أم شهيد الدقهلية تسير في جنازته حافية: سيبت وراك 8 بنات ياعمرو
أم الشهيد في وسط الجنازة
شيع المئات من أهالى مدينة المنصورة وقرية "جلموه" مركز أجا، اليوم، جثمان الشهيد أمين شرطة عمرو السيد السعدنى، 35 سنة، في جنازة عسكرية مهيبة من مسجد النصر الكبير بالمنصورة، والذى استشهد فى عملية إرهابية أمس أثناء خدمته بشمال سيناء .
وصل الجثمان ملفوفا فى علم مصر وتسابق أقاربه وزملائه لحمله للمسجد لأداء صلاة الجنازة وسقط والده على الأرض منهارا، وأصرت نادية محمد مصطفي، أم الشهيد، وشقيقاته الأربعة وزوجته على الجلوس خلف الجثمان بالمسجد يدعون له بالرحمة، ويقبلون رأسه، وقطعت أخته الكبرى الصمت والبكاء بقولها :" فراقك صعب علينا كلنا يا عمرو لكن أنا فخورة ، إن أنا أخت الشهيد".
وانكبت أمه على الجثمان تبكى فى انهيار تام وهى تردد " هاتسيبنى لمين ياعمرو ده أنت سايب وراك 8 بنات كانوا كلهم في رقابتك وكنت مسئول عن 11 نفس، منهم لله الكفرة الظلمة حرمونى من نور عينى ومن الحياة كلها أنا خلاص مت من بعدك يا ابنى " وسط بكاء جميع الحضور .
انتهت صلاة الظهر فتقدم الشباب بالجثمان لصلاة الجنازة عليه فالتصقت أمه بالجثمان حتى وصلت إلي القبلة، لم يقدر احد أن يبعدها عن الجثمان، وهي تبكي وتقول " هاصلي الجنازة عليه معاكم" وفشلت كل المحاولات لرفعها عن جثة ابنها حتى نادى الإمام لأداء صلاة الجنازة ورفضت الابتعاد عن الجثمان حتى تدخل الشيخ أحمد شرف، إمام وخطيب المسجد، واكد لها أنه لا يجوز أن تقف في الصفوف مع الرجال، وعليها أن تتأخر خلف الصفوف فاستجابت له، بعد أن قبلت الجثمان ، ولم يتمكن والد الشهيد من صلاة الجنازة واقفا من شدة الحزن علي فراق ابنه.
وتقدم الجنازة
جرح الجثمان من المسجد علي أكتاف زملائه ووضعوه علي سيارة إطفاء لتبدأ مراسم الجنازة العسكرية يتقدمها الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، واللواء أيمن الملاح، مدير الأمن، ومساعد وزير الداخلية لقطاع شرق الدلتا، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة وسط حضور من أسرة الشهيد وزملائه .
وفوجئ الجميع بالأم تتقدم الجنازة وهي تمشي حافية القدمين، رغم حرارة الرصيف، وهى تبكى ومنهارة على رحيل ابنها الوحيد وحاول بعض الشباب إعطائها حذاء، لكنها رفضت وأصرت أن تسير حافية القدمين أمام جثمان ابنها الوحيد حتى وصلوا إلى ميدان الشهداء بالمنصورة وأطلقت شقيقاته الأربعة الزغاريد مؤكدات أنهن يزفونه للجنة اليوم ، وسط هتافات من المشاركين فى الجنازة ضد الإرهاب والمطالبة بالقصاص حيث رددوا هتافات منها " القصاص القصاص " و " لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله والإرهابى عدو الله "
وقال مصطفى السعيد، ابن عم الشهيد " عمرو هو الابن الوحيد على أربع بنات، ومتزوج وله 3 بنات وولد أكبرهم داليا فى الصف الأول الإعدادى وهو العائل الوحيد لأسرته لأن والده كبير السن، وتطوع فى الشرطة منذ سنوات طويلة وانتقل للعمل بسيناء منذ 12 سنة وحصل منذ 6 شهور على ترقية أمين شرطة وكان سعيدا جدا "
وأضاف " كانت آخر زيارة له لأسرته قبل عيد الأضحى وكان من المنتظر ان يقضى العيد معه ولكنه وصله استدعاء يوم الوقفة وسافر وأوصى الجميع على أسرته وكانه كان يعلم أنه لن يعود ".
وطالب أهالي القرية بتكريم الشهيد، ورعاية أسرته ووالديه وأبنائه، فقد كان هو مصدر الدخل الوحيد لهم، ولا يوجد بينهم من يقدر علي العمل .