عضو سابق بـ«الديمقراطى الأمريكى»: مؤسسات تتبع «الإخوان» تعمل ليلاً ونهاراً على تشويه مصر
الخبير السياسى الدكتور مهدى عفيفى
أكد العضو السابق بالحزب الديمقراطى الأمريكى، الخبير السياسى الدكتور مهدى عفيفى، أن مصر لديها جملة من الأخطاء فى التعامل على صعيد العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، أبرز هذه الأخطاء اختزال العلاقة مع «واشنطن» فى العلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى دونالد ترامب. وأكد «عفيفى»، فى حواره، لـ«الوطن»، أن «تويتات ترامب» لا تصنع سياسات. وشدد على ضرورة أن تكون هناك تحركات مصرية على مستوى المؤسسات الأمريكية.. إلى نص الحوار:
ما رأيك فى طبيعة العلاقات المصرية- الأمريكية فى ضوء تقارب الرئيسين ومحاولة الكونجرس حجب المساعدات؟
- الحقيقة أن هناك خطأ كبيراً فى التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونبهت له منذ سنوات، الولايات المتحدة دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص، إضافة إلى أن علاقاتها مع كبرى الدول هى علاقة ملفات، مثلاً، مع روسيا نجد أنها تطبق عقوبات على «موسكو»، وفى نفس الوقت هناك تنسيق كامل فى المسألة السورية. رجل الشارع قد يختلط عليه الأمر، الغريب الذى أراه فى مصر أن السياسيين المحنكين وبعض وسائل الإعلام لا تستطيع حتى التفريق بين استقبال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للرئيس عبدالفتاح السيسى فى «البيت الأبيض» والسياسة الخاصة بالدولة. الرئيس الأمريكى لا يمثل فى معظم الأحيان إلا رأياً شخصياً، له تأثير كبير قطعاً فى بعض الدوائر، لكن نسبة تأثيره بسيطة جداً، وأقربها أنه حتى فى الداخل الأمريكى كل الوعود باستثناء وعد واحد ألا وهو سلب الأموال من الدول العربية لم يستطيع تنفيذها.
«عفيفى» لـ«الوطن»: أخطأنا باختزال سياستنا مع «واشنطن» فى «علاقة الرئيسين»
ولماذا لا يؤدى إلى شىء؟
- لأن التعامل مع «الكونجرس» الأمريكى ومع السياسة الأمريكية هو تعامل مؤسسى وليس تعاملاً فردياً، وفى أكثر من برنامج بعض أعضاء البرلمان يقولون: نلت الشرف بلقاء فلان وفلان من الكونجرس. عضو الكونجرس من الطبيعى أن يستقبل كل من يأتى له كما يستقبل غيره، للأسف كل هذه التحركات لا تؤدى إلى شىء، لأن العمل مع «واشنطن» يجب أن يكون عملاً مؤسساتياً.
ما تعليقك على بعض التحليلات التى ترى أن هناك تربصاً داخل الولايات المتحدة بـ«القاهرة»؟
- ليست المسألة كما يثير البعض بأن هناك تربصاً بمصر، الحقيقة فى وجهة النظرى أن هذا الحديث «كلام فاضى» بالطبع مع احترامى للجميع، هذا كلام ليس له أصل، هناك ثقة فى التعامل بين «القاهرة» و«واشنطن»، ولكن التعامل يكون وفق ملفات وكل ملف على حدة فيما يتعلق بالتعاملات مع العلاقات المصرية- الأمريكية.
إذاً من حديثك يبدو أن هناك خطأ باختزال العلاقات فى العلاقة بين «السيسى» و«ترامب».. أليس كذلك؟
- بالطبع، وهذا خطأ شديد، ليس فقط اختزالها فى علاقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرئيس عبدالفتاح السيسى، حتى البعض الذين يتعاملون مع ما يكتبه «ترامب» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» وكأنه يمثل سياسة الولايات المتحدة، التويتات لا تمثل سياسات، السياسات يشرعها المشرع الأمريكى وليس الرئيس الأمريكى أياً كان الرئيس أو أياً كان من يتولى السلطة.
الوجود الإخوانى فى الولايات المتحدة ليس بسيطاً.. ولديهم جيل ثان وثالت تشبّع بفكرهم
لكن بلا شك هناك تجمعات داخل الولايات المتحدة تضغط فى اتجاه مضاد لمصر؟
- بالطبع، الجماعات هى جزء من السياسة الأمريكية، جماعات الضغط ليست أن أفراداً يلوون أذرع آخرين، إنها مؤسسات تدلى برأيها، وهى تعمل من منطق المصلحة الأمريكية، وتعمل بشكل منطقى أكاديمى وتقدم الدلائل لما تقوله، مثلاً حين يذهب ممثلون لبلد ما إلى سيناتور أو عضو مجلس نواب، فإن هناك طريقة معينة فى التعامل، وعلى الجميع أن يعلموا أن الذى يشرع ليس السيناتور الأمريكى نفسه، وإنما هناك مكتب له ويمكن أن يكون هو الفاعل الأساسى أى الطاقم العامل معه، ويتكون من أفراد وكل فرد منهم متخصص فى ملف معين. بالتأكيد هناك مؤسسات داخل الولايات المتحدة تتبع جماعة الإخوان، لكنهم لا يعملون تحت نفس الاسم، يعلمون ليلاً ونهاراً لتشويه صورة مصر، وأين الرد المصرى؟ لا يوجد رد، فقط نعود ونردد بأن الكونجرس سيجرّم جماعة الإخوان.
وهل نحن لدينا تهويل لضغط الإخوان وقطر داخل الولايات المتحدة؟ أم هم بالفعل لديهم تأثيرهم الكبير؟
- المشكلة أننا لا نقوم بشىء.. هم مؤثرون لأننا نرد بلا شىء، هم قوتهم ممتدة داخل الولايات المتحدة لأن لا رد فعل ضدهم، والوجود الإخوانى فى المؤسسات الأمريكية ليس بسيطاً، بل فيها من الجيل الثانى والثالث من تربوا وتشبعوا بفكر الإخوان، والكارثة الكبرى أننا ليس لدينا شىء نهائياً فى مواجهة هذا الأمر، وعندما يكون لنا وجودنا نرسل فقط مجرد موظف من القنصلية ليحضر إحدى الجلسات، لا بد أن يكون هناك تنسيق ومؤسسات محترمة تستطيع التعامل مع هذا الموضوع على المدى الطويل، حتى تستطيع جذب مؤسسات داخل «واشنطن» تساند مصر.