ربما يوحي لك عنوان المقال أن المتن مكتوب بلون "pink" على خلفية من القلوب الحمراء الصغيرة وبعض الفراشات الطائرة في محيطه، ولكننا نتحدث عن شيء أسمى وأعلى دائما ما يكون له مردود مادي ومعنوي على الطرفين، إنه حب المصالح والمؤسسات الحكومية، وهذا ليس بالجديد في ثقافتنا المصرية على مر التاريخ، فلا تحاول أن ترى نفسك الأذكى لمجرد حصولك على ختم نسر أو قيد عائلى أو حتى شهادة ميلاد.
عندما نعود بالتاريخ إلى الوراء سوف نجد أن الناس على مختلف ثقافتهم كانوا يصنعون الآلهة وفقا لمتطلبات الحياة اليومية لهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان هناك آلهة الحب والخير والشر والزواج.. إلخ، ويقول الكاتب الدكتور مصطفي العبادي عن هذا الموضوع في كتابه (مصر من الإسكندر الأكبر إلى الفتح الإسلامي) على لسان المؤرخ U.wilcken "وكانت صناعتهم للألهة تقوم على اختيار إله قليل الانتشار حتى يمكن إرضاء كهنته بسهولة عن طريق شعورهم بالغرور لازدياد أهمية إلههم، ومتى صحت العزيمة وجدت الوسيلة".
كانت هذة الطريقة القديمة قبل دخول الإسلام إلى مصر، ومعرفة الإله الواحد عز وجل، ولكن رغم ذلك لم تنته الصناعة بل استمرت بشكل أكثر، ولكن بطرق جديدة اختلفت في بعض الشكليات الظاهرية فقط، وهي من اختراع آلهة غير موجودة بشكل مادى إلى الاعتماد على بشر وترقيتهم إلى هذا المنصب، ولكن دائما ما يكون بشكل غير معلن، حتى لا يتعارض ذلك مع أسس وقواعد الشريعة الإسلامية التي تعتمد على التوحيد والمساواة بين البشر.
وما يؤكد ذلك عدم الوجود المادي الملموس، ولكن مجرد أن تفتح نقاشا سياسيا أو دينيا أو حتى رياضيا سوف تتأكد فعليا من ذلك.
مع هذا التطور السريع في شتى المجالات واختفاء حضارات كبيرة وظهور أخرى، ألم يحن الوقت المناسب لتكسير روتين هذه الآلهة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟!