"إلى أحمد"
ريحة أدان الفجر فى ودانى
يا ابنى.. ياضى عينى والزمن أعمى
ياخطوتى والسكة مكفية
أنا لسه ماشى زى عود صابح..
سرحان فى غيمة قديمة منسية
والمغربية حنونة زى أحزانى..
سيبانى أرعَى ف أرض مروية
طين الأراضى تقيل فى رجليا
وعنيا إيد ممدودة فى الضلمة
راجع لبيتى زى ديب طيب.
*************************
يا ابنى.. ياضحكة تشبه فرحة المحزون
أنا جى لسه م الحنين دايخ
شرايينى دبلانة وأيامى شجر مقلوع
وانت بتسألنى...؟
ماقدرش اقولك إيه مزعلنى.
ياابنى..ياكُل خوفى م الفرح..
إن يسألوك: إنت ابن مين؟
إضحك وقول: أنا ابن كلب جميل
أبويا كان بنَّا وكان ملَّاح
فلاح فصيح الخَضَار..مازرعشى بالأُجرة
شرشوح قليل الأدب..ماجرحشى ولا مَرَّة.
أبويا كان أُويمجى وكان موَّال
عتَّال هزيل البدن بيهدهد الأحمال
أبويا صاحب مرض..وصحيح كأنه براح
مِت مرة قلبه انكسر..
طلع له ألف جناح
عصفور غريب مدبوح
طاير حلاوة روح
شايل على ضهره سكن مكسور
ف عنيه هديل مبحوح..
وغناوى تملا البلد رفرفة وتنهيد.
*********************************
أبويا كان أسطى وكان حريف ملاغية
إن مد إيده ف إيد
يدوب رخام الصبايا وينز حنية
يطلع صهيل الروح شهقة مندية.
أبويا كان سقا ..
ماسابشى عنقود على خدود عطشان لِبلِّة ريق
ولا شاف جنينة إلا واتمنى
لو إنه سرب ف أُمة التغريد
لو إنه عتمة ليل مغطية
على دنيا شاقه التوب ومشتاقة
مهرة طلوقة وحضنها حواديت.
*******************
أبويا كان فلتان
عيِّل عديم الحكمة والحيلة
حردَان من التوابيت
العدل هج ف دمه زى الموج
خلَّاه كأنه سيف ف جراب ضعيف معووج
خلَّاه كأنه نهار مرمى ف طريق الليل.
أبويا كان ياما كان..وانا ابن كلب جميل.
*******
محمد البرغوثى القاهرة: أكتوبر 2002