نحن لا نَكبر حينما تمُر الأعوام بنا..
نحن نكبر حينما تغادرنا الأحلام.. تترك القلب بلا أمل والروح بلا شغف..
نهرب من رِثائها ونخشى أن نبحث عن اُخرى .. فنكبر...
ندرك السنين التى رحلت .. وكم مضى علينا فى حرب خسرنا فيها حتى أنفسنا..
ندرك أن العمر تقدم وكان ينبغى أن نصبح كمعظم البشر.. بلا أحلام..
وأحياناً نتمنى لو كنا بلا أحلام.. نتجرع كأس الندم على كل ما حاربناه فينا من أجل حُلُمٌ أفقنا فوجدناه أوهاما..
نحن بأحلامنا ما زلنا على مشارف العشرين.. وبلاها نحن فى التسعين حَزَانا على ما مضى..
فالحلم عمر فوق العمر.. غاية.. السعى للوصول إليها شيق مثلها تماماً..
الحلم أعمار فوق عمرنا.. ندرك قيمتنا به.. نصبح أقوى حتى فى مواجهة أنفسنا قبل العالم..
وبلا الحلم نحن حمقى.. نخشى أن يمر الوقت وندعو أن يمر لننسى..
فأعمارنا لا تحسب بالسنين..
بل بكم حُلمٌ حلمنا..
بعدد مرات الوصول.. بعدد ما خضنا من تجارب..
وفى أى المعارك صَمدنا.. وكم وجع تحملنا..
كم هُزمنا واستسلمنا..
بما هو ساكن فينا.. وما حملته السنين لنا وما حملناها عليه عُنوة..
بعدد الخيبات وحجم الخسائر..
بكم الأفراح فينا.. وما تركته باق فى القلب ما بقينا..