«منى» و5 أطفال.. أم وهبت حياتها لرعاية بنات زوجها وشقيقه فجمعهم الموت فى قطار بورسعيد
«منى» وبنات زوجها
طوال 5 سنوات كاملة، أصبحت «منى سعيد عطية سالم»، 32 سنة، بمثابة الأم الحقيقية لاثنتين من بنات زوجها، ولم تفرق بينهما وبين ابنها الوحيد «ياسين»، 3 سنوات، بل امتد عطاؤها ليشمل جميع أفراد عائلة زوجها، مما جعل أطفال الأسرة يرتبطون بها ولا يطيقون فراقها، وكان ذلك كافياً لأن يجعل بنات زوجها وبنات شقيق زوجها يتشبثون بها، ويصررن على مرافقتها أثناء توجهها إلى منزل عائلتها بمحافظة الشرقية، لقضاء بضعة أيام معها، إلى أن جمع «الموت» بين الجميع أثناء رحلة عودتهم إلى منزلهم بالإسكندرية.
«الله يرحمها، كل الناس كانت بتحب (منى)، موتها هى والعيال مصيبة حلت على البلد كلها»، بتلك الكلمات بدأت «وفاء عمر السيد»، والدة زوجة شقيق الفقيدة، مقيمة بقرية «الغنيمية»، التابعة لمركز أبوكبير بالشرقية، حديثها مع «الوطن». وتابعت أن «منى جاءت إلى منزل عائلتها قبل نحو أسبوعين، للاطمئنان على والدتها، وحضور فرح ابنتى، وكان برفقتها نجلها (ياسين)، وابنتَى زوجها، وابنتَى شقيق زوجها»، مشيرة إلى أن البنات أصررن على الحضور والبقاء معها، حتى العودة إلى منزلهم بالإسكندرية، ومضت قائلة: «هما متعودين من يوم (منى) ما عاشت معاهم، يرافقوها للشرقية، أو أى مكان آخر تذهب إليه».
وتابعت «وفاء»، بينما انهمرت الدموع من عينيها: «لو كنا نعرف أنهم هيموتوا، مش كنا سيبناهم يمشوا، بس هنقول إيه؟.. الحمد لله على كل حال، وده عمرهم، بس إحنا عاوزين اللى كان السبب فى الحادثة ياخد جزاءه ويتحاسب، ولازم المسئولين يحافظوا على أرواح الناس، ذنبها إيه (منى) اللى لسه فى عز شبابها، وأطفال فى عمر الزهور، يموتوا بالشكل ده؟».
زيارة أسرتها فى الشرقية انتهت بمأساة.. وشقيقها الذى رافقها ما زال مفقوداً
وأشارت إلى أن والد الفقيدة متوفى منذ 9 سنوات، وتزوجت قبل 5 سنوات، وانتقلت للإقامة بمنزل زوجها فى الإسكندرية، ولديها 3 أشقاء أولاد، و3 شقيقات بنات. وأضافت أن شقيقها «عبدالله»، 22 سنة، كان يرافقها أثناء رحلة عودتها مع بنات زوجها وشقيقه إلى الإسكندرية، وأنه ما زال مفقوداً، حيث لم يُستدل عليه، أو معرفة مصيره حتى الآن.
وتابعت فى تصريحاتها لـ«الوطن» بقولها: «علمنا بالحادث من خلال اتصال أحد أقارب زوجها بشقيقة (منى)، حيث تعالت صرخات والدتها بمجرد تلقيها الخبر، وأصيبت بحالة من الانهيار، ورغم إخبارهم الأم بأنها تعرضت وشقيقها والأطفال لحادث، وأنهم مصابون، فإنها ظلت تُردّد عبارات تفيد بأنها تشعر بأن الأمر لا يقتصر على الإصابة، وأنها فقدت أحدهم إلى الأبد».