مدرس الصبح.. وبيمسح شقق بالليل: «الشغل مش عيب»
«رامى» يعرض خدماته على «الفيس بوك»
متخفياً تحت ستار نزوله إلى المقهى، خرج ذو الـ38 ربيعاً من المنزل متجهاً إلى منزل آخر، هذه المرة لن يطرق باب زميل أو صديق، إنما سيطرق باب «عميل» يرغب فى تنظيف شقته قبل العيد، يبتسم استهزاء بشهادته الجامعية وعمله كمدرس، وهو على بعد خطوات من المقشة والجاروف والمنفضة، التى يعمل بها فى تنظيف المنازل لتحسين دخله.
«رامى»: «مخبى عن الناس عشان ماحدش ياكل وشى»
تخرج رامى محمد فى كلية الخدمة الاجتماعية، بجامعة حلوان، لم ينتظر كثيراً حتى يأتيه عمل حكومى، فلم يجد أمامه سوى العمل كمحاسب بأحد المطاعم، ثم باستعلامات أحد المستشفيات، ومنها إلى تعليم البعض بفصول محو الأمية، لكنه مؤخراً عمل بإحدى المدارس كمدرس للتربية الرياضية بمبلغ شهرى 650 جنيهاً، لكنها لم تكن كافية له ولزوجته، وابنتيه اللتين تدرسان فى مدرسة ابتدائية: «لو اعتمدت على الفلوس دى مش هعمل حاجة، ومالقتش شغل قريب من بيتى غير إنى أنضف الشقق» يحكى «رامى»، الذى أنشأ حساباً وهمياً على «فيس بوك»، لتسويق نفسه عبر الصفحات والمجموعات.
«تنظيفة العيد.. لو فى حد عايز يغسل سجادة أو ينضف شقته أو يغسل عربيته وبأقل الأسعار.. أنا تحت أمرك» هكذا كتب الشاب الذى يعمل مدرساً بمدرسة خاصة دون عقد، موضحاً أن كثيراً من الأشخاص راسلوه مستفسرين منه عن سر عرضه: «الناس متعودة إن اللى بيعمل كده الستات، بس أنا عشان ممدش إيدى لحد اضطريت أعمل ده»، موضحاً أنه أخفى الأمر عن أسرته والمقربين منه: «ماحدش يعرف الموضوع ده».
يعانى الرجل من «اضطرابات هلع» لدى زيارته أماكن جديدة، وهو الأمر الذى لا يمكنه من الذهاب إلى أماكن بعيدة عن منطقته بحدائق الزيتون: «أنا بتعالج نفسياً دلوقتى بسبب الموضوع ده والحمد لله ابتديت أتخطاه»، مشيراً إلى أن مصاريف ابنتيه ومتطلبات البيت دفعته لذلك النوع من العمل: «أنا مابعملش حاجة حرام ولا عيب، بس الناس هتاكل وشى لو عرفت حاجة زى كده، وباخد 150 جنيه فى الشقة تمشِّى الحال معايا شوية».
«رامى» يعرض خدماته على «الفيس بوك»