تايم لاين| الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى في القرن العشرين
صورة أرشيفية
لم تتغير سياسة الحكومة الإسرائيلية منذ بداية القرن الـ21 تجاه المسجد الأقصى، فمحاولات التهويد وطمث الهوية الإسلامية نهج دأبت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ دنست أقدامها المدينة المقدسة، فمن الحفريات المُجرمة إلى اقتحام الجنود والمتطرفين الإسرائيلين لباحت المسجد ظلت الانتهاكات الإسرائيلية عرض يتجدد بين الحين والآخر، يقابله صمود المرابطين بأولى القبلتين واستماتهم في الدفاع عن ثالث الحرمين.
"الوطن" ترصد أبرز الجرائم الإسرئيلية التي ارتكبت تجاه أولى القبلتين منذ عام 2000 وحتى الآن.
- 28 سبتمبر 2000:
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون وأعضاء من حزب الليكود مع 1000 حارس مسلح المسجد الأقصى، ما تسبب في مظاهرة كبيرة من الفلسطينيين احتجاجا على تلك الزيارة، وبدأ الفلسطينيون من الحرم القدسي برمي الحجارة على الشرطة الإسرائيلية.
وردت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على الحشد ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة ما يقرب من 200 شخص، حتى أثارت تلك الزيارة انتفاضة لمدة 5 سنوات من قبل الفلسطينيين، والتي سميت بـ"انتفاضة الأقصى"، حيث كانت الانتفاضة مخططة مسبقا قبل أشهر من هذه الزيارة، وتوقفت فعلياً في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، وتميزت تلك الانتفاضة مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات مسلحة وتصاعد وتير الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، والتي راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريح، وكانت خسائر الجيش الإسرائيلي تعدادها 334 قتيل ومن المستوطنين 735 قتيل وليصبح مجموع القتلى والجرحى الإسرائيليين 1069 قتيل و 4500 جريح وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا.
- 1 أكتوبر 2015:
سُميت انتفاضة السكاكين، وكانت موجة احتجاجات وأعمال عنف تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل منذ بداية أكتوبر 2015 حتى الآن، حيث تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات طعن متكررة لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين، وكذلك قيام إسرائيليين يهود بطعن فلسطينيين، وإعدامات ميدانية للفلسطينيين بحجج محاولتهم تنفيذ عمليات طعن، وتزامنت الأحداث أيضًا مع تنفيذ القوات الإسرائيلية ضربات جوية على قطاع غزة الذي انطلقت منه صواريخ نحو إسرائيل.
ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة شدد الاحتلال الاسرائيلي القيود على دخول المسجد الأقصى من تحديد أعمار المصلين، فلا يسمح لمن هم دون الـ45 سنة من سكان الضفة الغربية من دخول المسجد بدون تصاريح، حتى في أهم وأقدس المناسبات الإسلامية مثل شهر رمضان المبارك ، أما بالنسبة لسكان قطاع غزة فلا يسمح إلا لأعداد قليلة من كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 50 سنة بدخول المسجد الأقصى وبتصاريح خاصة.
- 14 أكتوبر 2016:-
اتخذت لجنة البرامج والعلاقات الخارجية في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو قرارًا يقضى بأن المنظمة تعتبر المسجد الأقصى أحد المقدسات الإسلامية، بدون ذكر وجود أي علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد، واستنكرت اقتحامه المتكرر من قبل بعض المتطرفين الإسرائيليين ومن قبل الجيش الإسرائيلي.
جاء القرار استجابة لمشروع تم تقديمه من قبل الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسودان، حيث رحبت عدة منظمات وهيئات إسلامية بالقرار وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي ومرصد الجامع الأزهر، وهيئة علماء المسلمين في العراق، إلى جانب الحكومة والفصائل الفلسطينية.
قالت مصادر إسرائيلية أن الحكومة تسعى الى تليين قرار اليونيسكو سالف الذكر، وأن إسرائيل تجري اتصالات دبلوماسية حثيثة لتليين صيغة نص القرار، فيما رأى عدد كبير من المتابعين أن هذا يعتبر تأكيد دولي على أن القدس منطقة محتلة، وعلى إسرائيل التفاوض بشأنها.
- 14 يوليو 2017:-
أعلنت الشرطة الإسرائيلية قرارها الذي يقضى بمنع صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وإغلاق أبوابه حتى إشعار آخر، في أعقاب عملية إطلاق نار وقعت صباح نفس اليوم المذكور أفضت إلى استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين وقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الإسرائيلية بالقرب من باب الأسباط بالقدس.
نشرت الشرطة تصريح مكتوب قالت فيه أن قائدها العام في القدس "يهورام هاليفي" قد قرر إغلاق أبواب المسجد، وإعلانه منطقة عسكرية يمنع بموجبها على المصلين دخوله إضافة للبلدة القديمة في القدس، لتكون تلك المرة الأولى التي تقفل فيها أبواب المسجد أمام المصلين منذ سنة 1969.
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الإغلاق جاء ليوم واحد فقط، وعندما أُعلن هذا الأمر دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إلى شد الرحال للأقصى والتواجد على الحواجز وفي الساحات لإقامة صلاة الجمعة، وقال أن "لا قوة على وجه الأرض ستمنعهم من التوجه للأقصى وإقامة صلاة الجمعة فيه".
شرعت منظمات وأحزاب يهودية بحملة تحريض واسعة بحق المسجد الأقصى والمصلين، عقب عملية إطلاق النار سالِفة الذِكر، حيث قال عضو الكنيست من حزب البيت اليهودي "موتي يوغاف" إن إغلاق المسجد الأقصى بوجه المسلمين لفترة دائمة، وقالت منظمة جبل الهيكل إلى الرد على عملية القدس عبر زيادة بناء المستوطنات اليهودية وزيادة ساعات الاقتحام للأقصى، كما قال نائب وزير الجيش الإسرائيلي، الحاخام إيلي بن دهان، إنه يجب على اليهود أن يعززوا قبضتهم على المسجد الأقصى، وضمان أن يصلي كل يهودي فيه بأمان وفي كل وقت.
واليوم، تدفق آلاف الفلسطينيين عبر بوابات المسجد الأقصى لأداء صلاة العصر داخل الحرم الشريف لأول مرة منذ أسبوعين، ورفعوا العلم الفلسطيني على المسجد، وجاء ذلك عقب مواجهة طويلة بين مئات المعتصمين أمام باب خطة - أحد أبواب الأقصى، والسلطات الإسرائيلية التي رفضت فتح الباب وأبعدت حراسه عنه.