مطلوب حيا أو مسجلا
الاسم: محمد فؤاد عبد الحميد حسن شافعى
الاسم الفنى: محمد فؤاد وشهرته "فؤش"
المهنة: مطرب
الجنسية: مصرى حتى النخاع عاشق لتراب وطنه
الحالة: صوت دافئ عالى الشجن.. أصلى.. ابن بلد.. القلب الطيب
التهمة: سرقة قلوب جماهيره والاختفاء بها
إنه "محمد فؤاد" الذى كسر القاعدة العلمية فى البيات الشتوى، ليتحول إلى بيات شتوى وصيفى وربيعى وخريفى، فهذا النجم الذى سيطر على قلوب الجماهير بصوته و"حسه" الدافئ وملامحه المصرية الأصيلة، ومشوار فنى حافل يتم عامه الـ 35 ، قرر احتراف الكسل تاركا جمهوره "حيران" فى منتصف الطريق، رغم ما يجمعه بهم من "الحب الحقيقى"، مكتفيا برصيده فى قلوبهم وطلة عابرة على فترات متباعدة، ضيف فى أحد البرامج أو تتر مسلسل بصوته، وكأنه جاء ليضع الإمضاء ويقول فقط "أنا موجود"!
إن هذا الـ "فؤش" الـ "غير ماثل" أمامكم استطاع أن يصنع من نفسه حالة فنية مختلفة.. حالة بطعم الشارع المصرى، فهو القريب من كل فئاته باختياراته لنوعية أغنياته من كلمات وألحان وموضوعات، إضافة إلى خامة صوته مع هيئته وملامحه التى جعلته قريبا من قلب كل من يستمع إليه ويتعلق به، فأصبح فردا من أفراد كل بيت مصرى.. هكذا اختار "محمد فؤاد" مكانه ووضعه بين جماهيره، وهكذا تمسكوا به طوال 35 عاما من النجاح الغنائى المتواصل والمتنوع، دون سقطات فنية، وهو الأمر نادر الحدوث.
نجاح "فؤاد" الغنائى دفعه إلى السينما الذى استطاع من خلالها تحقيق نجاحاً من نوع آخر، ما زاد من تعلق وارتباط الجمهور به وتضاعُف جماهيريته بعد أن قرر أن يكون امتداداً لمدرسة عبدالحليم السينمائية التى يعشقها، ليصبح دافعاً للمطربين لاقتحام السينما، ويظل "فؤاد" هو الأول والأنجح والأفضل، فهو قاعدة انطلاق السينما الشبابية وعودة ازدهار صناعة السينما بعد النجاح التاريخى لفيلم "إسماعيلية رايح جاى" المأخوذ عن قصة حياته، لتنتفض السينما وتخرج فجأة أجيالاً جديدة من الفنانين أصبحوا جميعهم الآن نجوماً، وهو ما سيحسب له كنقطة تحول تاريخية فى مسار السينما الحديثة، ويظل متفوقاً على كل المطربين اللذين خاضوا تلك التجربة بأفلامه التى قام فى معظمها بصناعة أفكارها والمشاركة فى الكتابة، حتى جاء "تامر حسنى" ليقطع الطريق ويتراجع "فؤاد" بغرابة شديدة بكل نجاحاته، ويتوقف تاركاً الساحة لمن أراد الاستمرارية!
المفارقة أن "تامر حسنى" صنع نجوميته السينمائية بمشاركة "مى عزالدين" التى قدمها "فؤاد" كوجه جديد للساحة الفنية فى فيلمه "رحلة حب"، ليصبحا أقوى ثنائى فنى فى السنوات الأخيرة بعد "السقا ومنى زكى"!
أين "محمد فؤاد"؟!
هذا هو السؤال الدائم من جمهور الغناء كاملاً فى العموم، وخاصة بعد أى ألبوم أو "سينجل" يطرحه "عمرو دياب"، فتجده يقفز لذهنك تلقائياَ.. وفى دهشة تتساءل .. لماذا استسلم "فؤش" لكسله؟! هل خفتت حماسته للغناء واكتفى برصيده الغنائى؟ هل ماتت لديه الغيرة الفنية؟! هل أصبح "فؤاد" لا يستوعب مدى حب وشوق جمهوره له؟! وسيدفعك الفضول لتحاول أن تعرف ما يفعله "فؤاد" فى حياته الآن.. لا ألبومات – لا حفلات – لا أفلام، حتى تجربته الدرامية الجديدة توقفت ليعود "فؤاد" للاختفاء مرة أخرى!
