«25 يناير».. محاصرة بحشائش شائكة و«عبدالله حسين» بلا أسوار
مبانٍ تعليمية كثيرة فى أسوان تعانى الإهمال
أهلاً بك فى مدرسة العطوانى الابتدائية بقرية «العطوانى» بإدفو، هنا ينتشر الناموس والذباب وأنواع عدة من الحشرات بسبب طفح مياه الصرف الصحى التى أحاطت بالمدرسة، وجعلت الدخول لها أمراً بالغ الصعوبة.
«الوضع هنا لا يسر عدو ولا حبيب، أيام قليلة ونبدأ السنة الجديدة والصرف الصحى طافح ومحاصر المدرسة ومغرق الدنيا، ونفس الوضع بالنسبة للوحدة الصحية اللى على بعد أمتار من المدرسة الابتدائية، والوضع البيئى والصحى صعب»، هذا كان تعليق محمد البارون، أحد أهالى قرية العطوانى بإدفو، يتهم «البارون» المسئولين عن إدفو بالتقاعس والإهمال، قائلاً: «يعنى لا علم ولا صحة.. حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مسئول متقاعس عن أداء عمله، سواء فى المحليات أو التربية والتعليم والصحة»، متوقعاً تنظيم وقفة احتجاجية خلال أيام قليلة بعد الانتهاء من كل الموافقات الأمنية، متابعاً: «سنجبر أى مسئول على الخضوع لطلبات أهالى القرية اللى تعدادها بالآلاف، وبينهم الأطفال من طلاب المدارس اللى ممكن يكونوا عرضة للأمراض والخطر فى حال ذهابهم للمدارس».
من جهة أخرى، تقول وفاء عشرى، المرشحة البرلمانية السابقة، وعضو «ملتقى النساء المشاركات فى السياسة بالمنطقة العربية»، إن حالة الأبنية المدرسية فى أسوان تنقسم إلى قسمين، الأول وهى الأبنية بداخل مدينة أسوان وتحظى فى الغالب باهتمام المسئولين لوجودها فى المدينة وقربها من الزيارات الرسمية، والقسم الثانى وهى الموجودة فى أطراف أسوان بالقرى البعيدة وتكون حالتها سيئة للغاية لبعدها عن أعين المسئولين الذين لا يكلفون أنفسهم القيام بزيارات إلى مدارس القرى، ومن تلك المناطق قرى أبوالريش والأعقاب الصغرى والكبرى وعزبة النهضة، وهى توجد فى أطراف أسوان، وتشهد إهمالاً كبيراً ولا يوجد عليها رقابة من ناحية جودة الأداء، وعدد المدرسين الموجودين فيها، والحالة البيئية للمدرسة ودرجة الأمان فيها، وتشير «عشرى» إلى أن شكاوى كثيرة تصل إليها من نساء القرى الموجودة على أطراف أسوان بأن أبناءهن لا يتلقون تعليماً جيداً ولا توجد مواعيد مضبوطة فى دخول وخروج التلاميذ من المدرسة، وأن الكثافة فى بعض المدارس مع تهالك المقاعد تؤثر على العملية التعليمية، وتلفت «عشرى» النظر إلى أن ظاهرة التسرب من التعليم تبدو واضحة فى القرى المتطرفة بسبب كل هذه المشاكل، وبعد المسافة بين المدارس الثانوية التى توجد دائماً فى أسوان وبين الطلاب والطالبات فى تلك القرى، خاصة بالنسبة إلى الطالبات اللاتى يتعين عليهن قطع مسافة تصل إلى 20 كيلومتراً بين قراهن ومدينة أسوان، ما يؤدى إلى عدم استكمال تعليمهن، وفى النهاية تنتشر ظاهرة الزواج المبكر لدى الفتيات فى هذه القرى، وتضيف المرشحة البرلمانية السابقة: «فى قرية الأعقاب الصغرى وهى ناحية قرية أبوالريش تنقطع المياه لساعات طويلة جداً بتوصل فى بعض الحالات إلى خروج مبكر للأطفال من المدارس، وفى بعض الأحيان بيقفلوا المدرسة وما يستقبلوش الأطفال أساساً، وهى مدرسة ابتدائية، ولما الأهالى بيشتكوا المسئولين فى المدرسة بيقولوا لما نحل مشكلة المياه»، مضيفة أنه لا يوجد فى أسوان سوى مدرسة فنية واحدة للبنات تخدم المنطقة من «دراو» إلى «أبوسمبل» بمسافة تصل إلى 450 متراً.