث عنه "المفروض إن في جهاز لتعقب المحمول عشان يحدده مكانه والحكومة تمسكه".
واختتم شقيق القتيل حديثه قائلًا: "البلطجي ده مسمي نفسه حبيشة، وبيقتل ويسرق في العلن، ومسجل خطر لحوالي 15 قضية إعدام، ولما عرفت مكانه واتصلت بالحكومة ملقتش منهم رد فعل"، وأكمل حسام "عايز الجريمة تبقى قضية رأي عام، عشان حق أخويا ييجي".