كُتاب عن محفوظ عبدالرحمن: كان ولاؤه الوحيد للحقيقة ورائحة الوطن تفوح من أعماله
مشهد من مسلسل «بوابة الحلوانى»
اعتبر عدد من الكُتّاب والنقاد أن رحيل محفوظ عبدالرحمن يمثل خسارة كبيرة للدراما المصرية والعربية، حيث رأى بعضهم أنه كان حالة استثنائية فى تاريخ الكتابة للسينما والدراما والمسرح، لم يتنازل، ولم يكتب عملاً يخجل منه على مدار تاريخه.
الكاتب والسيناريست مجدى صابر اعتبر أن مصر فقدت قامة كبيرة وعظيمة فى تاريخ الدراما، مؤكداً: «كان إنساناً على خُلق وصديقاً كبيراً، يحب عمله، ودائماً يسعى للارتقاء بمستوى الدراما، وكان نموذجاً للكاتب الكبير الذى لم يكتب يوماً شيئاً يخجل منه، على النقيض كانت كل كتاباته تفوح منها رائحة هذا الوطن سواء أم كلثوم، وحليم، وأعمال أخرى». وتابع: «محفوظ عبدالرحمن كان عملاقاً ومبدعاً فى كل المجالات، وكان صاحب رسالة واضحة تكمن فى أعماله الوطنية والإنسانية، بالإضافة إلى أنه تم اختياره كرئيس شرف لجمعية النقاد والكتّاب، تقديراً لقيمته العالية، دائماً كان يُبرز المعايير الأساسية للكتابة ويرفض ظاهرة ورش الكتابية، وعرض قضايا بلده والعالم العربى بأعمال تمزج بين رؤية الماضى والحاضر، فهو كاتب لا يُعوَّض». أما الناقد والسيناريست رامى عبدالرازق فتحدّث لـ«الوطن» عن تفاصيل آخر مكالمة هاتفية أجراها مع محفوظ عبدالرحمن: «المكالمة الأخيرة بيننا كانت فى عيد الفطر، وظللنا نتحدث ما يقرب من الساعة ونصف الساعة، فكأننى كنت أودعه، وكان مقرراً أن ألتقيه بعد العيد، لكننى تأخرت عليه، حيث مرض ودخل المستشفى، وكان هو المشرف على سيناريو مسلسل (ساق البامبو)، وقبل كل شىء هو أستاذى».
«أباظة»: التليفزيون منع أعماله منذ 11 عاماً و«صابر»: كان إنساناً على خُلق ولم يكتب شيئاً يخجل منه
وتابع: «فى آخر مكالمة تحدّثنا عن دراما رمضان، وأخبرنى أنه غير سعيد بما آلت إليه الأوضاع، وكان قلقاً على مستقبل الدراما فى مصر، خصوصاً الإنتاج والكتابة، فكان يرى أن الإنتاج مُفتقد للرؤية، ومستوى الكتابة ضعيف، فرغم الأموال التى تُنفق على المسلسلات فإن محتواها ضعيف». وتحدّث الناقد الفنى الأمير أباظة عن المشوار الفنى للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، قائلاً: «أثرى الثقافة العربية والإنسانية بأعماله المسرحية والسينمائية والتليفزيونية والأدبية، على مدار ما يقرب من ستين عاماً، فهو قيمة كبيرة فى تاريخ الفن والدراما، وكانت مسرحياته أيقونة المسرح العربى، وشارك فى عروضها فنانون محترفون وهواة من جميع الدول العربية، كما شهدت دول الخليج العربى تألقه كمؤلف درامى قدم عشرات المسلسلات التليفزيونية، قبل أن يعرفه جمهوره فى القاهرة». وأضاف: «المسئولون فى التليفزيون افترضوا أنه كاتب معارض وضد النظام الحاكم بعد رحيل عبدالناصر، وهو ما جعلهم يتخذون موقفاً ضده، فمُنعت أعماله واضطر للهجرة خارج مصر، وعُرضت أعماله فى تليفزيونات دبى وتونس والكويت والسعودية وبلاد أخرى، وظلت أعماله ممنوعة فى التليفزيون المصرى 11 عاماً، حتى عُرض له مسلسل (بوابة الحلوانى) بالصدفة، واستمر فى إبداعه مقدماً مسلسل (أم كلثوم)، وفيلمى (ناصر 56) و(حليم)».