مستشار وزير النقل.. ترك غداء أسرته والتحق بالضحايا
المستشار الراحل مصطفى السيد
كانت الأسرة حول المائدة تستعد لتناول الغداء، عندما بادر الرجل بفتح التلفاز، ليرى مشهد التصادم بين قطارين بمنطقة خورشيد بالإسكندرية، ليُقرر التحرّك إلى هناك، دون أن يستجيب لمطالبات ابنه بالقدوم معه، لكن رحلته تلك كانت الأخيرة فى حياته، ليتوفى مصطفى السيد، مستشار وزير النقل لشئون الصيانة، لدى مشاهدته المصابين والقتلى فى حادث تصادم قطار الإسكندرية.
نجل الفقيد: «والدى شهيد المسئولية والواجب»
يتماسَك الابن «عمرو» حال الحديث عن اللحظات الأخيرة فى حياة والده: «مالوش أبناء غيرى أنا ودينا أختى، وكنا كلنا ملمومين على الغداء، بس هو قبل ما يحط لقمة فى بقه قام وسابنا»، يحكى الشاب الذى يعمل مهندس كهرباء، أنه طلب من والده الانتظار حتى تأتيه مكالمة بقدومه لمكان الحادث، لكنه أجابه: «مش هينفع ماروحش وأشوف الموضوع على أرض الواقع»، موضحاً أن والده لم ينتظر قدوم سائقه الخاص، واستقل عربته الشخصية، وتوجّه إلى منزل السائق لاصطحابه معه: «آخر تليفون قال لى أنا خلاص قربت من المكان»، معتبراً أن والده شهيد المسئولية والواجب.
اللواء مصطفى الديب، أحد المقرّبين من المستشار الراحل، أوضح أنه كان يتابع «السيد» عبر الهاتف لتوجيهه إلى مكان الحادث: «إحنا دفعة واحدة فنية عسكرية، وكان بيت أسرته فى القاهرة بيتى، لأنى من الإسكندرية»، متذكراً ما دار بينهما فى الهاتف قبل وصول «السيد»: «كان مستاءً جداً وعمال يسألنى عن الطريق إزاى، وكل شوية مكالمة بينى وبينه لحد ما وصل لمكان الحادث»، سلام سريع من «السيد» لصديقه عقب وصوله، اختفى بعده، متوجهاً إلى نقطة التصادم، ليهاتفه «الديب» دون رد: «اتنقل للمركز الطبى بسموحة، أقرب مكان طبى من موقع الحادث، لكنه فارق الحياة لحظة وصوله»، مضيفاً: «السكة الحديد خسرت راجل عنده شعور بالمسئولية».