فيديو وصور| الوطن في "نورنمبرج".. تاريخ الحرب والنضال من لوثر إلى هتلر
ثاني أهم مركز تجاري في ألمانيا
"1000 عام"، هو تاريخ مدينة "نورنمبرج" الألمانية، والتي يصل عدد سكانها إلى 500 ألف نسمة، وهي ليست فقط ثاني أكبر مدينة في ولاية بافاريا الألمانية، ولكنها أيضًا بها ثاني أهم مركز تجاري منذ العصور الوسطى والذي يقع وسط مناظر طبيعية مثل التلال التي تحيط بالمدينة، والتي تتكون تربتها من الحجر الرملي المستخدم في زراعة العنب الفرانكفوني.
"حجر الجحيم"، هي الترجمة الألمانية لاسم المدينة، والتي جعل منها القيصر فريدريك الثاني مدينة إمبراطورية حرة عام 1219م، إلا أنه بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية عام 1806م، أصبحت نورنمبرج جزءً من المملكة البافارية، واشتهرت في التاريخ الحديث بنصب قوات التحالف المنتصرة بقيادة أمريكا في الحرب العالمية الثانية لسلسلة محاكمات للعسكريين الألمان البارزين من الحكم النازي المهزوم فيها، والتي عُرفت فيما بعد بمحاكمات نورنبرج.
واختارها الحزب النازي الألماني، مركزًا لنشاطاته واحتفالاته بين عاميّ 1927 و 1938، لتاريخها العريق المرتبط بالإمبراطورية المُقدسة ولموقعها في وسط ألمانيا.
وبعد وصول أدولف هتلر إلى السلطة، أصبحت احتفالات نورنبرج السنوية جزءً لا يتجزأ من سياسة الدعاية النازية، وكانت مقرًا للدائرة العسكرية الثامنة، ومركزًا مهمًا للصناعات الثقيلة التي دُمرت معظم أجزائها بالحرب.
وفي أقل من ساعة، دُمرت 90 % من المدينة التاريخية في هجوم القوات الجوية في 2 يناير 1945، ما تسبب في تدمير وسط المدينة التاريخي وترحيل 100 ألف، ومقتل 1800 آخرين، إلا أن المدينة عادت من جديد بتكاتف أهلها الذين أعادوا بناء المباني التاريخية، بالاستعانة بما تبقى من بقايا تدمير الحرب، واستخدام نفس المواد القديمة في عمليات إعادة البناء، ما جعل المباني في وسط المدينة التاريخية تجمع بين الأحجار التي يعود تاريخها لـ 1000 عام، ويمكن تمييزها بالثقوب الموجودة بالأحجار التي كانت تُرفع باستخدام أداه تتسبب في ثقبها، وغيرها من الأحجار الحديثة.
وقلعة نورنمبرج التاريخية، تعد من أهم المعالم المميزة للمدينة، وكانت سببًا في اختيار المدينة مركزًا تجاريًا، وعاصمة غير رسمية للامبراطورية الرومانية المقدسة، وتسمى قلعة القيصر (Kaiserburg)، وتتكون من ثلاث قلاع تقع في وسط المدينة القديم على تلة مرتفعة نسبيًا تطل على المدينة بين أحد ضفتيّ نهر "بيغنيتز".
وشهدت المدينة استجابة لنضال الراهب الألماني مارتن لوثر كينج ضد الكنيسة بعد قبولها للإصلاح البروتستانتي الكنسي الذي دعا له لوثر، وفي 1532 وُقعت فيها معاهدة سلام نورنمبرج الدينية التي من خلالها انتزع اللوثريون مكاسبهم السياسية.