سفير إسرائيل الأسبق بمصر: إغلاق سفارتنا بالقاهرة «قطيعة دبلوماسية».. وخطر على «السلام»
إسحاق لفانون سفير إسرائيل الأسبق فى القاهرة
طالب إسحاق لفانون، السفير الإسرائيلى الأسبق فى القاهرة، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بضرورة التحدث مع الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، وإرسال مبعوثه الخاص إلى القاهرة من أجل التوصل إلى تسوية تامة فيما يتعلق بعودة السفير الجديد، ديفيد جوبرين وطاقمه إلى مصر واختيار مبنى للسفارة الإسرائيلية يعمل من خلاله الطاقم الدبلوماسى وتوفير المساعدة المطلوبة للسفير وطاقمه للقيام بعملهم فى كل المجالات وإزالة القيود التى فُرضت فى الماضى مؤكداً أنه لا ينبغى الاكتفاء بما هو أقل من هذا، وبشرط أن تسعى إسرائيل إلى العمل على هذه الخطوات سريعاً.
وحذر لفانون فى حوار لموقع «المصدر» الإسرائيلى من تركيز إسرائيل ومصر على الاحتياجات والمصالح الأمنية المشتركة بين الدولتين فقط، مضيفاً أنه يجب تعزيزها بعلاقات اقتصادية ثقافية وأخلاقية، موضحاً أن معاهدة السلام مع مصر تشكل مصلحة استراتيجية مهمة، وبصفتى عشت فى مصر والتقيت أشخاصاً، يمكننى القول إن السلام بين البلدين هو استراتيجية مهمة بالنسبة للمصريين والإسرائيليين وسيكون البديل أسوأ.
«لفانون»: على «نتنياهو» أن يرسل مبعوثاً لـ«السيسى» للعمل على سرعة فتح السفارة المغلقة وعودة السفير واختيار مبنى للسفارة وإزالة كل القيود على عمل طاقم السفارة
وأشار إلى أن إسرائيل استجابت للمطالب المصرية لإدخال قوات عسكرية ومعدّات إلى سيناء، أى أن تغيير الملحق العسكرى لصالح مصر، مؤكداً أن هذه الخطوة مهمة من أجل الأمن القومى المصرى، وتابع أنه يحق لإسرائيل أخلاقياً التوجه إلى الرئيس المصرى وطلب الامتثال بمعاهدة السلام بحذافيرها.
وأضاف الدبلوماسى الإسرائيلى أن أنور السادات سعى جاهداً للعمل وفق الاتفاق الذى وقّعه، ولكنه قُتِل قبل أن يكمل مهامه، بينما سعى الرئيس حسنى مبارك إلى العودة إلى أحضان العالم العربى لتزعمه ومن هنا بدأت العلاقات المتبادلة بين البلدين فى التدهور رويداً رويداً، واختارت إسرائيل حينها عدم الرد، خشية إلحاق الضرر بعملية السلام، وهذا كان خطأ، فاستمر تدهور العلاقات أثناء حكم المجلس العسكرى والإخوان المسلمين لاحقاً وبدأت فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ظل هذه الظروف من العلاقات بين البلدين وبقى الوضع على ما هو عليه.
«الكويز» الاتفاقية الوحيدة المفعلة بين البلدين حالياً.. ويجب تعزيز العلاقات الثقافية مع مصر
وأضاف أن هناك أهميتين لمعاهدة السلام مع مصر.. الأولى، هى العلاقات الدبلوماسية المدنية، وتتضمن السفارات، ومن ضمنها السفراء، العلاقات التجارية، الاقتصادية، السياحية، السياسية، والزراعية وهذه يمكن أن نسميها العلاقات المتبادلة، مشيراً إلى أن الأهمية الأخرى هى الأهمية الأمنية والمذكورة فى ملحق معاهدة السلام، وليس فى المعاهدة ذاتها، لافتاً إلى أنه لهذا السبب هناك أهمية أكبر للعلاقات التبادلية مقارنة بالعلاقات الأمنية، مؤكداً أن العلاقات ارتكزت بين البلدين بعد ثورة عام 2011 وصراع مصر ضد الإرهاب على العلاقات الأمنية فقط، وهى مشكلة يجب معالجتها، رغم أهمية العلاقات الأمنية الكبيرة.
وحول أهم ما يميز العلاقات الإسرائيلية المصرية فى هذا الوقت، قال إنه بجانب العلاقات الأمنية والاستخباراتية المهمة جداً، هناك اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة «الكويز» Qualifying Industrial Zones»، مشيراً إلى أنها اتفاقية ثلاثية بين مصر، الولايات المتحدة، وإسرائيل توفر مصدر رزق لآلاف المصريين، مستطرداً: «هذه هى الاتفاقية الوحيدة التى لدينا».
وتابع: «لقد غادرنا السفارة الإسرائيلية فى مصر بعد اقتحامها فى 2011، ومنذ ذلك الحين ليست هناك سفارة، لا يوجد سفير، طاقم، علاقات زراعية، تجارية، اقتصادية، ثقافية، سياحية، دبلوماسية بين البلدين».
وأوضح أن الاعتماد على العلاقات الأمنية بين البلدين، لا يكفى، واستمرار هذا الوضع يشكل خطراً على معاهدة السلام، لأنها لن تستند على المصالح المشتركة، مضيفاً: «فى ذروة الهجوم على السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، وبعد أن أبلغت عن إخلائها للسلطات، تلقيت اتصالاً من مكتب المشير محمد حسين طنطاوى، وطُلِب منى ممارسة عمل السفارة الإسرائيلية فى القاهرة. لقد أدرك المصريون أن إخلاء السفارة وإغلاقها تماماً، أشبه بقطع العلاقات حينها، فكيف لا تعرف إسرائيل هذا فى وقتنا الحالى؟».