فى المقال الماضى كتبت عن قيام الدكتور «ممدوح حمزة»، الناشط السياسى، بتشكيل جبهة للمعارضة ضد السياسة الحالية، بالتعاون مع عدد من الرموز والقوى السياسية لتشكيل «مجلس رئاسى» تحت مسمى «جبهة التضامن للتغيير».
والحديث عن أعضاء الجبهة لا بد أن يكون موضوعياً بالضرورة، لأهمية الانتخابات الرئاسية نفسها، لكن أحد أهم أعضاء الجبهة وزعيم جبهة (تويتر) «حازم عبدالعظيم» يصر على أن يجرّنا إلى ملعبه المفخخ بالشتائم واتهامات العمالة والخيانة للوطن!
فجأة اشتعل هاشتاج «#حازم - بن - تميم»، وحقق أعلى «تريند»، بعد أن بدأه «محمود بدر»، مؤسس حملة «تمرد»، ووجّه «بدر» انتقادات عنيفة لـ«عبدالعظيم»، بعد نشر الأخير تغريدات يسخر فيها من إجراءات الرباعى العربى بحق قطر وأميرها «تميم»، وقصف «بدر» جبهة «عبدالعظيم» بعدة تغريدات، من بينها «هى فلوس تميم حلوة ولا إيه؟!»، وألفاظ أخرى لا يجوز نشرها.
وكان «عبدالعظيم» قد زار قطر مؤخراً -فى ظل المقاطعة العربية- وعاد ليروج لنظام «موزة- تميم»، ويتغزل فى الشعب القطرى، بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك «صفقة ما» تم عقدها فى الدوحة!
وعادة أتفهّم منطق «زواج المتعة» السياسى فلم أعلق، فكم من «غانية» تقدم «رقصة ستربتيز»، وتبيع حريتها لتأكل بثدييها، ثم تخرج على الرأى العام لتدّعى الشرف والفضيلة.. بعض «نشطاء السبوبة» فعلوها من قبل، وعدد كبير من الإعلاميين والفنانين ذهبوا للمشاركة فى «جهاد النكاح» على قنوات الإخوان، أما «الشرف والانتماء والوطنية» فكلها «ملكية خاصة» للإنسان لا يعاقب عليها إلا الله، ثم القانون، حين يتحول «العهر السياسى» إلى «خيانة وتخابر»، وتحريض على قلب نظام الحكم.
آخر ما كتبته عن «عبدالعظيم» كان مقالاً بعنوان «جمعة فضلات الثورة»، نُشر بتاريخ 18-06-2017، فى جريدة «الوطن»، وكنت أتحدث فيه عن الدعوة المشبوهة لجبهة «ممدوح حمزة» التى تضم «حمدين، حمزة، عبدالعظيم، خالد على.. وآخرين»، وكانوا قد حرضوا الشباب على ثورة إلكترونية لإسقاط النظام عقب توقيع اتفاقية «تيران وصنافير».
وقلت فى مقالى إن «عبدالعظيم» يستكمل دوره «المشبوه» بفيديو صوّره بنفسه وبثه على موقع «اليوتيوب»!
(و كثير مما جاء بالفيديو يستحق المساءلة الجنائية، ودعوت المسئولين لمراجعته، فحين يدعو «حازم» الشباب للتظاهر تحت شعار «إسقاط الرئيس»، فتلك جريمة تحريض علنية).. وبالفعل تقدم المحامى «طارق محمود» ببلاغ إلى المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية ضد عبدالعظيم قُيّد تحت رقم 4616 لسنة 2017، بتهمة (الهجوم على مؤسسات الدولة، والإساءة إليها، وتعمد عرض أخبار كاذبة عنها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، وخاصة مؤسسة الرئاسة، وأن من شأن تلك الأخبار الكاذبة تكدير الأمن والسلم الاجتماعيين وإثارة الفوضى والاضطرابات فى الشارع المصرى تنفيذاً لأجندة وتعليمات أجهزة استخباراتية أجنبية لتقويض الاستقرار الداخلى).
بعدها اشتبك «عبدالعظيم» مع النائب «مصطفى بكرى»، ثم ادعى محاولة اختراق حسابه على «تويتر»، وأخيراً تقمص دور «الضحية المضطهد».. خصوصاً بعد تدشين هاشتاجات متتالية مشينة له، منها: «اغتصاب حازم عبدالعظيم، وعبدالعظيم خروف العيد»، واتهم الجميع بأنهم «لجان إلكترونية» رغم أن من يهاجمونه شخصيات معروفة منهم «أشرف السعد».
وأخذ «عبدالعظيم» ينفذ دوره فى صفقته مع الدوحة بنشر تصريحات متكررة لقنوات الإعلام التركى والقطرى لدعم تقرير «هيومان رايتس ووتش» المسىء لجهاز الأمن المصرى، وأجرى عدة مداخلات هاتفية بالبرامج الحوارية بقنوات «الجزيرة والشرق وقناة إسطنبول التركية»، حوت فى مضمونها أن «عبدالعظيم» كان من أشد المؤيدين للرئيس «عبدالفتاح السيسى»، ولكنه اكتشف مؤخراً، حسب وصفه، فشل النظام، مدعياً تراجع شعبية الرئيس «السيسى». إذاً لم تعد «خيانة حازم» شبهة أو تهمة لا أساس لها من الصحة.. لقد كشف عن وجهه القبيح وأصبح ممثلاً لقطر والإخوان على «تويتر» رسمياً!
بعض المحيطين بـ«عبدالعظيم» أكدوا أنه يمر بضائقة مالية بسبب قيامه بغلق نشاط شركة تكنولوجيا المعلومات التى كان يمتلكها لتعثره مالياً، خاصة بعد خروجه من حصته مع شركة اتصالات تُعد من أكبر شركاء شركة أرون الإسرائيلية، الأمر الذى دعاه للجوء للدول الداعمة للإرهاب ليخطب ود الجانب القطرى والتركى وقيادات الإخوان الهاربة.
وفى أول ظهور تليفزيونى للأمير «النيجاتيف»، أمير قطر، بعد الأزمة المندلعة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، كتب «عبدالعظيم» عن خطاب «تميم» عبر حسابه على «تويتر»: «خطاب سياسى محترف بامتياز من أمير قطر، شخص بهذه العقلية، مؤكد سيكون مكروهاً من عقليات مضادة لفكره»!
يسعى «عبدالعظيم» لزيادة سعره فى سوق النخاسة السياسية، ويتعمد إثارة رواد «تويتر» والدخول فى معارك عبثية تعكس «الهستيريا» التى أصابته بعد طرده من حملة الانتخابات الرئاسية الماضية، وضياع حلمه فى أن يصبح وزيراً، فيتعمد ابتذال نفسه واللجوء للألفاظ البذيئة طمعاً فى أن تفتح الدوحة خزائنها وتسدد ثمن كرامته وسمعته وشرفه الضائع.
هذا نموذج لأحد أعضاء جبهة «حمزة وشركاه» لمقاولات الانتخابات الرئاسية، وإن كانت المساحة لا تكفى لكثير من التفاصيل لكشف خيانته للوطن تحت لافتة «المعارضة».. تماماً مثل أى «غانية» تحدثنا عن الفضيلة!.