التبرع بأجهزة ومعدات طبية.. أحدث طرق دعم المستشفيات
فرقة من المتطوعين فى العاصمة والمحافظات لدعم المستشفيات
لم يكن التبرع النقدى هو السبيل الوحيد لدعم المستشفيات والمرضى، حيث تطوع آخرون فى مدن ومحافظات مختلفة للتبرع بأجهزة ومعدات طبية فى ظل الحاجة الماسة إليها.
بعض عائلات إمبابة بالجيزة، قرر إعادة تجهيز وتأهيل المركز الصحى الذى يخدم أكثر من 500 حالة يومياً، فبعد أن تقدموا بأكثر من طلب لتطوير المركز بلا استجابة، اتفقوا أن يعتمدوا على نفقاتهم الخاصة.
هانى السعيد، صاحب مول تجارى لبيع الأجهزة الكهربائية، وأحد المشاركين فى المبادرة التى تمت بعد التنسيق مع مسئولى المركز ومديرية وزارة الصحة بالجيزة، يتحدث عنها قائلاً: «طبعاً ناس كتيرة من أسر بسيطة ومتوسطة مش هتقدر تشارك معانا، لكن بعض العائلات المقتدرة قدرت تشارك وشفنا احتياجات المركز، ووفرنا أكتر من جهاز مهم، زى أجهزة تنفس وأشعة وتحاليل وصل تمنها لأكتر من 600 ألف جنيه».
وقرر مجموعة من شباب قرية «دملو»، إحدى القرى المجاورة لمدينة بنها بالقليوبية، التى لا يوجد بها مستشفى، أن يقوموا بدور إيجابى لخدمة مجتمعهم، فتشاوروا ثم بدأوا سريعاً تنفيذ المبادرة التى استقروا عليها، وهى بناء مجمع طبى كبير يقدم خدمة صحية متخصصة لأكثر من 200 ألف مريض، «قريتنا بلا مستشفى واحد، ومجمع المصطفى الطبى بمثابة حلم لجميع الأهالى، لكننا رفضنا أن نسلك الطريق التقليدى بالدعوة لجمع تبرعات، ففكرنا فى تدشين مجموعة الأسواق لبيع سلع وملابس ومنتجات بأسعار مخفضة وهامش ربح قليل، على أن يقدم هذا الربح فى دعم خدمة جديدة وهى بناء المجمع الطبى الذى يحتاجه الأهالى»، قالها المهندس محمد محمود ربيع، منسق رابطة شباب جمعية الإصلاح بقرية دملو، موضحاً أن السلع الأساسية المطروحة وصلت لأكثر من 10 أطنان، إضافة إلى معرض الملابس المخفضة: «واستطعنا أن نجمع مبالغ جيدة خلال فترة بسيطة من هامش الربح، واتخذنا خطواتنا لبناء المجمع الطبى، بمساعدة جميع شباب القرية وعائلاتها التى لديها القدرة».
وفى قرية «محلة دياى»، التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، قرر أهالى القرية مساعدة ذويهم من مرضى الغسيل الكلوى وتخفيف العبء المادى والمعنوى عنهم، وأنشأوا مركزاً للغسيل الكلوى على مساحة 420 متراً وسلموه لوزارة الصحة لتقوم بإدارته والإشراف عليه، حيث جلس عدد من أبناء القرية وأعضاء مجلس إدارة «جمعية التعاون والتطوير الخيرية»، يفكرون فى كيفية جمع تبرعات لإنشاء المركز وبالفعل ضموا 10 أشخاص من كبار العائلات بالقرية لمجلس إدارة الجمعية ليصبح عددهم 15 شخصاً بدلاً من 5، طبقاً لمصطفى محمود عامر، أحد الأهالى.
ويؤكد «عامر» أن فكرة المشروع بدأت لدى الشباب والأهالى بعد تزايد أعداد مرضى الغسيل الكلوى بالقرية وذهابهم إلى مدينة دسوق 3 أيام فى الأسبوع مما يكبدهم مشقة مالية وجسدية، فتشاور أهل البلد عام 2013، وتقدموا بمذكرة لمحافظ كفر الشيخ آنذاك للتبرع بقطعة أرض كان مُقاماً عليها مستشفى متكامل وتم هدمه، ليتولى الأهالى إنشاء مركز للغسيل الكلوى عليها للحد من معاناة المرضى.
وأضاف المهندس محمد عبدالرحمن دراز، عضو مجلس إدارة «جمعية التعاون والتطوير»، أن أهالى القرية والقرى المجاورة بدأوا فى دفع التبرعات حتى تم جمع 150 ألف جنيه، وبدأنا وضع الأساسات للمبنى بعد تبرع أحد أصحاب المكاتب الاستشارية بالإسكندرية بعمل الرسومات والتصميمات طبقاً لمعايير الجودة العالمية، وتم عمل المجسات للتربة ووضع الأساسات مع الاستمرار فى جمع التبرعات.
وأضاف «دراز»: «كان أمامنا تحد كبير فى استكمال تبرعات المبنى وتجهيزه وتسليمه لوزارة الصحة حتى تمكنا من بناء 3 أدوار، الأول لوحدة الغسيل الكلوى، والثانى ثلثه مكاتب إدارية والثلثين الباقيين وحدة الغسيل الكلوى»، مشيراً إلى أنه تم تجهيزه وتشطيبه وشراء ماكينات الغسيل من التبرعات التى وصلت لأكثر من 4 ملايين جنيه، ورفضت وزارة الصحة تسلم المبنى بدعوى أنه مقام فى قرية، وكان ذلك التحدى الأكبر.