أين "محمد فؤاد"؟!
تبحث عن آخر ألبوماته الغنائية لتجده "ابن بلد - 2010 " أى من 7 سنوات.. 7 سنوات لم يطرب فيها جمهوره معتذراً عن الغناء بعد 2011 لتأثره نفسياً بالأحداث السياسية العصيبة التى وقعت فيها البلد، وهذا حقه، ولكن زالت الغمة ولا يزال "فؤش" قابعاً فى قوقعته مكتفياً بـ 3 أغنيات لم تحقق منها النجاح غير أغنية "يا أصلى"، فيبدو أن الـ "سينجل لا يليق به!
تاريخ "محمد فؤاد" ومشواره الفنى وعلاقته بالجمهور مسئولية كبيرة يجب أن يستوعبها كاملة، ويعلم جيداً أنه ملكاً لجمهوره وليس لنفسه، ولهذا الجمهور حق عليه فلا يُعقل أن يظل على وعد لهم بصدور ألبومه فوق الـ 4 سنوات دون ظهور أى أمل لذلك رغم تأكيده انتهائه منه، مع العلم أنه المنتج وما زال جمهوره منتظر.. ولكن إلى متى سيظل هذا الوضع والجميع من حوله يتقدم ويتجدد وينوع من تجاربه؟! حتى أغنياته المصورة "فيديو كليب" تُعد على أصابع اليد، ليصبح الغياب عادة لا تنقطع، مفضلاً الجلوس فى ركن بعيد يشاهد منه الساحة الغنائية وماتفرزه من أصوات وأغنيات جديدة تنافس إحصاء المواليد فى الثانية!
"فؤاد" يرتكن إلى علاقته بجمهوره التى بُنيت بقوة طوال مشواره وترتكز على أساسات قوية تجعله يكسب رهانه وقتما يقرر الظهور، وهو مُحق فهذه العلاقة القوية جعلت جمهوره يغفر له خطيئة برنامج المقالب الذى قدمه واعترف بنفسه أنها كانت تجربة غير مناسبة له تماماً ورفض تكرارها، ونفس العلاقة هى التى مررت تجربته الدرامية المتواضعة التى قدمها فى 2010، وهى أيضاً نفس العلاقة التى لن تغفر كل هذا الغياب، أما الخطورة التى قد لا يلتفت لها هى الملل الذى تسرب لجمهوره الذى يناديه منذ سنوات "فاكرك يا ناسينى"، مع طول البُعد والانتظار وإحساسه أنه يُعاقب على عشقه له وهو ما سيؤثر على حماسة استقبال "فؤاد" فى ظهوره القادم .
قد يرى البعض أن المشكلة مادية وتكاليف إنتاجية وتسويقية ولكن.. هل اسم "محمد فؤاد" لا يتحمله تسويق أو رعاة مثلاً بدلاً من الانتظار فى دائرة البحث عن شركة لتوزيع ألبومه المخزن فى أستوديو شركته؟! أشك فى ذلك.. ولكن المشكلة الرئيسية التى يعانى منها "فؤش" هى "دماغ محمد فؤاد" والتى جعلته يعيش مشواره الفنى "يوم بيومه"، دون تخطيط وترتيب ونظرة للمستقبل وحساب قيمته الفنية التى يستحقها، للدرجة التى جعلت جمهوره أكثر غيرة عليه منه هو شخصياً!
"يعنى إيه كلمة وطن".. الصوت بالإحساس الذى عاش بهذه الأغنية 24 عاما بنفس رونقها وقوتها وسخونتها وشجنها ومشاعرها، لا يجب أن يكتفى بعد هذا المشوار باسمه فقط للتواجد ويتحول لمجرد "تمثال تذكارى" على مدخل الغناء الحديث.
حضرات السادة الجمهور.. حضرات السادة القائمين على صناعة الغناء.. أرجوكم .. حاكموا "محمد فؤاد" أو اجعلوا من هذه السطور محاكمة شعبية له، ربما ينتفض ويثور على نفسه ويفيق ويعطى نفسه قدره الذى يستحقه ويعيد الحق لجمهوره فى متعة خاصة افتقدها فى غيابه.
حاكموا "محمد فؤاد" على ما فعله بـ "محمد فؤاد" ليعود لنا "محمد فؤاد".