في أوائل الثمانينيات، قرر محمد خان وعاطف الطيب وبشير الديك، أصحاب شركة "الصحبة" للإنتاج الفني، إنتاج فيلم يحمل اسم "الحريف"، لكن لم يكن يعلم هذا الثلاثي أنه الفيلم الأول والأخير للشركة.
هذا الفيلم، كما يروي الراحل محمد خان، في مدونته "كليفتي"، التي دشنها قبل رحيله عن عالمنا في 26 يوليو 2016، كان مُحدد له أحمد زكي ليقوم ببطولته، قبل الاستقرار في النهاية على عادل إمام.
قصة اختيار عادل إمام بدأت حينما "عاند أحمد زكي وقص شعره على الزيرو تقريبا.. بالرغم إني كنت طالب يسيب شعره ويطلق شنبه؛ لأن سماحة وجه أحمد أيامها - وكان في منتصف التلاتينات- كانت في حاجة لشوية خربشة".
اختار "الأستاذ" عادل إمام للقيام ببطولة الفيلم الأبرز في مسيرة خان، والذي نجح خلاله في فرض روح التجريب والابتكار وذلك من خلال الثورة على أهم عنصر في الفيلم المصري التقليدي وهو "الحدوتة" التقليدية التي تتكون من أزمة وذروة وانفراجة، لتصبح الحدوتة إحدى أدوات الفيلم وأحد العوامل المساعدة لصنعه، ويتحول لرصد الاضطرابات النفسية والتوترات الداخلية لأبطاله بغض النظر عن السير التقليدي للدراما.
يقول خان عن اختيار "الزعيم": "كان قرارنا نلجأ إلى عادل إمام ولو إن تسريحة عادل في الفيلم تؤرقني كل ما أشوف الفيلم.. لما وافق عادل ومضى العقد رحت لأحمد وكان ساكن أيامها في شقة مفروشة في مصر الجديدة، وأول ما دخلت عليه قلت له حمام (كما كنت أناديه) إحنا جبنا عادل إمام.. كان رد فعله كوول خالص وباركلنا ببرود ثم دخل الحمام".
علاقة خان بـ"الإمبراطور" كانت "ناقر ونقير وحب كبير" هكذا وصفها المخرج الكبير في تدوينته عن كواليس فيلم الحريف، وظهر ذلك حينما كشف عن أسباب دخول أحمد زكي الحمام عقب علمه باختيار "خان" لعادل إمام من أجل تجسيد بطولة الفيلم: "حكالي بعد فترة طويلة إنه دخل الحمام عشان يشتمني ومسمعش الشتيمة".
عدم تصوير أحمد زكي لفيلم "الحريف" كان سببًا في تجسيده لأحد أهم الأدوار في مسيرته الفنية، وهو فيلم "النمر الأسود"، الذي صادف القدر فيما بعد أن يعرض الفيلمان في الوقت ذاته، إلا أن "النمر الأسود" حقق نجاحًا تجاريًا أعلى في دور السينما حينها.
قبل ذلك بعدة أشهر، كان محمد خان على موعد مع تصوير أحد أهم مشاهد فيلم "الحريف" وهي لعب مباريات كرة القدم داخل إحدى الساحات الشعبية، يقول خان عن هذا: "في شهر رمضان 1982 كان فيه دوري لمباريات الكرة الشراب على ملعب تابع لنادي في الرفاعي، وخططنا أن نتهز الفرصة ونصور أسبوع فقط للمباراة وأشياء أخرى ثم نتوقف للتحضير وأن يتفرغ عادل للفيلم".
تعليقات الفيسبوك