«الزرقا المركزى».. المرضى يعالجون فى حجرات على الطوب الأحمر
جراكن الغسيل الكلوى تحت أشعة الشمس
كوكتيل مشاكل يحاصر مستشفى الزرقا المركزى، من نقص الكوادر الطبية فى العديد من التخصصات، وعدم وجود جهاز تعقيم مركزى، واحتياج المستشفى لسيارات تنقل الأدوية والمستلزمات إليه، بجانب أن العديد من الحجرات فى أحد المبانى لم يتم تشطيبها ويتم العمل فيها على الطوب الأحمر وواحدة منها بها سرير طبى وحامل لتركيب المحاليل، وبعض الحمامات من دون إضاءة رغم أن المستشفى يخدم قطاعات كبيرة من محافظتى دمياط والدقهلية، ويقوم العمل فيه بشكل كبير على التبرعات والجهود الذاتية.
داخل ساحة المستشفى التقينا بمريضة جاءت من قرية النزل التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية ورفضت ذكر اسمها لكنها قالت إنها جاءت إلى هذا المستشفى لأنه الأقرب لها من أجل الولادة إلا أن رد الطبيبة عليها كان صادماً حينما قالت لها: «مفيش غيرى فى المستشفى ولو قمت بتوليدك مفيش حد هيشرف على حالتك، الأفضل إنك تولدى فى أى مستشفى آخر فيه أطباء نواب نساء وتوليد»، مضيفة: «رُحت مستشفى منية النصر بالدقهلية عشان أولد فيه، وبعد أيام اضطريت آجى مستشفى الزرقا المركزى عشان أركب قسطرة بولية وطلبوا منى أروح الاستقبال وهناك قالوا لى روحى لقسم المسالك البولية وبعدها دخلت النساء والولادة»، وأكدت أنها مرت على غالبية الأقسام داخل المستشفى حتى جاء أحدهم قائلاً لها: «أصلاً إحنا مش بنعرف نركب القسطرة البولية».
طبيبة لمريضة: «مفيش غيرى ولو ولِّدتك مفيش حد هيشرف عليكى»
وفى جولة داخل المستشفى رصدت «الوطن» وضع عدد كبير من جراكن الغسيل الكلوى تحت أشعة الشمس إلى جوار أحد المولدات الكهربائية فى ساحة المستشفى وعلى هذا الأمر علق الدكتور عمرو شاهين، مدير المستشفى، بأن لديه مخزناً خاصاً بجراكن الغسيل الكلوى ووضع بعض الجراكن فى الشمس أمر مؤقت لحين قيام العمال بنقلها للمخزن.
وأضاف مدير المستشفى أنهم يحتلون المرتبة الأولى على مستوى محافظة دمياط فى عدد المترددين على العيادات الخارجية والاستقبال حسب إحصائية 2016/2017، موضحاً أنهم لا يخدمون مركز ومدينة الزرقا فقط، بل يقدم المستشفى المركزى الخدمات الطبية لأهالى مراكز منية النصر وشربين بمحافظة الدقهلية.
وقال «شاهين»: «لا صحة لما تردد عن رفض مرضى من المقيمين بالزرقا العلاج داخل المستشفى بسبب سوء العناية الطبية»، مؤكداً أن نسبة الإشغال بالحضانة 100% وتعتبر مستشفى الزرقا رقم ١ فى دمياط فى قسم الغسيل الكلوى ولدى المستشفى 21 جهاز غسيل كلوى، مضيفاً: «لدينا عجز رهيب فى المخازن وجارٍ إنشاء 3 مخازن أحدها للكلى وهناك عدد من المنشآت والأجهزة الطبية مقامة بالجهود الذاتية، وقمنا بتعاقد جديد مع شركة النظافة»، مشيراً إلى أن المستشفى يحتاج إلى سيارات لنقل الأدوية والمستلزمات، لأنه لا يوجد لديهم سيارات ويتأخر وصول الأدوية على عكس مستشفيات أخرى، إلى جانب عدم وجود جهاز تعقيم مركزى ولكنه طالب وزارة الصحة بدعمهم به وجارٍ وضعه فى الخطة الجديدة، بخلاف توفير غسالة مركزية بالجهود الذاتية. ويؤكد «شاهين» وجود عجز فى نواب العظام والجراحة والأشعة والنساء والتوليد حيث قال: «مفيش ولا نائب نساء وتوليد، ولدى فى المستشفى 11 استشارى على عكس مستشفيات أخرى لديها وفرة فى النواب وعجز فى الاستشاريين»، مطالباً بإعادة العمل بنظام استدعاء الأطباء، خاصة أن هناك بعض المستشفيات لا يوجد فيها سوى استشارى فى القسم الواحد لو التزم بأيام العمل المخصصة له فقط واحتاجه المستشفى ومجاش «الدنيا هتقف».