بمجرد ان تعبر الطريق الدولى الساحلى الذى يربط بين محافظتى البحيرة وكفر الشيخ لن ترى سوى الظلام الدامس على النصف الاخر من الكوبرى وهنا تظهر لافتة معنوية "أهلا بكم فى كفر الشيخ"،الآلاف من الأفدنة المزروعة بالمحاصيل المختلفة التى يصتف حولها النخيل من كل الجوانب يرتوى من النيل الذى احتلتها المزارع السمكية قبل أن تذهب المياه العذبة دون وداع إلى مثواها الأخير فى البحر المتوسط الممتد إلى نهاية حدود المحافظة التى لم تسلم من السخرية من الجميع حتى من أهلها ربما يكون ذلك بسبب اسمها الذى فسره الكثير إلى قصص كثيرة أشهرها أن أهلها "كفروا الشيخ".
الكثير من قصص الثراء والسفر والتهريب والهجرة غير الشرعية التى دائما ما يكون لها ضحايا بشكل موسمي، وهنا يصب الإعلام تركيزة على المحافظة، وبمجرد انتهاء إجراءات الدفن يذهب الجميع من حيث أتى دون إيجاد حلول جذرية للأزمة التى يشترك فيها جميع الأطراف، بداية من الأهالى التى ترسل أطفالها إلى عرض البحر املا فى وصولهم إلى "البر التانى" وتحويل أبنائهم إلى مجرد شيكات بنكية يتم صرفها، وتشاركهم الدولة الجزء الأكبر من المسؤلية فى توفير فرص عمل وتعليم يلاحق التطور السريع بدلا من إلقاء اللوم على الأهالى والهروب من المسؤلية بل وصل الأمر عند بعض المسؤولين إلى اعتبار الهجرة غير الشرعية "سبوبة" يسعى الجميع إلى التربح منها بطريقه أو بأخرى على مرأى ومسمع الجميع وهذا لا يقل عن تجار البشر فى شىء.
لعنة الهروب من كفر الشيخ أصابت الجميع رغم ما تحتويه المحافظة من موارد اقتصادية وبشرية ومساحات كبيرة، بالإضافة إلى الكثير من المشاهير فى المجالات المختلفة التى أثرت بشكل إيجابى فى المجتمع، تستطيع أن تجعلها على قمة المحافظات المصرية، إلا أن الكثيرين الآن يحاولون الهروب ولو فى تغير البطاقات إلى محافظات خرى تلقى اهتماما أكبر ولكن تبقى "كفر الشيخ" هى الأم والمثوى الأخير لكل أبنائها.