«دمياط التخصصى».. الواسطة تكسب فى «بنك الدم».. وطوابير بسبب «تزويغ» الأطباء
طوابير طويلة أمام صيدلية المستشفى
المستشفى التخصصى، أكبر مستشفيات محافظة دمياط، زحام وطوابير لا تتوقف منذ الصباح الباكر يومياً، هناك مشادات وضجيج لا ينقطع بين المرضى والأطباء وأفراد التمريض، الجميع يتصارع على الفوز بكشف الطبيب قبل أن تتحول عقارب الساعة إلى الواحدة ظهراً حيث يبدأ الأطباء فى الانصراف، ومن لم يحالفه الحظ فى الكشف يصبح عليه تكرار المحاولة فى اليوم التالى، المترددون على المستشفى أعربوا عن سخطهم بسبب تعقيد إجراءات الحصول على حقن RH وتعطل أجهزة الغسيل الكلوى.
فى بداية الجولة وداخل الطابق المخصص للعيادات الخارجية بالمستشفى المركزى، جلس «كمال حجازى» منتظراً دوره فى الكشف فى عيادة «الجلدية» وعندما تحدثنا إليه قال: «الازدحام هنا على العيادات الخارجية كبير، تحس إن البلد كلها تعبانة، وأنا باجى متأخر شوية عشان تكون الزحمة خفت»، موضحاً أنه جاء إلى المستشفى للغيار على بعض الجروح فى قدمه المليئة بالصديد نتيجة مرضه بمرض السكر، مضيفاً: «العيب هنا فى العيادات إنه ممكن تلاقى دكتور جاى المستشفى الساعة 2 الظهر، زى إخصائيين القلب والصدر اللى بيجوا الساعة 1 أو 2، أو ممكن بعد ما الناس تستناه مدة طويلة يتصل يعتذر عن الحضور».
«هانى»: أعانى من إجراءات الحصول على حقنة «RH» على الرغم من استيفاء الأوراق المطلوبة
وبجلباب بسيط جلس شاب ثلاثينى هو محمد البساطى على أحد الأسرة بقسم الاستقبال بجوار زوجته الحامل التى نُقلت إلى المستشفى بعد سقوطها بشكل مفاجئ على الأرض حسبما أكد زوجها، متابعاً: «للأسف فيه مشكلة فى المحاليل الطبية فى المستشفى هنا، لأن عند الكشف على زوجتى كتب الطبيب لها محلول ولكننا لم نجده، فتراجع الطبيب وكتب لها على محلول بديل». وشكا «البساطى» من شدة الازدحام داخل العيادات الخارجية، وغياب التنظيم ودخول بعض المرضى فى غير دورهم، مطالباً بتوفير الأدوية والمستلزمات وتنظيم طوابير المرضى بالعيادات الخارجية.
هانى الحفناوى (43 عاماً)، جاء من كفر البطيخ للحصول على حقنة RH لزوجته، قائلاً: «أنا جاى هنا عشان آخد حقنة RH اللى بتاخدها الأم بعد الولادة لمدة 72 ساعة، وهى ولدت فى مستشفى دمياط العام وجيت هنا عشان آخد الحقنة، بس لما جيت قالوا لى هنا إنى لازم أختم إخطار المولود بختم النسر، على الرغم من أن المستشفى هناك قال إنى هاخد الحقنة بالختم اللى موجود على التوصية بتسلم الحقنة».
وأكد «هانى» أنه يعانى من تعدد الإجراءات التى يقوم بها من أجل الحصول على حقنة RH على الرغم من أن الأوراق جاهزة وسليمة، مؤكداً أن هذه الأزمة تحدث فى محافظة دمياط عندما يتداخل أكثر من مستشفى فى نفس الأوراق، قائلاً: «مش عارف لسه الظروف والدنيا هتمشى إزاى، ده أنا كل ما أروح للموظفة تقول لى وإنتَ إثباتك ليّا إيه». ويعد بنك الدم هو المعاناة الكبرى للمترددين عليه حيث يتجولون فى أنحاء المستشفى بحثاً عن متبرع للحصول على كيس دم لذويهم المحجوز، التقينا عصام عبدالعزيز (33 سنة)، يتصبب أمام شباك بنك الدم منتظراً تدبير كيس دم لزوجته فقال: «جئت أطلب كيس دم لزوجتى المحجوزة بالمستشفى لأنها بتعانى من الأنيميا وحامل، ولما قدمت طلب للحصول على الكيس قالوا لى مفيش، والفصيلة غير متوفرة؛ تعالى بكرة»، موضحاً أنه بحث فى مستشفيات أخرى ولم يجد وجاء اليوم للحصول عليه، وتابع: فوجئت بشخص جاء للحصول على كيس دم وبمجرد ما أجرى مكالمة تليفونية تم تدبير الكيس وتسليمه له، بينما أنا أنتظر من 24 ساعة للحصول على كيس رغم تبرعى بـ2 كيس دم فى اليوم الأول.
ومن داخل قسم الغسيل الكلوى، يقول باسم محمد سمير، نائب رئيس قسم الكلى الصناعى بمستشفى دمياط التخصصى: «لدينا نحو 10 ماكينات غسيل كلوى معطلة من أصل 49 ماكينة، ويتم إجراء نحو 75 جلسة غسيل كلوى يومياً، ولا نعلم سبب الأعطال، وبعد كل عملية إصلاح نجد عطلاً جديداً بالماكينات والفنيين يقومون بالمتابعة اليومية للماكينات ورغم ذلك الأعطال ما زالت مستمرة»، موضحاً أن هذه الأزمة بدأت منذ ٤ شهور تقريباً، وعلى الرغم من ذلك لم يتأثر المرضى بها والجميع يحصل على جلساته فى أوقاتها.
ويقول الدكتور إسماعيل الحفناوى، وكيل مستشفى دمياط التخصصى، إن جلسات الغسيل الكلوى لا تجرى دون وجود طبيب مشرف على الجلسات، وإن مريض الفشل الكلوى يُعد صديقاً للماكينة، قائلاً: «لدينا 3 أنواع من الماكينات من الممكن أن تتعطل نتيجة تقصير غير مقصود ولو تعطلت ماكينة فى الثانية ظهراً لا يمكننا مخاطبة الشركة لإصلاحها سوى فى اليوم التالى، مما يؤدى إلى تراكم الأعطال، وأحياناً نسبة الأعطال تتجاوز النسبة المسموح بها، خاصة فى أيام العطلات والإجازات».
وأوضح الدكتور أحمد البلتاجى، مدير المستشفى التخصصى، أنه وبرغم أن بنك الدم لا يتبع إدارته إلا أن الحصول على كيس دم بالمستشفى يسير بالإجراءات الصحيحة المتعارف عليها عالمياً، نافياً أن تكون «الواسطة» شرطاً لحصول المريض على كيس دم. وأكد «البلتاجى» أن لديه فى المستشفى التخصصى نقصاً فى بعض الكوادر الطبية فى تخصصات «التخدير والرعاية المركزة والأطفال المبتسرين».