على الطريقة «الفيسبوكية» أعلن المجلس العسكرى عبر صفحته أن الأوان قد آن، والوقت قد حان لإصدار «قانون لتنظيم التظاهر السلمى»، بحيث تتحول أية مظاهرة من هنا وطالع إلى «رانديفو»، لابد للأحباء الذين يتجمعون فيه أن يحددوا الزمان والمكان وياخدوا الإذن من «السيادة»، ليعطوا الأمن فرصة لحمايتهم من العين. فالعين، خصوصاً عندما تكون «عين مجلس»، تفلق الحجر وتحرق الشجر و«تبعتر» البشر، بس سؤال -ولا مؤاخذة- هو المجلس ناوى يقعد ولاّ إيه؟ ألن يسلم السلطة فى 30 يونيو؟ أو قبل ذلك لو تمت الجولة الأولى للانتخابات على خير واكتشفنا ذلك الاكتشاف المذهل والمحير المتمثل فى اسم الرئيس القادم؟ طيب إيه لزوم إن المجلس يتكلم الآن عن إصدار قانون لتنظيم -الكلمة الشيك لمنع- التظاهر السلمى؟
وقبل أن تذهب بك الظنون و«تفسحك» فى كل اتجاه عليك أن تعلم أيها المصرى أنك أعز على المجلس من عينيه، وأن الحبيب يغار ويخاف دائماً على حبيبه ولا يرضى بحال أن تلتفت عينا هذا الحبيب، فتنظر إلى غيره، إن الغيرة قد تدفعه فى هذه الحالة إلى فعل أى شىء، ولو أنك جربت نار الغيرة فسوف تعلم أنك يمكن أن تفقأ (يعنى تفقع) عين حبيبك لو نظر إلى غيرك، بل ويمكن أن تسوقك الغيرة إلى أن «تسيح دم» حبيبك لو شعرت أن حبه هادى! وذلك أقصى ما يخشاه المجلس كما عبر فى صفحته الفيسبوكية حين أشار إلى أن المظاهرات أدت إلى وقوع العديد من الشهداء من خيرة شباب مصر!
إنها رصاصات الحب التى تسكن القلب والبطن وتقود «العسكرى» إلى الاطمئنان علينا قبل أن يتركنا لغيره. المسألة ليست فى أنه يريد الاستمرار فى السلطة أو يستهدف حماية الرئيس الجديد من زن الشباب ووجع قلب المظاهرات، إنه فقط يحلم بأن يحمى «خيار» هذا البلد وليذهب «الفقوس» إلى الجحيم! لذلك يدعو «العسكرى» إلى إصدار هذا القانون قبل أن يرحل تاركاً عصاه الكهربائية لتأديب «الواغش» الذى يندس فى المظاهرات ولا يرتجع بنظرة الحب التى تشع بها عيون أصحاب «المجلس».
إنها «الوصية» التى أراد أن يتركها فينا قبل أن يسلّم الحكم للرئيس الجديد، أى نعم فتشها «أدمن الصفحة» قبل أن يرحل، بس مش معنى كده إنه قاعد على قلوب العباد كما يردد أفراد القلة المندسة، فهو واثق من تربعه داخل قلوب الحبايب من الشعب وأعضاء مجلس الشعب الذين دعاهم بيان العسكرى إلى تحمل التزاماتهم والكف عن السلبية والتعلم من التاريخ، وقد يكون من المفيد لهم فى هذا الموقف مشاهدة فيلم «غرام وانتقام»، ولو مكنش موجود عندهم «غرام الأفاعى»!