نتسكع في الشوارع، تصادفنا أشياء كثيرة، أحيانا ما تحمل أيدينا طعاما فنلقي بفتاته لقطة أو كلب مثلًا، ولكن لا نضعهم في حسباننا دون الصدف، مثلما نفعل مع أنفسنا كل يوم.. متساءلين، ماذا سنأكل؟!
نفعل ذلك كل يوم ولدينا الوعي الكافي للتعبير عن جوعنا وعطشنا، بخلاف الحيوانات التي تجهل فعل ذلك، إلا بالمواء أو النباح وغيرها من الأصوات التي لا يفهمها الكثيرين منا.
إن الأمر ليس متعلقًا بالطعام فقط، بل بالشعور بالآخر حيوان كان أو إنسان، مثلما أن يكون هناك شخصًا يحبك حبًا كبيرًا، ولكنه لا يغمرك من مشاعره إلا بفتاتها، والحُجة أنك تعلم مقدار حبه لك.
فيأتي التهميش، فبعد أن تكون عامودًا رئيسيًا في حياته، تصبح مجرد ركن أو زاوية ياتي إليك وقت الحاجة.
فالصديق الذي يبعد وعند شعوره بالحنين لا يُعطي إلا فُتات حنينه، أو ربما يختزن ذلك الشعور للصدفة.
أما الحبيب، فباتت جياشة المشاعر تأخذه في بداية علاقته، يبذل كل جهده حتى يطمئن أنه استقر في قلب الآخر، وعند الاطمئنان لا يلقى له سوى فتات المشاعر والحب والصدق والاهتمام.
كم هو مؤلم أن تتحول احتياجاتنا لمجرد فتات يلقيه لنا الآخر، مثلما نفعل مع الحيوانات التي نلقاها في الطرقات.