سر «البرج» الغامض.. الصعود ليس سهلاً
«البرج.. الصعود إلى التوب ليس سهلا» هو اسم الفيلم التسجيلى القصير الذى يتناول واحدا من أشهر مبانى القاهرة المهجورة منذ ما يزيد على العشرين عاما دون سبب واضح، البرج الضخم الذى يصل عدد أدواره إلى 43 دورا ويقع فى قلب منطقة الزمالك الراقية هو موضوع الفيلم الذى أخرجه المخرج الشاب جهاد عبدالناصر ضمن ورشة «معمل 12» التى تهدف إلى تشجيع شباب السينمائيين على إخراج الأفلام القصيرة.
«البرج مهجور علشان مسكون».. شائعة يرددها بعض المحيطين بالبرج الغامض يبررون لأنفسهم سبب بقاء المكان الذى كان من المتوقَّع أن يكون واحدا من أرقى فنادق القاهرة، لكنه منذ أن تم بناؤه وتجهيزه ظل على حاله مهجورا دون ساكن، لتكثر الشائعات والأقاويل حوله.
ويحكى جهاد عبدالناصر -مخرج الفيلم- عن السبب فى اختيار هذا الموضوع تحديدا: «هذا البرج المهجور هو واحد من أشهر معالم القاهرة؛ فارتفاعه يزيد على ارتفاع برج القاهرة، وتمكن رؤيته بشكل واضح من عدة أماكن، خاصة أن لهذا البرج قصة مثيرة هى التى جعلته طوال السنوات الماضية لا تطأه قدم». ويقول جهاد: «قابلنا خلال الفيلم المهندس خالد فودة، الذى قام بتصميم البرج وبنائه، والذى حكى لنا أن البرج فكرة منذ أيام الرئيس الراحل أنور السادات الذى أراد أن يبنى ناطحات سحاب فى مصر، وبالفعل قام ببناء البرج من خلال شركته الخاصة، لكنه وجد العديد من العراقيل التى واجهته بعد ذلك، أبرزها كان من حسين سالم رجل الأعمال المصرى المقرب من نظام الرئيس المخلوع مبارك، والذى أصر على شراء البرج، وعندما رفض خالد واجه العديد من المشكلات القانونية التى منعته من افتتاحه».
اللافت فى الأمر، كما يحكى جهاد، أن المهندس خالد فودة مصمم البرج الذى يبلغ حاليا من العمر 84 عاما، ما زال يعمل جاهدا على افتتاحه، خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير وتغير الأوضاع: «البرج هو حلم خالد الذى لم يتحقق؛ لذلك فهو لا يزال يعمل على تحقيقه، ومن هنا جاء اسم الفيلم من جملة وردت على لسانه وهى (الصعود إلى التوب ليس سهلا)».