«بلاط المركزى».. آيل للسقوط
مستشفى بلاط يحتاج إلى تطوير عاجل
بوجهها الوقور، وملابسها المتواضعة، وملامحها التى تظهر عليها علامات المرض، جلست فوزية إبراهيم، أمام مدخل مستشفى قرية بلاط المكون من طابقين والآيل للسقوط، الذى يبعد نحو 30 كيلو عن مدينة الداخلة بالوادى الجديد.
بجوار فوزية جلس شاب عشرينى تظهر عليه علامات يسر الحال، شعر الشاب أن العجوز تحتاج إلى مساعدة فسألها: «ألف سلامة على حضرتك يا ماما»، وبصوت يكاد يسمع أجابت «الله يسلمك يا بنى ويكفيك شر المرض»، لم يتردد الشاب فى سؤالها عن حالها وهل تحتاج إلى من يساعدها، أجابت العجوز: «أنا مش عايزة مساعدة ولا حاجة أنا بس معايا 15 بيضة وعايزة أبيعهم علشان أشترى دوا السكر لى ولزوجى لأن المستشفى مافيهاش دوا سكر».
وتابعت: «أنا مريضة بالسكر وممعييش فلوس أشترى الدوا، وزوجى راجل كبير عنده 75 سنة ومبيقدرش يمشى خالص، عينيه وجعاه وعايزة أشترى له القطرة، بس ممعناش فلوس خالص، وأنا مربية فى البيت شوية فراخ، حوشت البيض بتاعهم وقلت آجى هنا أبيعه واشترى القطرة للراجل الكبير، ممعييش فلوس بس ربنا عالم بحالنا ومبينساش حد».
فى الغرفة المجاورة تمدد رجل خمسينى على سريره، بعد أن تعرض لضربة شمس أدخلته فى غيبوبة لمدة يومين، تحدث عن حالته داخل المستشفى قائلاً: «الإمكانيات هنا بسيطة جداً، أنا كنت تعبان قوى، ولما جيت كنت المفروض أدخل غرفة عناية مركزة بس للأسف المستشفى مافيهاش والحمد لله خفيت بسرعة، وماحتجتش أخش العناية، بس لو حد حالته خطيرة كان ممكن يموت، لأن أقرب مستشفى فيه غرفة عناية مركزة فى الخارجة، اللى بتبعد عننا نحو 200 كيلومتر، والمشكلة الأكبر إن مستشفى الداخلة القريب مننا مبيبقاش فيه أى غرف عناية مركزة فاضية».
الدكتور عبدالسلام على، مدير مستشفى بلاط المركزى، قال إنه تم تخصيص قطعة أرض لبناء مستشفى به جميع التخصصات لخدمة أهالى بلاط، لكن حتى الآن لم يتم توفير الاعتماد المالى لبنائه، مؤكداً أن مجلس المدينة منح قطعة الأرض لبناء المستشفى خلال عامين وإن لم يتم البناء ستُسحب الأرض من المشروع، ولن تتم إعادة تخصيصها مرة أخرى، وأضاف أنه لا يعقل أن تتوفر كافة التخصصات فى مستشفى طابقين ومتهالك وآيل للسقوط، مشيراً إلى أن الأجهزة والخدمات الطبية الموجودة فى المستشفى مناسبة مع حجمه، خصوصاً أن مساحة المستشفى صغيرة، ولا يمكن إضافة أى تخصصات بسبب ضيق المكان.