لم أعد أحبك أو أهتم لأمرك، لا أبالي بأي أرض أنتِ، أو على أي نحو تسير حياتك، لا أشتاق لعينيك، ولا أريد رؤيتك حتى، أريد أن أمحو كل تفاصيلك من ذاكرتي، فلا أتذكر رائحة عطرك، أو صوت ضحكتك، أو بريق ابتسامتك، لم تعد لدي الرغبة في إمضاء باقي عمري بجانبك، لم أعد أحتاجك لتكوني عكازي عندما أكبر، أو أن تكوني عيوني التي أري بها، لا أريد أن أزور كل عواصم العالم برفقتك، ولا أن أجلس ممسكًا بيدك على شاطئ البحر ساعة الغروب، لا أريد أن أشرب القهوة التي تعدينها بيدك، أو أن أساعدك في غسل الأطباق، لم يعد يهم أن أستيقظ كل صباح ولا أجدك بجانبي، وما الفارق من الأساس إن كنت موجودة قربي تسألين عن أحوالي أو أن لا تكوني.
سأمضي في حياتي كأني لم أعرفك، سأقابل الكثير من النساء، وسأجد من تكون أكثر منك جمالا، وأكثر حبا لي، فأنا كثير المغامرات، أعشق العديد من صنوف النساء، وأنت لم تكوني سوى محطة عرج عليها قلبي الذي يشبه القطار.. يهوى التنقل بين المحطات، حتى أنني لا أتذكر ترتيبك بين النساء اللواتي عرفتهن.
لا أعرف إن كان سيحدث وأقابل واحدة تذكرني بك، فلا توجد امرأة تشبه أخرى إلا في ضعفها أمام نظرة عيني الثاقبة التي تتفحصها، فلا تصمد أمام رائحة عطري وقصة شعري التي أغيرها كل أسبوع، كلهن متشابهات، والقاسم المشترك بينهن هو الوقوع في شباكي بسهولة وسرعة رهيبتين، فلا أنفك أحصل على ما أريد من إحداهن حتى أتركها وأمضي منتظرًا فريسة أخرى.
ما أطلبه منك الآن ألا تتوقفي عن القراءة حتى وإن كان الكلام قاسيًا بعض الشيء، انتظري لأخبرك أني كاذب كبير، ولا توجد كلمة واحدة مما قلته صحيحة، فكل الأيام بدونك متشابهة، وكذلك كل الناس.. كل المواقف تتكرر، والعمر يمضي ببطء ممل، وكأن الانتظار أصبح واقعي الذي عليه أنام وأصحوا، به أمضي لا أعرف في أي أيام الأسبوع أنا، لا أدري في أي عام أو شهر أنا، وكأن التقويم تعطل عند آخر مرة قابلتك فيها، يعتصرني الاشتياق لدرجة الاعتقاد أن ملك الموت يتلذذ بمنظري وأنا اتألم بسبب غيابك.